مسؤول أميركي: تل أبيب ستقصف أهدافاً في دمشق في حال سلمت "حزب الله" صواريخ
القصاص - ترجمة خاصة
لن تندلع الحرب بين لبنان وإسرائيل في المستقبل المنظور، إلا إذا تجاوزت سورية الخطوط الحمر المتفق عليها، حسب مسؤول أميركي رفيع المستوى، طلب عدم ذكر اسمه.
كلام المسؤول جاء في سياق سؤال توجهت به "الرأي" حول التصعيد الكلامي بين لبنان و"حزب الله"، والمناورات العسكرية الإسرائيلية المقبلة على الحدود مع لبنان.
وقال المسؤول الأميركي:"إن حرب يوليو 2006 ساهمت في تحويل الوضع الأمني في الجنوب اللبناني إلى ما يشبه هضبة الجولان السورية المحتل، والذي يتمتع بهدوء تام منذ توقيع اتفاقية وقف إطلاق النار بين إسرائيل والرئيس السوري الراحل حافظ الأسد في العام 1974".
وأضاف: منذ انتهاء الحرب، ترصد الاستخبارات الدولية كافة، إضافة إلى مراقبي الأمم المتحدة، تهريب للسلاح من سورية إلى حزب الله في لبنان، حتى أن سورية لا تتنصل من هذه التقارير في معظم الأحيان.
إلا أن تهريب السلاح، حسب المسؤول، يبقى ضمن الخطوط الحمر المتفق عليها بين إسرائيل وسورية. ويقول إن الخطوط بين دمشق وتل أبيب لم تنقطع "حتى في ذروة حرب يوليو 2006، حينما أرسل السوريون رسائل استعداد للسلام ورفض دخول الحرب إلى جانب حزب الله".
وتابع، هناك عدد من المسؤولين الإسرائيليين ممن أعلنوا هذه الاتصالات على الملأ، وممكن أن تتوجهوا إليهم للمزيد من التأكيد.
ويقول: في موضوع تسليح حزب الله، ما يهم إسرائيل هو عدم تسليم سورية للمنظمة اللبنانية صواريخ إس إيه 2، وهي صواريخ أرض-جو موجهة من مركز للقيادة. وأضاف: إذا ما سلمت سورية هذه الصواريخ، فإن حرباً ستندلع من دون شك، وستقصف إسرائيل أهدافاً في دمشق هذه المرة.
وسألت "الرأي" المسؤول عن مدى "تهديد" هذه الصواريخ للمقاتلات الإسرائيلية في حال اندلاع الحرب، فأجاب: «هذه صواريخ سام 2... في العام 1982، دمرت إسرائيل 17 بطارية صاروخ سام 7 سورية، وعطلت اثنين. إن سلاح الجو الإسرائيلي قادر على تجاوز هذه الصواريخ المضادة للطائرات.
وأضاف: «في صيف 2007، أجرى سلاح الجو الإسرائيلي جولات تجريبية في اليونان في مواجهة منظومة اس 300 الروسية، وهي توازي سام 20، على افتراض أن روسيا قد تزود إيران هذه الصواريخ، لكنها لم تفعل ذلك".
وسألت "الرأي" كذلك عن الأسباب المحتملة خلف التخوف الإسرائيلي من صواريخ أرض جو وضعت في الخدمة في 1957، فرد: "هذه الصواريخ بإمكانها إسقاط عدد كبير من الطائرات الإسرائيلية غير المقاتلة مثل الطائرات من دون طيار". وأضاف: "التقارير الاستخباراتية تشير إلى أن السوريين سمحوا لعناصر من حزب الله بالقيام بدورات تدريبية في سورية من أجل استخدام منظومة اس -2، إلا أن تل أبيب كررت تحذيرها لدمشق من مغبة تزويدها الصواريخ لحزب الله".
ويستطرد المسؤول الأميركي: لا حرب بين إسرائيل وحزب الله من دون دخول هذه الصواريخ إلى لبنان، أو من دون اعتداء من قبل حزب الله على إسرائيل، عبر الحدود الدولية، كما في 2006.
وبالإجابة عما يجعل المسؤول يجزم بأن "حزب الله" لن يبادر إلى عمل عسكري من نوع أو من آخر ضد الإسرائيليين، يقول: "هناك نوع من الحسرة لدى حزب الله اثر حرب 2006، حتى لو كان يعلن عكس ذلك، فحرب 2006 كشفت انه حتى مع اتخاذ مزارع شبعا كعذر لاستمرار العمل العسكري، إلا أن هذا العذر لا يبرر أمام اللبنانيين عموما ومؤيدي حزب الله خصوصا حرب شاملة مع إسرائيل، بل عمليات محصورة النطاق في محيط المزارع تبرر احتفاظ حزب الله بسلاحه".
اليوم، حسب المسؤول، ينصب اهتمام حزب الله على العودة إلى الموقف الذي كان سائدا حتى 11 يوليو 2006، وهو كان يعترف بعمل عسكري محدود للحزب في منطقة المزارع، وكان مبني على قرارات أممية غير 1701.
ويوضح، أن التكتيك السياسي الحالي لحزب الله والسوريين، من خلال وزارتي الخارجية اللبنانية والسورية، هو العودة إلى تفاهم ابريل 2006، مطوفاً على قرار مجلس الأمن الرقم 425، فهذان الاثنان، أعطيا الحزب حق العمل العسكري بشروط، اما اليوم، فلا شروط، وأي استفزاز يقوم به حزب الله سيقابله الإسرائيليون بحرب شاملة وموجعة، وعامة اللبنانيين يرفضون هكذا حرب في غياب احتلال إسرائيلي فعلي لهم كما في 1996... إذن فالمعادلة الحالية لا ترضي الحزب، لكنها لا تدفعه الى الحرب ولا تدفع إسرائيل إلى الحرب كذلك.
"الرأي" لفتت نظر المسؤول إلى أن "السياسة الرسمية اللبنانية متمسكة بالقرار 1701"، فاجاب: "لكن وزير الخارجية اللبناني (علي الشامي) يصدر اوامر شفوية للديبلوماسيين اللبنانيين في العواصم الغربية بالتشديد على 425".
عنصر ثالث، غير وضع «حزب الله» الحرج بين مطرقة سخط لبناني من حرب شاملة وسندان الغياب التام عن العمل العسكري، يقول المسؤول الأميركي أن «اسرائيل ارتكبت خطأ في العام 2006 بإبقائها سورية خارج الحرب».
وأضاف «أن سياسة الردع الإسرائيلية، التي استنبطها ارييل شارون حينما كان وزيرا للخارجية في حكومة (رئيس الحكومة بنيامين) نتنياهو في التسعينات، مبنية على إنزال عقوبة اكبر بكثير من الفعل نفسه، وهكذا، رأينا شارون يعطي الأوامر بهجوم على رادار سوري في لبنان، او بتحليق المقاتلات الإسرائيلية فوق القصر الرئاسي السوري».
المسؤول يعتقد إن إسرائيل استعادت هذه السياسة، وفي حال «أي تحرش من قبل حزب الله بإسرائيل، لن تبقى دمشق خارج ردة الفعل الإسرائيلية».
لكل هذه الأسباب، وباستمرار هذه المعطيات والظروف، يعتقد أن لا حرب مقبلة بين لبنان وسورية وإسرائيل، «وهو ما يدفع حزب الله إلى الإكثار من حربه في الإعلام لتعذرها في الواقع، وردة الفعل الإسرائيلية مشابهة لفعل حزب الله، وهي عبارة عن تصعيد إعلامي لا غير>