الرئيسية
قال نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي الشيخ محمد الصباح، ان لقاء قريبا سيعقد بين الرئيس عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل في غضون عشرة ايام .
واضاف في مقابلة مع جريدة القبس الكويتية ان الوضع في ضوء تعثر عملية السلام بأنه غاية في الخطورة لان من يحكم اسرائيل «رجل ارعن ومجنون» في اشارة الى رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو، لكنه بدا متألما لان «بلوة البلوات» هي الصراع الفلسطيني - الفلسطيني الذي على اساسه تقوم المصالحات او الخلافات العربية - العربية».
وكشف ايضا عن جانب من تفاصيل المحادثات التي اجراها خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في الكويت وقال: «ان لقاء سيتم خلال الايام المقبلة بين محمود عباس وخالد مشعل لتحقيق المصالحة التي تبنتها مصر»، ونقل الشيخ محمد ايضا عن مشعل قوله ان «حماس هي سيدة نفسها» وان كل ما يذكر من انها تتبع هذه الجهة او تلك عار عن الصحة.
وفيما يلي جزء من اللقاء:
• هل هناك مشروع سلام عربي - اسرائيلي جديد؟
ــــ لا يوجد مشروع عربي جديد لعملية السلام، فالمبادرة العربية للسلام هي المعتمدة وهي التي لم تكن مجرد اجراء بسيط، وقد ولدت المبادرة ولادة مستعسرة اذا صح التعبير، وهي فكرة نبعت من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وقد تم إلباسها الثوب الخليجي، وقد تم عرضها واعتمادها في قمة بيروت العربية، وحسبما اذكر شاركنا في ذلك الوقت بقوة لتسويق هذه المبادرة للأمة العربية وتفاصيلها ترتكز على السلام الشامل مع انهاء الاحتلال الشامل.
ولذلك الآن نقوم بتفعيل هذه المبادرة وليس ايجاد بديل لها.
أما الأفكار العربية المتعلقة بالسلام فهي كيف العودة الى طاولة المفاوضات؟
وهناك أفكار تتبناها مصر وتنقلها الى الولايات المتحدة تتعلق بتجميد المستوطنات، ولنكن أكثر وضوحاً فإن ما نريده هو ترجمة الخطاب التاريخي للرئيس الأميركي باراك أوباما في الأمم المتحدة، وننتظر ترجمة هذا الخطاب الى برنامج عملي، الى مرجعية لعملية السلام. وقد ذكر أوباما في خطابه أمورا في غاية الأهمية هي:
1 - القدس، وهي للمرة الأولى تذكر أن تكون على طاولة المفاوضات.
2 - قضية اللاجئين، في غاية الحساسية أيضاً.
3 - الأرض العربية وفق حدود 1967.
4 - المستوطنات وعدم شرعيتها.
ترجمة خطاب أوباما
وخطاب أوباما الى العالم عدد فيه هذه العناصر، ونحن كل ما نريد هو ترجمة هذا الخطاب الى مرجعية تكون على أساسها المحادثات.
إن رئيس الوزراء الاسرائيلي بينامين نتانياهو يرفض الالتزام بوقف المستوطنات ويرفض الحديث عن القدس وعن أراضي 1967 وكذلك اللاجئين.
إن الوضع الآن في غاية الخطورة فالعرب والعالم كله في كفة وموقف نتانياهو في كفة أخرى. وأصبح الوضع الآن لا يحتمل أي لبس. وقد تم بحث هذا الامر في قمة الكويت الاقتصادية مطلع العام الماضي.. عندما القى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز خطاباً في غاية الاهمية، واكد فيه ان المبادرة العربية للسلام لن تكون مفتوحة الى الابد، أي بمعنى اننا سنصل يوما نقول فيه لقد قمنا ما يجب القيام به.
السلام خلال عامين
• ولكن ماذا عن المسافة الزمنية لتحقيق ذلك؟
ــ نعم يجب تحديد فترة زمنية، والاميركيون من خلال المبعوث الخاص لعملية السلام جورج ميتشل يتحدث عن تحقيق السلام خلال عامين.
• ما طبيعة التحركات العربية على مستوى القادة، واخيراً شاهدنا قمة سعودية ــ سورية في الرياض؟
ــ اعادة الزخم للمبادرة العربية هذا هو الهدف، وكذلك اعادة التفاوض على مبدأ هذه المبادرة واللجنة الرباعية الدولية التي تبنت هذه المبادرة، وهناك تحرك روسي ايجابي على هذا الملف بعد فترة ركود ان جاز التعليق.. فهناك ايضا تحرك اوروبي قوي وهو مرحلة متطورة. وكل ذلك مؤشر ايجابي، ولكن العلة الاساسية الان و«البلوة» هي الخلاف الفلسطيني ــــــ الفلسطيني وهذا كان محور مداولات ومحاولات سمو الأمير مع القادة العرب لرأب الصدع الفلسطيني، ثم التقى سمو الأمير مع الرئيس المصري حسني مبارك وكان 90% من المحادثات بين الأمير والرئيس مبارك حول الجهود العربية حول المصالحة الفلسطينية - الفلسطينية.
الخلاف الفلسطيني
ومن ثم جاءنا الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وكان أيضاً التركيز على المصالحة الفلسطينية وانتهينا مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل على ضرورة حسم هذا الخلاف خلال زيارته إلى الكويت الأسبوع الماضي.
وكون الكويت رئيسة القمة الخليجية ورئيسة القمة الاقتصادية فإن عليها دورا في هذا المجال وسيكون تحرك كويتي لدعم الجهود المصرية، ونتوقع في المدى القصير ان نتمكن من عقد لقاء مصالحة بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل على أسس الورقة التي تم التوافق عليها في القاهرة، وهناك اختلافات بسيطة - حسب علمنا - تتركز في بعض العبارات ونحن نعجل في قضية المصالحة لأن ما سمعناه من عباس ومشعل لا يرقى لأن يكون هناك قطيعة بين الجانبين.
اللقاء في مصر
• هل اللقاء سيكون في الكويت؟
ــــ لا، مصر هي التي تقود هذه المصالحة وورقة التفاهم هي ورقة مصرية وقد تم التوافق عليها.. والكويت مهمتها الأساسية دعم هذه الجهود ولا نحتاج إلى تعدد المصالحات بل إلى وحدة الهدف والتحرك بهدف المصالحة.
والقمة السعودية - السورية في الرياض تدعم المصالحات العربية ولكن الأساس في المصالحات العربية ينطلق من المصالحة الفلسطينية.
• متى يجتمع عباس ومشعل؟
ــــ في اقرب وقت وهذا ما نسعى اليه.
• 10 أيام تقريبا؟
ــــ شيء من هذا القبيل.
• تحدثتم عن تحرك كويتي.. فما نوعية هذا التحرك.. هل يشمل زيارة لإيران مثلا؟
ــــ ما علاقة ايران؟!
• كون علاقة حماس بإيران وطيدة؟
ــــ سمعنا من حماس كلاما بشكل جلي وواضح.. حماس هي سيدة نفسها.
رسالة مشعل
• هل نقل لكم مشعل هذا الشيء؟
ــــ خالد مشعل اكد ان كل ما يذكر عن حماس بأنها تابعة لهذا الطرف او ذاك عار عن الصحة.. حماس سيدة نفسها وهم يقررون ان قراراتهم منطلقة من المصلحة الوطنية الفلسطينية وهذا الشيء لم يكن محل شك لدينا.
المبادرة العربية
• ألقيتم بكرة المسؤولية في ملعب الادارة الاميركية.. ولكن سبق ان سمعنا اصواتا عربية تنعي المبادرة العربية، السؤال هل هناك اجماع عربي على المبادرة العربية للسلام؟
ــــ لا.. لا.. سبق أن قلت ان المبادرة العربية للسلام بشكلها الحالي لن تبقى على الطاولة الى ما لا نهاية، ولكن يجب ان نعطي الادارة الاميركية الجديدة فرصة، فالرئيس اوباما القى خطابا تاريخيا في القاهرة وكانت ردات الفعل ايجابية للغاية، وكذلك القى خطابا مماثلا في اسطنبول، وطرح مرئيات الادارة الاميركية لموقع بلاده في الاحداث العالمية والاقليمية، ومن ضمنها الصراع العربي - الاسرائيلي ولذلك حرصنا على العمل ودعم الرئيس اوباما، لانه منذ البداية اوفد مبعوثا خاصا للسلام جورج ميتشل وهو رجل مجرب بشكل كبير وقد سبق له ان حل الخلاف التاريخي بين الكاثوليك والبروتستانت في ايرلندا.
• هل هناك تطابق سعودي - سوري حول المبادرة العربية للسلام؟
ــــ وهل انتم ترون اختلافا، المبادرة العربية خرجت بالاجماع في قمة بيروت ولم يكن في يوم من الايام حديث عن تبديلها أو تعديلها، أو حتى الغائها، الحديث الذي تم فقط كان هو الى متى ستبقى المبادرة العربية.
أي قمة
• ولكن في فترة من الفترات نُعيت المبادرة العربية؟
ــــ متى؟ ومن الذي نعاها؟
• في قمة الدوحة؟
ــــ أي قمة دوحة؟.. هذه لم تكن قمة عربية بل تجمعات عربية، وكان فيها ناس من فنزويلا وغيرها.
< كيف يقيم الشيخ محمد الصباح مسيرة مجلس التعاون الخليجي، خاصة بعد ظهور خلافات على خلافة الأمين العام.. وغيرها من القضايا؟
ــــ يكفي تجمع في دول نامية وأن يصمدوا أمام كوارث من حروب واحتلال، واقتصادية واعتقد صمود دول المجلس واستمرارها في الانجاز لم يكن في توقف امانة أو جمود الآن وبعد قمة الكويت ال 31 اطلقنا مشروع الربط الكهربائي، وكذلك انطلقت عجلة العملة الخليجية من قمة الكويت، وبعد قمة الامارات سيعقبها مشروع السكك الحديدية بين دول المجلس.
