457 دارس سجلوا في الفصل الأول من العام الدراسي 2009-2010 حصلوا على 90% فما فوق بـ"الثانوية العامة"
تزايد ملحوظ في اعداد طلبة "التوجيهي" المتفوقين الذين يلتحقون بجامعة القدس المفتوحة
د. ابراهيم: التحاق المتفوقين بالجامعة اصبح ظاهرة ملحوظة، لكن اهتمامنا ينصب على مخرجات العملية التعليمية
د. شاهين: الجامعة تقوم بجهود حثيثة لتهيئة البيئة العلمية والنفسية المناسبة للدارسين خاصة المتفوقين منهم
محافظات-"رسالة الجامعة"-كان البعض يعتقد أن جامعة القدس المفتوحة هي ملجأ أخير لطلبة الثانوية العامة الذين يفتقدون فرصة الالتحاق بالجامعات التقليدية، لكن الواقع يشير إلى حقيقة تؤكدها الأرقام بأن "القدس المفتوحة" أضحت قبلة للمتفوقين بعد أن أثبتت جدارتها بتخريج كوكبة من الدارسين الذين رفعوا اسمها عاليا وفي مختلف الميادين.
تؤكد الاحصائيات المتوفرة لدى دائرة التسجيل والقبول والامتحانات في الجامعة أن (457) طالب وطالبة التحقوا بالجامعة مع بداية الفصل الأول من العام الدراسي 2009_2010 قد حصلوا على معدل 90% فما فوق في امتحان الثانوية العامة، وهو ما يشكل ما نسبته (3%) من مجموع الطلبة الكلي (16121) الذين التحقوا بالجامعة هذا الفصل، بينما بلغ عدد الطلبة الذين حصلوا على 80% فما فوق والتحقوا بهذا الفصل (1707) وهو ما يمثل نسبة 6،10% من مجموع الملتحقين.
وفي الفصل الأول من العام الدراسي 2008-2009 التحق (388) طالب وطالبة في الجامعة كانوا قد حصلوا على معدل 90% فما فوق في "التوجيهي" وهو ما يشكل نسبة 5،2% من مجموع الملتحقين في ذلك الفصل (15469)، بينما بلغ عدد الطلبة الذين حصلوا على معدل 80% فما فوق ( 1929) أي ما نسبته 5ر12% من مجموع الملتحقين.
وبمقارنة ما تقدم مع سنوات سابقة سنجد أن تطورا كبيرا قد طرأ على صعيد التحاق الطلبة المتفوقين بجامعة القدس المفتوحة، فعلى سبيل المثال التحق في الفصل الأول من العام الدراسي 2000_2001 (60) طالب وطالبة حصلوا في التوجيهي على علامة 90% فما فوق اي ما نسبته (85،0%) من مجموع الملتحقين في ذلك الفصل (7117)، بينما بلغ عدد الذين حصلوا على معدل 80% فما فوق في الثانوية العامة والتحقوا بالجامعة 494 طالب وطالبة اي ما نسبته 9،6% فقط.
د.ابراهيم: التحاق المتفوقين بـ"القدس المفتوحة" اصبح ظاهرة يؤكد د. جمال ابراهيم مدير عام التسجيل والقبول والامتحانات في الجامعة أن التحاق الطلبة المتفوقين بالثانوية العامة في جامعة القدس المفتوحة أضحى ظاهرة خلال السنوات الأربع الأخيرة، مشيرا إلى أن الحد الأدنى لقبول الطالب الجديد من خريجي الثانوية العامة" هو 65% أسوة ببقية الجامعات الفلسطينية. ويضيف" تشير الاحصائيات إلى أن عدد الطلبة الذين عاودوا الالتحاق بالجامعة وعلاماتهم أدنى من 65% لا تتجاوز ما مجموعة ثلاثة آلاف طالب من أصل 16 الف".
ويشدد د. ابراهيم على أن التحاق طلبة متفوقين بجامعة القدس المفتوحة يدل على أن هناك قبولا للجامعة وأدائها لدى المجتمع الفلسطيني، لافتا إلى أنه ورغم أهمية التحاق طلبة متفوقين بالجامعة غير أن اهتمام الجامعة ينصب بالدرجة الأولى على توفير البيئة التعليمية الملائمة للدارسين والتركيز على مخرجات العملية التعليمية. ويضيف" قد يلتحق طلبة من ذوي المعدلات المتدنية بالجامعة ولكنهم عندما يتخرجون يثبتون جدارتهم في ميادين العمل ويتفوقون في كثير من الأحيان على خريجي الجامعات الأخرى الذين يكونون قد حصلوا على درجات عالية في امتحان الثانوية العامة". ويتابع د. ابراهيم"نتائجنا في امتحانات التوظيف لدى وزارة التربية وعدد من المؤسسات متميزة وتتفوق على جامعات أخرى تقليدية، لأننا نركز بشكل اساسي على تأهيل الطالب".
د. شاهين: جهود حثيثة لتوفير بيئة تعليمية مناسبة
من جهته يؤكد د. محمد شاهين مدير عام شؤون الطلبة أن الجامعة تسعى دوما لتوفير بيئة تعليمة ملائمة للدارسين فيها خاصة للمتفوقين. ويقول"تسعى جامعة القدس المفتوحة سنوياً إلى استقطاب الطلبة المتفوقين في الثانوية العامة حرصاً منها على استقبال الطلبة من كافة الأطياف بفئاتهم العمرية، وظروفهم الاجتماعية، وقبل كل ذلك بقدراتهم واستعداداتهم الأكاديمية والعلمية لادراكها لأهمية وضرورة هذا التنوع على التحصيل العام للطلبة، وخطط التطوير والسعي نحو التميز في كافة المجالات، خاصة المجال الأكاديمي".
ويضيف"حتى يكون هذا الاستقطاب موضوعياً، فإن الجامعة قامت وتقوم بجهود حثيثة ومنبثقة من خطتها الاستراتيجية وأدوات تقويمها الفاعلة، تمثلت في تهيئة البيئة العلمية والنفسية المناسبة والمحفزة لكافة طلبتها خاصة المتفوقين منهم، بإعتبارهم الأولى أن نعوّل عليهم في تحقيق التنمية المجتمعية المعتمدة بشكل رئيس على الكوادر البشرية المؤهلة والمبتكرة التي تستطيع أن تحمل على عاتقها مسؤولية البناء والتنمية لا سيما في ظل الواقع والوقائع التي يعيشها مجتمعنا وشعبنا الفلسطيني".
ويشير د. شاهين إلى وجود ارتباط بين اقبال المتفوقين على الجامعة وبين ما شهدته الجامعة على مدى السنوات الماضية، من تطور كبير في برامجها وإجراءاتها وطرائق التدريس الحديثة التي اتجهت بصورة رائدة ومواكبة لتطورات العصر وإحتياجاته في مجال التعليم الإلكتروني بوسائله المتعددة، إضافة إلى الانجازات التي حققها خريجو الجامعة في مجال اختبارات محلية ودولية، استطاعوا من خلال إعدادهم وما اكتسبوه من معلومات وقدرات أن يتميزوا فيها، ومنها على سبيل المثال لا الحصر، اختبار التوظيف المعتمد لدى وزارة التربية والتعليم، واختبار التوظيف المعتمد لدى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، واختبار الكفاءة الدولي "ETS" الذي تفردت الجامعة به بين الجامعات الفلسطينية في تطبيقه على طلبتها، وكانت نتائجهم فيه مرضية مقارنة بالتحصيل في هذا الاختبار لطلبة الجامعات الأردنية الشقيقة رغم اختلاف الظروف والامكانات.
ويؤكد د. شاهين على أن الجامعة تسعى إلى تقديم الحوافزالمادية للطلبة المتفوقين في الثانوية العامة، فهي تقدم (30) مقعداً سنوياً بإعفاء كامل من الرسوم الدراسية للمستفيدين من هذه المنحة الذين ترشحهم وزارة التربية والتعليم العالي، إضافة إلى العديد من المنح الأخرى التي تقدم بعد التحاق الطالب بالجامعة، وتعتمد في أحد معاييرها على المعدل التراكمي للدارس، ومنها بشكل خاص منحة المتفوقين التي تقدم لمئات الطلبة، وكذلك منحة الأخوة ومنحة الأزواج، ومنحة صندوق الطالب، ومنحة الطالب المعوق، ومنحة أبناء الشهداء...، وغيرها من المنح الداخلية والخارجية التي تمس أكثر من 40% من طلبة الجامعة، متوزعة ما بين منحة كاملة أو جزئية.
ويقول د. شاهين إن الجامعة ترى في كل طلبتها هدفاً للرعاية والاهتمام والسعي نحو تقديم الأفضل لهم، إلا أنها تنظر بعين ثاقبة ومتميزة تجاه الطلبة المتفوقين في الثانوية العامة، وتعتبر التحاقهم بالجامعة مكسبا واتجاها لأوجه عدة، أحدها هو تحفيز زملائهم نحو الانجاز والتحصيل، ومساعدة الجامعة في تطوير برامجها وأدواتها.
ويضيف"لقد كان لانجازات الجامعة، وسمعتها الأكاديمية والإدارية والمالية والتي انعكست على خريجينا وأدائهم بعد تخرجهم، سواء في مكان العمل أو الالتحاق بالدراسات العليا أثراً كبيراً في تغيير الثقافة والنظرة المجتمعية، فأصبحت الأسرة تحث ابناءها على الالتحاق بالجامعة، والطالب نفسه يفضل الالتحاق بالجامعة ليتسنى له الاستفادة من برامجها بخصوصية طرائق التدريس وأنظمة التعلم التي تتميز بها الجامعة، وتساعد الطالب أيضاً على أداء أية واجبات أو ألتزامات أخرى بجانب تحصيله العلمي، وذلك في عصر السرعة وحسابات الوقت الدقيقة وثورة التكنولوجيا والمعلوماتية التي جعلت من نظام التعلم المفتوح عن بعد ضرورة وليس خياراً".
ويتابع" إن الجامعة إذ تولي اهتماماً كبيرا بكافة جوانب الطلبة التربوية، والأكاديمية، إلا أنها لا تكون على حساب الجوانب الاجتماعية والنفسية، وكل ما يسهم في تعزيز قدرات الطالب الشخصية والاجتماعية، وإكسابه المهارات اللازمة لذلك من خلال البرامج الأكاديمية والأنشطة اللامنهجية الهادفة، ليكون خريجاً متفوقاً في كل المجالات، وقادراً على الاسهام في خدمة وطنه وتنمية مجتمعه بكفاءة واقتدار".
متفوقون: فلسفة التعليم المفتوح شجعتنا للالتحاق بـ"القدس المفتوحة"
الدارسة المتفوقة أسماء محمد حسين صباح حصلت على معدل 6،97 في التوجيهي (الرابعة على محافظة بيت لحم في الفرع الأدبي) والتحقت بجامعة القدس المفتوحة- منطقة بيت لحم التعليمية وقد سجلت في تخصص العلوم الإدارية والاقتصادية ثم انتقلت إلى تخصص اللغة الإنجليزية. تقول اسماء" أعجبني نظام التعليم المفتوح الذي تتبناه جامعة القدس المفتوحة، فهو مرن ويسمح للدارس بالدراسة وفق ظروفه كما أن تكلفة الدراسة أقل بكثير مما هي في الجامعات الأخرى". وتضيف" كان أخي قد اشترى لي طلب التحاق في جامعة بيت لحم وتم قبولي هناك، لكنني كنت في قرارة نفسي مقتنعة بالدراسة في جامعة القدس المفتوحة، على الرغم من أنني قد حصلت على منحة دراسية لمتابعة دراستي الجامعية في الولايات المتحدة الأمريكية مع عرض بالعمل هناك أثناء الدراسة، ولكنني آثرت البقاء في الوطن والدراسة في جامعة القدس المفتوحة التي أصبحت صرحاً تعليمياً مميزاً يضاهي أعرق الجامعات". وحول نظرة الآخرين لها بعد أن رفضت كل العروض الأخرى والتحق بجامعة القدس المفتوحة قالت أسماء" أنا لا أهتم كثيراً بما يقوله الآخرون، فقد اتخذت هذا القرار عن قناعة تامة، وأنا سعيدة الآن بوجودي في جامعة القدس المفتوحة، وفي كل يوم أقضيه في هذه الجامعة تزداد قناعتي بها وحبي لها، وأدعو زميلاتي الأخريات اللواتي اخترن الدراسة في جامعات اخرى إلى المجيء هنا ليتأكدن بأنفسهن من صحة قراري واختياري".
أما الدارس عماد فليح عبد دراغمه من طوباس حصل على معدل 95 في الثانوية العامة في العام 2008 ، يقول " رغبت بدراسة المحاسبة لذلك توجهت إلى الثانوية العامة الفرع التجاري، وكان أملي بأن احصل على معدل متميز يؤهلني للدراسة في مكان اختاره بعد النتائج. ويضيف" فور سماع النتائج قدمت لأكثر من جامعة قبلتني جميعها لتميز معدلي، لكني اخترت ان أكون طالبا في جامعة القدس المفتوحة منطقة طوباس، فوجدت الكثيرين من أصحاب المعدلات العالية برفقتي.
وعن دوافع هذا الاختيار يقول عماد " لأن الجامعة تتميز بنظام تعليمي يتيح للدارس العمل والدراسة في آن ، ولانتشارها في جميع أنحاء الوطن وقربها من مكان سكني ". وعن انطباعاته عن الجامعة بعد مرور عام من الدراسة فيها يقول "أنا واثق من أن خياري كان صائبا"، مشيرا إلى أنه يحصل على منحة جامعية لتفوقه بالدراسة رغم صعوبة موادها التي تدلل على المستوى العلمي لخريجيها "، داعيا إدارة الجامعة إلى افتتاح تخصصات أخرى لاستقطاب المتميزين في الثانوية العامة والى إنشاء مبنى يلبي احتياجات الدارسين.
وتقول الطالبة ريما منيف عساروة الحاصلة على معدل 97% في الفرع الأدبي من مدرسة علار الثانوية والتحق بمنطقة طولكرم التعليمية""الظروف الأسرية والعائلية منعتني من الذهاب إلى جامعة أخرى، فقررت الالتحاق بجامعة القدس المفتوحة أثناء دراستي الثانوية العامة".
وأكدت ريما على انه وبعد الالتحاق بالجامعة وجدت أنها ملائمة لكافة شرائح المجتمع وهي أفضل الجامعات لكافة الظروف التي يمر بها الشعب الفلسطيني، منوهة إلى أن الوضع المادي لم يكن حائلا أمام التحاقها بأي جامعة أخرى، إلا أن جامعة القدس المفتوحة هي كبقية الجامعات الأخرى من الناحية الأكاديمية بل وبالعكس فإنها ترى أنها أصعب من مثيلاتها من الناحية الأكاديمية وذلك لاعتماد الطالب على نفسه من خلال تبنيها لنظام التعلم عن بعد وهذا ينمي من مهارات الطالب وقدرته على التحليل في الدراسة.
وتوضح الدارسة مي سعيد عبد الهادي محمود الحاصلة على معدل 8،97% الثانوية العامة وتدرس في منطقة طولكرم التعليمية أن التحاقها بالجامعة نابع من قناعتها برسالة وأهداف الجامعة، والتخصصات التي تطرحها، بالإضافة إلى تشجيع الأهل على الالتحاق بها".
وتضيف مي وهي تدرس لغة انجليزية في الجامعة" قرب الجامعة من مكان سكني وادراجها للتخصص الذي يناسبني وعدم وجود أي اختلافات بينها وبين الجامعات الأخرى ، كلها أسباب شجعتني وحفزتني أن أتشرف بأن أكون احدى طالبات جامعة القدس المفتوحة في طولكرم".
الدارسة سعاد محمد سالم أبو طيور من مخيم النصيرات وتخرجت في منطقة الوسطى التعليمية حصلت في الثانوية العامة على معدل 2،82%، انقطعت عن الدراسة لفترات طويلة بسبب ظروف اجتماعية قاهرة.
وتقول سعاد"عندما كبر أبنائي وأصبحت ابنتي الصغرى في الصف الثاني الابتدائي راودتني فكرة إكمال دراستي والالتحاق بجامعة لكي احصل على شهادة جامعية تحقق لي أملي ورغباتي، وما دفعني إلى هذا التفكير هو ما سمعته عن جامعة القدس المفتوحة التي وجدت فيها ضالتي حيث أنها من الجامعات الفريدة بنظامها المرن والتي تستوعب من فاتتهم فرصة التعليم، وتجدد لدي الأمل وبدأت انتظر اللحظة التي تفتح فيها أبواب التسجيل لكي التحق بها وأكمل تعليمي".
وتضيف"عندما أصبحت الفكرة جادة لدي ووافقني زوجي على هذه الخطوة الجريئة وأصبح الأمر حقيقة لا خيالا، انتسبت لها واخترت برنامج التربية قسم اللغة العربية وآدابها، وبدأت دراستي في عام 2005 م وكان لدي الرغبة والإصرار على أن أكون من المتفوقات كما كنت دائماً ولكني تخوفت بأن لا يتحقق ذلك كوني انقطعت عن الدراسة مدة 15 عاماً ". وتابعت" تحديت كل الصعوبات التي واجهتني وبتشجيع من زوجي وأهلي الذين وقفوا بجانبي خطوة بخطوة ولم يبخلوا علي بأي شيء احتاجه"، مشيرة إلى انها نظمت وقتها وانكبت على دراستها وتحدت جميع من حولها رغم الكثير من محاولات الهدم والإحباط التي واجهتها، وحصلت على منحة المتفوقين من الجامعة التي تعتز بالانتساب لها.
وتخرجت سعاد من الجامعة بعد 4 سنوات وتحديدا في الفصل الثاني عام 2009 وحصلت على تقدير امتياز ومعدل 8،92% ، وكانت فخورة بنفسها لأنها حققت كل ما حلمت به. وتعبر عن فرحتها التي لا توصف حينما أبلغتها إدارة الجامعة بأنها اختارتها كي تعمل فـي الجـامعة التي درست فيها تبعاً لبرنامج Best Student التابع لوكالة الغوث ولمدة عام كامل لأنها أرادت أن ترد لجامعتها ولو شيء بسيط مما قدمته لها.
توزيع الدارسين الجدد حسب البرامج الأكاديمية وفرع الثانوية والمعدل والجنس للفصل الدراسي الأول لعام 2009/2010