http://news.egypt.com/arabic/permalink/151767.html
حجم الخط:
القاهرة (رويترز) - في حين خلت قائمة أفضل 500 جامعة في العالم من وجود جامعة مصرية يقدم عالم النبات والبيئة المصري البارز محمد عبد الفتاح القصاص ما يشبه الرثاء للجامعة المصرية التي كانت على قدم المساواة مع نظيرتها في لندن قبل أكثر من 60 عاما.
ويحث في كتابه (خطى في القرن العشرين وما بعده) على مراجعة النظام الجامعي الحالي في مصر لانه يعتمد على "التلقين" ويفترض أن يقوم على "التعلم" بمعنى اطلاق حرية البحث للافادة من مصادر المعلومات. كما يقترح أن يكون العام الدراسي الاول في الجامعة مرحلة تمهيدية لسائر الطلاب لكي يتدربوا ويتأهلوا للتعامل مع مصادر المعارف قبل التوجه الى التخصص الاقرب الى ملكاتهم.
ويصف الجامعة المصرية الان بأنها "كيان مترهل ذو كفاءة متواضعة" لوجود وحدات ذات طابع خاص استحدثتها الجامعة منذ نهاية القرن العشرين للتعليم المفتوح والتعليم عن بعد. كما يدعو لربط المعاهد العليا مثل معهد الدراسات البيئية بجامعة عين شمس بتطوير قدرات الدارسين في الوظائف التي يشغلونها مضيفا أنه سأل عميد هذا المعهد عام 1999 عن عدد خريجيه منذ انشائه فقال 1200 طالب ولكن من يعمل منهم في مجال البيئة اثنان فقط.
ويرى القصاص في هذا نوعا من الخلل.
ويقول ان جامعة القاهرة حين شرعت في بداية القرن الحادي والعشرين في دراسة انشاء معهد عال لدراسات البيئة "كنت ألح أن تنص اللائحة على قبول طلاب يوفدون من جهات عملهم ليعودوا اليها وقد تطورت معارفهم وقدراتهم العلمية" ولكنه لم يذكر ما انتهى اليه هذا المعهد.
ويقع كتاب القصاص في 214 صفحة كبيرة القطع ولا يحمل غلافه أو صفحته الاولى اسم ناشر وان كانت الصفحة الاخيرة تثبت أنه طبع في دار الهلال بالقاهرة.
ويوثق الكتاب المسيرة الشخصية والعلمية للعالم المرموق (88 عاما) وهو ثاني اثني عشر طفلا رزق بهم أبوه الذي كان صيادا وصانع مراكب للصيد في قرية تقع في أقصى شمال مصر وظلت حتى عام 1940 بدون مدرسة ابتدائية لكنه تمكن من شق طريقه الى أن تخرج عام 1944 في كلية العلوم بجامعة فؤاد الاول (القاهرة الان) والتي حصل منها على الماجستير في علم بيئة النبات عام 1947 ثم نال الدكتوراه في علم بيئة النبات عام 1950 من جامعة كيمبردج. وشارك في محافل دولية كثيرة الى أن أصبح أول مسؤول من العالم الثالث يترأس (الاتحاد الدولي لصون الطبيعة والموارد الطبيعية) بين عامي 1978 و1984.
وتوجت رحلة القصاص هذا العام بجائزة مبارك في العلوم وهي أرفع الجوائز في البلاد وقبلها حصل على جائزة الدولة التقديرية وأكثر من عشر جوائز وأوسمة من مصر والسودان والامارات والسويد وهولندا. كما نال جائزة الامم المتحدة للبيئة عام 1978.
ويتساءل المؤلف في تقديم كتابه تحت عنوان (لماذا هذا الكتاب..) مجيبا بما قاله للامين العام الاسبق للامم المتحدة كورت فالدهايم في كبرى قاعات الامم المتحدة في نيويورك في الخامس من يونيو حزيران 1978 (يوم البيئة العالمي) بمناسبة حصوله هو والمستكشف النرويجي ثور هايردال (1914-2002) على جائزة الامم المتحدة للبيئة..
"ان مغزى تكريمي هو رسالة من الامم المتحدة -بما تمثله وترمز اليه- الى الاطفال (الذين) يولدون بالالاف كل يوم في القرى النائية.. في الاقطار الفقيرة في اسيا وافريقيا وأمريكا اللاتينية. كأنك يا سيدي الامين العام للامم المتحدة تمسح على رأس كل طفل وتقول له.. انهض. هذا واحد مثلك لم يمنعه المهد الخشن ولا العيش المضيق عليه ولا المسافة البعيدة بين القرية والمدرسة من أن يشق طريقه ليدخل مبنى الامم المتحدة هذا الصباح مرفوع الرأس ليتلقى اعتراف المجتمع الدولي به وباسهاماته في المعارف العلمية والجهود الدولية" مضيفا أن الكتاب رسالة تمنح الاطفال الامل.
ولا يبدي المؤلف حنينا للماضي ولكن استعراضه لنظام التعليم والسياق العام بين عصرين يحسب لصالح الماضي اذ يرجح أن تكون الدروس الخاصة التي أصبحت جزءا من هموم التعليم في السنوات الاخيرة سببا في "الرشوة والفساد" وغيرهما من الانحرافات الاجتماعية التي يضطر اليها ولي أمر الاسرة حيث تلتهم هذه الدروس جانبا كبيرا من ميزانيات الاسر المصرية وقدرتها بعض الدراسات في الاونة الاخيرة بنحو 15 مليار جنيه مصري (نحو 2.71 مليار دولار).
أما المدرسة في النصف الاول من القرن العشرين فكانت كما يقول "مؤسسة عظيمة للتعليم والتربية.. كان مجتمع المدرسة مجتمعا بالغ الرقي التعليمي والثقافي والتربوي" فمدرسة العباسية الثانوية بالقاهرة التي درس بها كانت تضم معامل للكيمياء والفيزياء وعلوم الاحياء وملاعب ومساحات خضراء. وناظر المدرسة محمود علي فضلي أصبح فيما بعد أول عميد لكلية العلوم بجامعة عين شمس وأساتذة مادة الاحياء صاروا أساتذة في كليتي العلوم بجامعتي القاهرة والاسكندرية. أما مدرس الرسم فكان التشكيلي صلاح طاهر (1911-2007) الذي كان يشرح للتلاميذ علم الجمال.
أما الجامعة فيقول انه في كلية العلوم التي تأسست عام 1925 "كان وضع أوراق امتحانات البكالوريوس وتقييم كراسات الاجابة عملا مشتركا بين الكلية المصرية والكلية المناظرة في جامعة لندن تحقيقا للتساوي العلمي بين الجامعتين" وهذا أساس فكرة الاعتراف الدولي بالدرجة الجامعية المصرية وظل معمولا بهذا النظام حتى عام 1946.
ويشدد القصاص على أن اصلاح الجامعة يتحقق حين تستعيد مكانتها في نسيج المجتمع وأن الاستاذ هو أساس العملية التعليمية واذا اكتملت فيه العناصر الفكرية والمعرفية والخلقية "لا تكون الجامعة في حاجة الى لوائح مواد قانونية لضبط الاداء" مستشهدا بأنه سأل أستاذا في جامعة ردنج البريطانية عن شروط الجامعة فيمن يقبلون للتسجيل للدكتوراه فقال "موافقتي.. هذا يكفي حتى ولو لم يكن حاصلا على الدرجة الجامعية الاولى" فحين يتمتع أستاذ الجامعة بثقة المجتمع العلمي يغني ذلك عن اللوائح.
ويضرب مثلا بأستاذ مصري كان يراقب الطلاب في امتحان الرياضيات فوجد أحدهم يتصبب عرقا لانه مريض وجاء طبيب فقال انه مريض بحمى لا تمكنه من أداء الامتحان وكان الاستاذ يعرف اجتهاد الطالب وتفوقه الدراسي فكتب على ورقة الامتحان الخالية "ينجح بامتياز" أما الطالب الذي غادر لجنة الامتحان ليستريح فهو "الاستاذ الدكتور عبد الفتاح اسماعيل.. من قادة البحث العلمي والمدير المؤسس لجامعة الكويت."
ويضيف أنه لما ذهب عام 1974 الى جامعة كيمبردج علم أن لوائح الجامعة تسمح بحصول الطالب على الدرجة الجامعية اذا منعه المرض أن يحضر الامتحان وشهد له أساتذته باستحقاق النجاح.
ويعلق المؤلف قائلا ان نظام الامتحان بالجامعات المصرية " الارقام السرية والكنترول يشكك في كمال نزاهة الاستاذ وبعيد عن أصل العمل الجامعي."
وعن جمود اللوائح يضرب مثلا بحسن رجب الذي تخرج في كلية الهندسة بجامعة القاهرة ونال منها درجة الماجستير أيضا ثم أعد رسالته للدكتوراه وهي "دراسات رائدة" أعاد بها اكتشاف صناعة ورق البردي عند المصريين القدماء ولكن كلية الهندسة لم تقبلها لان موضوعها في علوم النبات ومكانها كلية العلوم التي ردت الرسالة لان صاحبها حاصل على بكالوريوس الهندسة. ثم راسل الباحث جامعات فرنسية فتنافست خمس منها "على نيل شرف اجازة هذه الدراسة الفذة. ثم اختاروا جامعة جرنوبل لان بها معهدا متخصصا في صناعات الورق" وأجيزت رسالة رجب عام 1979.
ويرى القصاص أن الجامعة هي المجال الارحب والمناسب للنقد واطلاق الملكات العلمية.
فيروي أنه حين كان يدرس في بريطانيا فوجئ بطلاب السنة النهائية في عروضهم لمقالات أنجزوها في علوم بيئة النبات يتناولون العلماء الرواد "بغلظة تصل الى سوء الادب وكان لهؤلاء العلماء لدي قداسة الشيوخ الاوائل" وأبدى دهشته لاستاذه فقال له "هذا أمر مقصود فنحن نربي الاولاد على التحرر وشجاعة النقد ورفض القداسة للسابق والاستعداد الدائم لهدم القديم وبناء الجديد... تربية الطالب على شجاعة النقد تشحذ قدراته العقلية وتزيد من قدراته على النفاذ الى جوهر الموضوع."
حجم الخط:
القاهرة (رويترز) - في حين خلت قائمة أفضل 500 جامعة في العالم من وجود جامعة مصرية يقدم عالم النبات والبيئة المصري البارز محمد عبد الفتاح القصاص ما يشبه الرثاء للجامعة المصرية التي كانت على قدم المساواة مع نظيرتها في لندن قبل أكثر من 60 عاما.
ويحث في كتابه (خطى في القرن العشرين وما بعده) على مراجعة النظام الجامعي الحالي في مصر لانه يعتمد على "التلقين" ويفترض أن يقوم على "التعلم" بمعنى اطلاق حرية البحث للافادة من مصادر المعلومات. كما يقترح أن يكون العام الدراسي الاول في الجامعة مرحلة تمهيدية لسائر الطلاب لكي يتدربوا ويتأهلوا للتعامل مع مصادر المعارف قبل التوجه الى التخصص الاقرب الى ملكاتهم.
ويصف الجامعة المصرية الان بأنها "كيان مترهل ذو كفاءة متواضعة" لوجود وحدات ذات طابع خاص استحدثتها الجامعة منذ نهاية القرن العشرين للتعليم المفتوح والتعليم عن بعد. كما يدعو لربط المعاهد العليا مثل معهد الدراسات البيئية بجامعة عين شمس بتطوير قدرات الدارسين في الوظائف التي يشغلونها مضيفا أنه سأل عميد هذا المعهد عام 1999 عن عدد خريجيه منذ انشائه فقال 1200 طالب ولكن من يعمل منهم في مجال البيئة اثنان فقط.
ويرى القصاص في هذا نوعا من الخلل.
ويقول ان جامعة القاهرة حين شرعت في بداية القرن الحادي والعشرين في دراسة انشاء معهد عال لدراسات البيئة "كنت ألح أن تنص اللائحة على قبول طلاب يوفدون من جهات عملهم ليعودوا اليها وقد تطورت معارفهم وقدراتهم العلمية" ولكنه لم يذكر ما انتهى اليه هذا المعهد.
ويقع كتاب القصاص في 214 صفحة كبيرة القطع ولا يحمل غلافه أو صفحته الاولى اسم ناشر وان كانت الصفحة الاخيرة تثبت أنه طبع في دار الهلال بالقاهرة.
ويوثق الكتاب المسيرة الشخصية والعلمية للعالم المرموق (88 عاما) وهو ثاني اثني عشر طفلا رزق بهم أبوه الذي كان صيادا وصانع مراكب للصيد في قرية تقع في أقصى شمال مصر وظلت حتى عام 1940 بدون مدرسة ابتدائية لكنه تمكن من شق طريقه الى أن تخرج عام 1944 في كلية العلوم بجامعة فؤاد الاول (القاهرة الان) والتي حصل منها على الماجستير في علم بيئة النبات عام 1947 ثم نال الدكتوراه في علم بيئة النبات عام 1950 من جامعة كيمبردج. وشارك في محافل دولية كثيرة الى أن أصبح أول مسؤول من العالم الثالث يترأس (الاتحاد الدولي لصون الطبيعة والموارد الطبيعية) بين عامي 1978 و1984.
وتوجت رحلة القصاص هذا العام بجائزة مبارك في العلوم وهي أرفع الجوائز في البلاد وقبلها حصل على جائزة الدولة التقديرية وأكثر من عشر جوائز وأوسمة من مصر والسودان والامارات والسويد وهولندا. كما نال جائزة الامم المتحدة للبيئة عام 1978.
ويتساءل المؤلف في تقديم كتابه تحت عنوان (لماذا هذا الكتاب..) مجيبا بما قاله للامين العام الاسبق للامم المتحدة كورت فالدهايم في كبرى قاعات الامم المتحدة في نيويورك في الخامس من يونيو حزيران 1978 (يوم البيئة العالمي) بمناسبة حصوله هو والمستكشف النرويجي ثور هايردال (1914-2002) على جائزة الامم المتحدة للبيئة..
"ان مغزى تكريمي هو رسالة من الامم المتحدة -بما تمثله وترمز اليه- الى الاطفال (الذين) يولدون بالالاف كل يوم في القرى النائية.. في الاقطار الفقيرة في اسيا وافريقيا وأمريكا اللاتينية. كأنك يا سيدي الامين العام للامم المتحدة تمسح على رأس كل طفل وتقول له.. انهض. هذا واحد مثلك لم يمنعه المهد الخشن ولا العيش المضيق عليه ولا المسافة البعيدة بين القرية والمدرسة من أن يشق طريقه ليدخل مبنى الامم المتحدة هذا الصباح مرفوع الرأس ليتلقى اعتراف المجتمع الدولي به وباسهاماته في المعارف العلمية والجهود الدولية" مضيفا أن الكتاب رسالة تمنح الاطفال الامل.
ولا يبدي المؤلف حنينا للماضي ولكن استعراضه لنظام التعليم والسياق العام بين عصرين يحسب لصالح الماضي اذ يرجح أن تكون الدروس الخاصة التي أصبحت جزءا من هموم التعليم في السنوات الاخيرة سببا في "الرشوة والفساد" وغيرهما من الانحرافات الاجتماعية التي يضطر اليها ولي أمر الاسرة حيث تلتهم هذه الدروس جانبا كبيرا من ميزانيات الاسر المصرية وقدرتها بعض الدراسات في الاونة الاخيرة بنحو 15 مليار جنيه مصري (نحو 2.71 مليار دولار).
أما المدرسة في النصف الاول من القرن العشرين فكانت كما يقول "مؤسسة عظيمة للتعليم والتربية.. كان مجتمع المدرسة مجتمعا بالغ الرقي التعليمي والثقافي والتربوي" فمدرسة العباسية الثانوية بالقاهرة التي درس بها كانت تضم معامل للكيمياء والفيزياء وعلوم الاحياء وملاعب ومساحات خضراء. وناظر المدرسة محمود علي فضلي أصبح فيما بعد أول عميد لكلية العلوم بجامعة عين شمس وأساتذة مادة الاحياء صاروا أساتذة في كليتي العلوم بجامعتي القاهرة والاسكندرية. أما مدرس الرسم فكان التشكيلي صلاح طاهر (1911-2007) الذي كان يشرح للتلاميذ علم الجمال.
أما الجامعة فيقول انه في كلية العلوم التي تأسست عام 1925 "كان وضع أوراق امتحانات البكالوريوس وتقييم كراسات الاجابة عملا مشتركا بين الكلية المصرية والكلية المناظرة في جامعة لندن تحقيقا للتساوي العلمي بين الجامعتين" وهذا أساس فكرة الاعتراف الدولي بالدرجة الجامعية المصرية وظل معمولا بهذا النظام حتى عام 1946.
ويشدد القصاص على أن اصلاح الجامعة يتحقق حين تستعيد مكانتها في نسيج المجتمع وأن الاستاذ هو أساس العملية التعليمية واذا اكتملت فيه العناصر الفكرية والمعرفية والخلقية "لا تكون الجامعة في حاجة الى لوائح مواد قانونية لضبط الاداء" مستشهدا بأنه سأل أستاذا في جامعة ردنج البريطانية عن شروط الجامعة فيمن يقبلون للتسجيل للدكتوراه فقال "موافقتي.. هذا يكفي حتى ولو لم يكن حاصلا على الدرجة الجامعية الاولى" فحين يتمتع أستاذ الجامعة بثقة المجتمع العلمي يغني ذلك عن اللوائح.
ويضرب مثلا بأستاذ مصري كان يراقب الطلاب في امتحان الرياضيات فوجد أحدهم يتصبب عرقا لانه مريض وجاء طبيب فقال انه مريض بحمى لا تمكنه من أداء الامتحان وكان الاستاذ يعرف اجتهاد الطالب وتفوقه الدراسي فكتب على ورقة الامتحان الخالية "ينجح بامتياز" أما الطالب الذي غادر لجنة الامتحان ليستريح فهو "الاستاذ الدكتور عبد الفتاح اسماعيل.. من قادة البحث العلمي والمدير المؤسس لجامعة الكويت."
ويضيف أنه لما ذهب عام 1974 الى جامعة كيمبردج علم أن لوائح الجامعة تسمح بحصول الطالب على الدرجة الجامعية اذا منعه المرض أن يحضر الامتحان وشهد له أساتذته باستحقاق النجاح.
ويعلق المؤلف قائلا ان نظام الامتحان بالجامعات المصرية " الارقام السرية والكنترول يشكك في كمال نزاهة الاستاذ وبعيد عن أصل العمل الجامعي."
وعن جمود اللوائح يضرب مثلا بحسن رجب الذي تخرج في كلية الهندسة بجامعة القاهرة ونال منها درجة الماجستير أيضا ثم أعد رسالته للدكتوراه وهي "دراسات رائدة" أعاد بها اكتشاف صناعة ورق البردي عند المصريين القدماء ولكن كلية الهندسة لم تقبلها لان موضوعها في علوم النبات ومكانها كلية العلوم التي ردت الرسالة لان صاحبها حاصل على بكالوريوس الهندسة. ثم راسل الباحث جامعات فرنسية فتنافست خمس منها "على نيل شرف اجازة هذه الدراسة الفذة. ثم اختاروا جامعة جرنوبل لان بها معهدا متخصصا في صناعات الورق" وأجيزت رسالة رجب عام 1979.
ويرى القصاص أن الجامعة هي المجال الارحب والمناسب للنقد واطلاق الملكات العلمية.
فيروي أنه حين كان يدرس في بريطانيا فوجئ بطلاب السنة النهائية في عروضهم لمقالات أنجزوها في علوم بيئة النبات يتناولون العلماء الرواد "بغلظة تصل الى سوء الادب وكان لهؤلاء العلماء لدي قداسة الشيوخ الاوائل" وأبدى دهشته لاستاذه فقال له "هذا أمر مقصود فنحن نربي الاولاد على التحرر وشجاعة النقد ورفض القداسة للسابق والاستعداد الدائم لهدم القديم وبناء الجديد... تربية الطالب على شجاعة النقد تشحذ قدراته العقلية وتزيد من قدراته على النفاذ الى جوهر الموضوع."