اشرق الصبح ,بنسيم رقيق عذب النسمات, اشتقت للحظات صمت, يدعوني همس غامض ,لم اتبين كنهه ,للخروج ,احتسيت كاس الشاي بالحليب على عجل, ارتديت اول ما وقعت عليه يداي ,خرجت دون وجهة مقصودة, فقط لي رغبة غريبة ان امشي, بلا وجهة محددة ,لا باس الا ندري احيانا وجهتنا ,الا ندري ما نريد بالتحديد , سحقا,كثيرة هي الخطوط و المربعات و المواعيد و النظم و الزمن و الساعة ,تبا لكل ما نسطره نحن ,في شتى مناحي الحياة .
في الطريق, نظرت الى الناس ,هناك من يجري ,كمن يريد ان يسابق الزمن, هناك العابس و اخر يمشي في خذول متناهي, كمن فقد الامل في الحياة, فسيان جريه او تباطئه ,ماذا يهم ,و اخر وجهه منشرح ,مقبل على الحياة ,عجبا هذه اول مرة ,انتبه فيها لوجوه المارة من حولي, لطالما سطرت لنفسي طريقا ,اعتدت عليه ,فلم اكترث كثيرا لما يجري حولي, كثيرة هي مشاغل الحياة, ننسى في زحمتها اولى اولوياتنا و اعتقد من بينها ان نصمت ,لنسمع نداءاتنا الاتية من ازمنة الرضا بالاشياء بقناعة و حب كبير و سعادة اكبر, غريبة احوالنا نحن البشر, كيف اصبحنا الات في سوق الانتاجية, المطلوب دوما المزيد ,ثم المزيد, لتحقيق مارب صاحب الامر و النهي, لانه لا يشبع نهمه, حبه الخالص للكسب, ثم الكسب ,لا تقف العجلة, بل تدور و تدور في تسارع مضطرد, لننسى انفسنا في زحمة متطلبات الحياة الكثيرة و التي لا تنتهي ابدا .
جلست ,على اول مقعد وجدته خاليا , قابلت ضفة النهر, فراقني منظر الاوز الناصع البياض و هو يحط ويطير دون ان يبتعد عن مكانه كثيرا و انتشت نفسي لانعكاس اشعة الشمس, اللجينية على صفحة الماء الهادئ, حولت بصري قليلا ,عن يميني, فشدني منظر عجوز, خضب الشيب في وقار راسه ,جالس على حافة النهر, يطعم صغار الاوز, دون اكتراث باحد ,يكلمهم و يغني و يصيح كطفل عثر على لعبته المفضلة ,على غير عادتي دنوت منه و سالته في فضول كبير........
هل تكلم الاوز....? نظرالي, باستغراب ,و قليل من الانزعاج ,كمن نلهوه عن لعبته المحببة, ثم ابتسم ,و هز لي راسه بالايجاب ,ثم قال لي........
هل سبق لكي ,ان احسست بان نفسك تحن اليك.......? استغربت و سالته كمن وجد لغز الحياة........
كيف ذاك سيدي ......?.ايعقل هذا .......?ضحك و قال .....
يبدو انك ,ممن يعملون, فتحولوا لدمى ادمية, او الالات منتجة لا تتوقف, و سعي لا ينقطع ,لتحقيق الذات ,كلما كسبت ايدينا ,كبرت متطلباتنا للحياة ,و نحن في جرينا و سعينا الغير منقطع ,ننسى ماكنا نريده و نسعى اليه في بداية الطريق ,الى ان ننسى انفسنا .............تعجبت من فلسفة هذا العجوز, و شعرت انه يقرا ما في حشاشة نفسي, فحاجتي لدقائق صمت مع نفسي بعيدا ,عن اية ماديات او متطلبات او مزايدات او رغبات فرضتنها علينا المدنية, فقط رنوت للحظات صمت, مع الذات , اقططعها من دوامة التفكير, المتواصل ,انها لحظات حقيقية ,لمراجعة النفس ,ننظر فيها, لما حققناه في رحلتنا مع الحياة ,لحظات تجعل منا اشخاصا ناضجي التفكير, في الصمت احيانا اوج سعادتنا, لاننا نكون في وقفة مع الذات , كل منا في فردوسه, لا رقيب علينا سوى خالقنا, و ذواتنا, لنعيد حساباتنا و نهج حياتنا ,حتى لا ننسى اولوياتنا ............في زحمة هذا العصر المادي ...افقت من فكري ,على صوته الهادئ, يردد في سعادة, كما لو كان يسكن معي قلعة افكاري ليقول .......
رايت انك اكثر حظا مني ,وجدتي نفسك ,قبل ان تطحنك عجلة التقدم المدني, اسعدي بذلك الان,سوف تعرفين ,ان كان هدفك مواصلة دربك و سعيك ,لتحقيق ماديات العصر, ا م انك ترغبين في تحقيق ذاتك, محور انسانيتك و سعادتك هو اختيار ةقبل فوات الاوان, لوجهة اخرى .........ثم صمت كمن ياسف على ماض بعيد ليضيف بشيئ من الحصرة.........
اما انا ,فقد ضيعت عمرا ,دون توقف اجري وراء سراب ,لم اسال يوما نفسي ما تريد و ما ترغب, فضاعت اولوياتي, في زحمة الحياة ,تدرين ,اولوياتي اليوم ,ان اكون سعيدا فقط .........ثم لاذ الى صمته ,كمن غاب في ملكوت ,لا يصله اليه مخلوق ....حييته في صمت و عدت لمنزلي و كلي عزم ,ان اختار لنفسي وجهة اشعر فيها براحة و سعادة و سكينة لنفسي ,فلطالما اخترت طرقا, يغبطني عليها الجميع, لانها ترفعني لدرجات اجتماعية ,هي هدف الكثيرين, لكنني لم احس يوما ,انها مصدر لسعادة و رضا لي انا شخصيا ........
نظرت لنفسي في مراة ,ثم اخذت نفسا عميقا ,فاحسست بارتياح و سكينة لا توصفان ,كما لو ان اثقال الدنيا ذهبت عن كاهلي, فقد عثرت على مصدر سعادتي و لن يهمني بعد اليوم, ما عسى غيري يقول ,فهو قلمي مصدر سعادتي و راحتي و تبا لكل النياشين و الالقاب, مهما كانت فانا اليوم على موعد مع نفسي
هلا ضربتم لانفسكم موعدا مع الذات
بقلم الشريف سوسن
في الطريق, نظرت الى الناس ,هناك من يجري ,كمن يريد ان يسابق الزمن, هناك العابس و اخر يمشي في خذول متناهي, كمن فقد الامل في الحياة, فسيان جريه او تباطئه ,ماذا يهم ,و اخر وجهه منشرح ,مقبل على الحياة ,عجبا هذه اول مرة ,انتبه فيها لوجوه المارة من حولي, لطالما سطرت لنفسي طريقا ,اعتدت عليه ,فلم اكترث كثيرا لما يجري حولي, كثيرة هي مشاغل الحياة, ننسى في زحمتها اولى اولوياتنا و اعتقد من بينها ان نصمت ,لنسمع نداءاتنا الاتية من ازمنة الرضا بالاشياء بقناعة و حب كبير و سعادة اكبر, غريبة احوالنا نحن البشر, كيف اصبحنا الات في سوق الانتاجية, المطلوب دوما المزيد ,ثم المزيد, لتحقيق مارب صاحب الامر و النهي, لانه لا يشبع نهمه, حبه الخالص للكسب, ثم الكسب ,لا تقف العجلة, بل تدور و تدور في تسارع مضطرد, لننسى انفسنا في زحمة متطلبات الحياة الكثيرة و التي لا تنتهي ابدا .
جلست ,على اول مقعد وجدته خاليا , قابلت ضفة النهر, فراقني منظر الاوز الناصع البياض و هو يحط ويطير دون ان يبتعد عن مكانه كثيرا و انتشت نفسي لانعكاس اشعة الشمس, اللجينية على صفحة الماء الهادئ, حولت بصري قليلا ,عن يميني, فشدني منظر عجوز, خضب الشيب في وقار راسه ,جالس على حافة النهر, يطعم صغار الاوز, دون اكتراث باحد ,يكلمهم و يغني و يصيح كطفل عثر على لعبته المفضلة ,على غير عادتي دنوت منه و سالته في فضول كبير........
هل تكلم الاوز....? نظرالي, باستغراب ,و قليل من الانزعاج ,كمن نلهوه عن لعبته المحببة, ثم ابتسم ,و هز لي راسه بالايجاب ,ثم قال لي........
هل سبق لكي ,ان احسست بان نفسك تحن اليك.......? استغربت و سالته كمن وجد لغز الحياة........
كيف ذاك سيدي ......?.ايعقل هذا .......?ضحك و قال .....
يبدو انك ,ممن يعملون, فتحولوا لدمى ادمية, او الالات منتجة لا تتوقف, و سعي لا ينقطع ,لتحقيق الذات ,كلما كسبت ايدينا ,كبرت متطلباتنا للحياة ,و نحن في جرينا و سعينا الغير منقطع ,ننسى ماكنا نريده و نسعى اليه في بداية الطريق ,الى ان ننسى انفسنا .............تعجبت من فلسفة هذا العجوز, و شعرت انه يقرا ما في حشاشة نفسي, فحاجتي لدقائق صمت مع نفسي بعيدا ,عن اية ماديات او متطلبات او مزايدات او رغبات فرضتنها علينا المدنية, فقط رنوت للحظات صمت, مع الذات , اقططعها من دوامة التفكير, المتواصل ,انها لحظات حقيقية ,لمراجعة النفس ,ننظر فيها, لما حققناه في رحلتنا مع الحياة ,لحظات تجعل منا اشخاصا ناضجي التفكير, في الصمت احيانا اوج سعادتنا, لاننا نكون في وقفة مع الذات , كل منا في فردوسه, لا رقيب علينا سوى خالقنا, و ذواتنا, لنعيد حساباتنا و نهج حياتنا ,حتى لا ننسى اولوياتنا ............في زحمة هذا العصر المادي ...افقت من فكري ,على صوته الهادئ, يردد في سعادة, كما لو كان يسكن معي قلعة افكاري ليقول .......
رايت انك اكثر حظا مني ,وجدتي نفسك ,قبل ان تطحنك عجلة التقدم المدني, اسعدي بذلك الان,سوف تعرفين ,ان كان هدفك مواصلة دربك و سعيك ,لتحقيق ماديات العصر, ا م انك ترغبين في تحقيق ذاتك, محور انسانيتك و سعادتك هو اختيار ةقبل فوات الاوان, لوجهة اخرى .........ثم صمت كمن ياسف على ماض بعيد ليضيف بشيئ من الحصرة.........
اما انا ,فقد ضيعت عمرا ,دون توقف اجري وراء سراب ,لم اسال يوما نفسي ما تريد و ما ترغب, فضاعت اولوياتي, في زحمة الحياة ,تدرين ,اولوياتي اليوم ,ان اكون سعيدا فقط .........ثم لاذ الى صمته ,كمن غاب في ملكوت ,لا يصله اليه مخلوق ....حييته في صمت و عدت لمنزلي و كلي عزم ,ان اختار لنفسي وجهة اشعر فيها براحة و سعادة و سكينة لنفسي ,فلطالما اخترت طرقا, يغبطني عليها الجميع, لانها ترفعني لدرجات اجتماعية ,هي هدف الكثيرين, لكنني لم احس يوما ,انها مصدر لسعادة و رضا لي انا شخصيا ........
نظرت لنفسي في مراة ,ثم اخذت نفسا عميقا ,فاحسست بارتياح و سكينة لا توصفان ,كما لو ان اثقال الدنيا ذهبت عن كاهلي, فقد عثرت على مصدر سعادتي و لن يهمني بعد اليوم, ما عسى غيري يقول ,فهو قلمي مصدر سعادتي و راحتي و تبا لكل النياشين و الالقاب, مهما كانت فانا اليوم على موعد مع نفسي
هلا ضربتم لانفسكم موعدا مع الذات
بقلم الشريف سوسن