هكذا يمضي أبناء سرايا القدس نحو الشهادة مقبلين غير مدبرين
فلسطين اليوم – غزة – ( خاص )
ذهبت تسأل عن فتاها لهفى يسابقها أساها ..السهد أضناها و نار الشوق تحرق لظاها ..و تكاد لولا الكبر و الإيمان تهمي مقلتاها .. بالأمس ودعها ، و هب يحث للساح المسيرا، و تعاهدا أن سوف يكتب بالدم النصر الكبيرا .. أتراه وفى نذره، أم أنه أمسى أسيرا ؟ قالت : سأسأل من أراه ليطمئن قلبي ...قالوا : أتعنين ذاك الفتى المغوار ؟ قالت: إي و ربي.. قالوا : رأيناه بوجهك، إن وجهك عنه ينبي.. رأت الجراح بصدره فاستبشرت، تختال كبرا كانت جراح الصدر تهتف: إنني وفيت نذرا إني و ربك لم أدر يا أم للأعداء ظهرا فدنت تقبله ، فقالوا : ملتقاكم في الخلود .. قالت و دمع الفرحة الكبرى تتلألأ في الخدود: حسبي إذا ذكر الشهيد بأنني أم الشهيد فزغردت و قالت .. اليوم يوم الشهيد.
ها هي الأم الفلسطينية الصابرة المجاهدة من جديد تسطر ملاحم العز و الفخار، و هي الأم التي كانت و مازالت و ستبقى رمزاً و عنواناً للصبر و التضحية و العطاء.. اليوم وقفتنا وقفة عز مع مشهد آخر من مشاهد الجهاد و الفداء التي تقدمها الأم الفلسطينية ، في حوار أجرته مراسلة "وكالة فلسطين اليوم الاخبارية" مع أم الشهيد البطل وائل أبو جلال، أحد مجاهدي سرايا القدس الميامين في المنطقة الوسطى بقطاع غزة، و الذي استشهد يوم الثلاثاء في اشتباك مع قوات الاحتلال الغاصب شرق مخيم البريج وسط قطاع غزة.
بدأت أم وائل حديثها بالقول إن الشهيد وائل ذو السبعة و العشرون ربيعاً من عمره هو أول فرحتها بالأولاد، كان مثالاً للشاب المسلم الخلوق المحب لفعل الخير، مضيفة أن وائل كان يحظى بمحبة الجميع من جيرانه و أصحابه و كل من عرفوه.
عشق وائل الجهاد و المقاومة و كان كل ما يتمناه هو نيل وسام الشهادة، و رغم أنه مضى على زواجه خمسة أعوام إلا انه لم ينجب الأطفال و لم يكن يريد ذلك لأنه كان يعد نفسه جيداً للشهادة.
و تضيف أم وائل، كنت أعرف أن وائل يخرج للرباط مع المجاهدين في سرايا القدس في الليل منذ عدة سنوات تقريباً، و أخفيت هذا الأمر عن أبيه و إخوته، و كنت أجهز له و لرفاقه الطعام و أنتظرهم حتى يعودوا من مهماتهم و أغسل ثيابهم و أغطيها بالحرامات خشية أن يكتشف أمرهم.
و تقول الأم المكلومة و الدموع تكاد تملأ مقلتيها،"كنت على يقين أن وائل سيستشهد يوماً، و رغم ذلك لم يراودني الحديث يوما أن اطلب منه أن يتوقف عن جهاده و مقاومته لأنه اختار هذا الطريق و عشقه، و لطالما حدثني عن الشهادة و فضل الشهداء عند الله تعالى، و أنا اليوم فخورة به لأنه حقق أمنيته بالشهادة" .
و وجهت أم وائل كلمتها إلى إخوانه و رفاقه بالا يحزنوا لفراقه بل ليستمروا على دربه و درب الجهاد و المقاومة، لأن هذا الخيار هو الوحيد الكفيل بإعادة حقوقنا المسلوبة و ليس خيار المفاوضات.
و طالبت أم وائل جميع فصائل المقاومة بمواصلة الرد على اعتداءات الاحتلال و ضربهم في حصونهم و الانتقام لأرواح الشهداء بتنفيذ المزيد من العمليات البطولية الموجعة للاحتلال و جنوده القتلة، و الانتقام من الخونة و العملاء و محاسبتهم.
أم قاسم، زوجة الشهيد بدت كصخرة شماء تتكسر عليها كل المؤامرات التي تهدف للنيل من عزيمة و شموخ المرأة الفلسطينية، و خرجت عن صمتها المحدق بالقول إن أبا القاسم كان دائم الذكر للشهادة و بل و عمل جاداً حتى نالها،و لم يعرف للملل أو التعب طريقاً، وأنا اليوم افتخر به و احمد الله أن شرفنا وكرمنا باستشهاده.
و أضافت ان زوجها خرج أكثر من مرة في مهمات جهادية لكنه كان يعود منها بحمد الله و حفظه، و أنها عندما سمعت نبأ الاشتباكات صبيحة استشهاده، راودها شعور انه استشهد ، و أخذت الأنباء تتوارد اليها، فمنهم من قال انه استشهد و منهم من قال انه أصيب، فيما قال آخرون أنه اعتقل الى ان جاءها الخبر اليقين.
و هكذا يبدو الحديث عن العظماء مغامرة؛ و هكذا يكون الحديث عن شعب التحم بلوحة ثابتة إطارها قوافل من الشهداء وبحر من البطولة.
فلسطين اليوم – غزة – ( خاص )
ذهبت تسأل عن فتاها لهفى يسابقها أساها ..السهد أضناها و نار الشوق تحرق لظاها ..و تكاد لولا الكبر و الإيمان تهمي مقلتاها .. بالأمس ودعها ، و هب يحث للساح المسيرا، و تعاهدا أن سوف يكتب بالدم النصر الكبيرا .. أتراه وفى نذره، أم أنه أمسى أسيرا ؟ قالت : سأسأل من أراه ليطمئن قلبي ...قالوا : أتعنين ذاك الفتى المغوار ؟ قالت: إي و ربي.. قالوا : رأيناه بوجهك، إن وجهك عنه ينبي.. رأت الجراح بصدره فاستبشرت، تختال كبرا كانت جراح الصدر تهتف: إنني وفيت نذرا إني و ربك لم أدر يا أم للأعداء ظهرا فدنت تقبله ، فقالوا : ملتقاكم في الخلود .. قالت و دمع الفرحة الكبرى تتلألأ في الخدود: حسبي إذا ذكر الشهيد بأنني أم الشهيد فزغردت و قالت .. اليوم يوم الشهيد.
ها هي الأم الفلسطينية الصابرة المجاهدة من جديد تسطر ملاحم العز و الفخار، و هي الأم التي كانت و مازالت و ستبقى رمزاً و عنواناً للصبر و التضحية و العطاء.. اليوم وقفتنا وقفة عز مع مشهد آخر من مشاهد الجهاد و الفداء التي تقدمها الأم الفلسطينية ، في حوار أجرته مراسلة "وكالة فلسطين اليوم الاخبارية" مع أم الشهيد البطل وائل أبو جلال، أحد مجاهدي سرايا القدس الميامين في المنطقة الوسطى بقطاع غزة، و الذي استشهد يوم الثلاثاء في اشتباك مع قوات الاحتلال الغاصب شرق مخيم البريج وسط قطاع غزة.
بدأت أم وائل حديثها بالقول إن الشهيد وائل ذو السبعة و العشرون ربيعاً من عمره هو أول فرحتها بالأولاد، كان مثالاً للشاب المسلم الخلوق المحب لفعل الخير، مضيفة أن وائل كان يحظى بمحبة الجميع من جيرانه و أصحابه و كل من عرفوه.
عشق وائل الجهاد و المقاومة و كان كل ما يتمناه هو نيل وسام الشهادة، و رغم أنه مضى على زواجه خمسة أعوام إلا انه لم ينجب الأطفال و لم يكن يريد ذلك لأنه كان يعد نفسه جيداً للشهادة.
و تضيف أم وائل، كنت أعرف أن وائل يخرج للرباط مع المجاهدين في سرايا القدس في الليل منذ عدة سنوات تقريباً، و أخفيت هذا الأمر عن أبيه و إخوته، و كنت أجهز له و لرفاقه الطعام و أنتظرهم حتى يعودوا من مهماتهم و أغسل ثيابهم و أغطيها بالحرامات خشية أن يكتشف أمرهم.
و تقول الأم المكلومة و الدموع تكاد تملأ مقلتيها،"كنت على يقين أن وائل سيستشهد يوماً، و رغم ذلك لم يراودني الحديث يوما أن اطلب منه أن يتوقف عن جهاده و مقاومته لأنه اختار هذا الطريق و عشقه، و لطالما حدثني عن الشهادة و فضل الشهداء عند الله تعالى، و أنا اليوم فخورة به لأنه حقق أمنيته بالشهادة" .
و وجهت أم وائل كلمتها إلى إخوانه و رفاقه بالا يحزنوا لفراقه بل ليستمروا على دربه و درب الجهاد و المقاومة، لأن هذا الخيار هو الوحيد الكفيل بإعادة حقوقنا المسلوبة و ليس خيار المفاوضات.
و طالبت أم وائل جميع فصائل المقاومة بمواصلة الرد على اعتداءات الاحتلال و ضربهم في حصونهم و الانتقام لأرواح الشهداء بتنفيذ المزيد من العمليات البطولية الموجعة للاحتلال و جنوده القتلة، و الانتقام من الخونة و العملاء و محاسبتهم.
أم قاسم، زوجة الشهيد بدت كصخرة شماء تتكسر عليها كل المؤامرات التي تهدف للنيل من عزيمة و شموخ المرأة الفلسطينية، و خرجت عن صمتها المحدق بالقول إن أبا القاسم كان دائم الذكر للشهادة و بل و عمل جاداً حتى نالها،و لم يعرف للملل أو التعب طريقاً، وأنا اليوم افتخر به و احمد الله أن شرفنا وكرمنا باستشهاده.
و أضافت ان زوجها خرج أكثر من مرة في مهمات جهادية لكنه كان يعود منها بحمد الله و حفظه، و أنها عندما سمعت نبأ الاشتباكات صبيحة استشهاده، راودها شعور انه استشهد ، و أخذت الأنباء تتوارد اليها، فمنهم من قال انه استشهد و منهم من قال انه أصيب، فيما قال آخرون أنه اعتقل الى ان جاءها الخبر اليقين.
و هكذا يبدو الحديث عن العظماء مغامرة؛ و هكذا يكون الحديث عن شعب التحم بلوحة ثابتة إطارها قوافل من الشهداء وبحر من البطولة.