الواجب على الخطيب أن يعتني بخطبته لأن الله أمر بترك كل ما يشغل عنها وذلك بالتحضير المبكر قبل يوم الجمعة والاعداد الصحيح والسليم المؤثر للغاية والهدف منها،
وعلى الخطيب أن يركز على توفر أركان الخطبة ويوازن بين أركانها بحيث لا يطغى عنصر على آخر في وقت الخطبة ويراعى أن تكون من إنشاء الخطيب واسلوبه حتى تحتوي الخطبة على حس وشعور وروح الخطيب بخلاف خطيب الورقة والخطبة الجاهزة التي يؤديها أداء لا روح فيه ،
إن الواجب على الخطيب أن يختار الوقت المناسب لإعداد الخطبة بتهيئة النفس وتوفير الوقت الكافي لإعدادها ضمانا لنجاحه،
إن الخطيب الناجح الذي يستطيع نقل أفكاره إلى الأخرين ثم يقنعهم بها ثم يجذب قلوبهم اليها ليعملوا بها وذلك بالأداء الجيد والمناسب بعيدا عن الرتابة والسرد التاريخي بحيث يراعي خفض الصوت عند الارشاد والموعظة الحسنة وبالصوت العالي عند استنهاض الهمم أو الحث على الجهاد،
إن الخطيب الناجح هو الذي يخاطب الناس على قدر عقولهم وثقافتهم وقدرتهم بحيث يكون خطابه متصلا بحياتهم وأحوالهم الدينية والدنيوية ، كل ذلك باسلوب سهل يمكن فهمه والقيام به عونا لهم على طاعة الله بعيدا عن الكلام الغريب والصعب الفهم،
وعلى الخطيب ان يحترم لغة القرآن فيتكلم باللغة العربية الفصحى ويتجنب اللهجة العامية ليعطي للخطبة هيبة وقدسية تتناسب مع الآيات والأحاديث النبوية، وأن يتجنب ما لا يفيد المصلي في دينه
كما يجب على الخطيب أن يركز على ذكر الآيات والأحاديث الصحيحة مع شيء من السيرة النبوية والقصص القرآني تكملة للفائدة ولا يكثر من الأمثال الشعبية والشعر حتى لا تتحول الخطبة الى ندوة شعرية أو مقالات شعبية ،
كما يجب على الخطيب أن يكون حسن المظهر والهيئة قدوة للناس في مظهرة وجوهره بحيث يطابق قوله عمله فيكتسب ثقة الناس فيه فيكون كلامه أدعى للقبول ،
وعلى الخطيب أن يبتعد عن تكرار الكلام اختصارا للوقت ويبتعد عن اللازمة المملة بين الكلام ، وأن يبتعد عن التصنع والتكلف في العبارات وأن يكون وسطا بين البطء الممل والاسراع فوق طاقة المستمع وسطا بين التطويل الممل والتقصير المخل ،
فقد قال صلى الله عليه وسلم ( إن طول صلاة الرجل وقصر خطبته مئنة (أي علامة) من فقه ، فأطيلو الصلاة واقصروا الخطبة وإن من البيان لسحرا ) رواه مسلم
قال تعالى ( يريدالله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ) البقرة 185
وقال أيضا ما جعل عليكم في الدين من حرج) الحج 78
وقال عليه الصلاة والسلام( إن هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق فإن المنبت ( العاجز) لا ارضا قطع ولا ظهرا أبقى ) رواه احمد
وقال أيضا ( إنما بعثتم ميسرين وإن منكم منفرين ) رواه مسلم
فقد كانت صلاته قصدا وخطبته قصدا أي وسطا تؤدي المقصد والغرض من غير تطويل ولا تقصير
وعلى الخطيب أن يختار موضوعا واحدا غير متشعب متسلسل العناصر من المقدمة إلى الموضوع ثم الخاتمة مقدمة تناسب الموضوع وخاتمة تلخص الموضوع ، موضوعا يناسب الوقت والزمان فلكل مقام مقال مع الاهتمام بالمناسبات الدينية ،
ولابد من توفر أركان الخطبة وهي : الابتداء بالحمد والثناء على الله سبحانه وتعالى ثم الشهادتين لله ورسوله ثم الصلاة على النبي ثم الوصية بتقوى الله بذكر آية من آيات الحث على التقوى ثم قراءة آيات من القرآن تناسب موضوع الخطبة وأحاديث تقوي الخطيب ثم خاتمة تلخص موضوع الخطبة وتبين المطلوب من المستمع ،
ولا بأس أن يدون الخطيب عناصر الخطبة على ورقة باختصار تعينه على ترتيب أفكاره وتسعفه عند الحاجة وتضبط وقته .