غزة –العهد- بإمكان الأوراق النقدية أن تتضاعف عشر مرات أو أكثر إذا وضعتها في إناء وملأت الإناء بالرز. هذه هي الخدعة التي لجأ إليها محام فرنسي من أصل سنغالي يقيم في مدينة ستراسبورغ الفرنسية لكسب أموال بسهولة عبر معاناة أولئك الذين يتصببون عرقا ويجازفون أحيانا بمصائرهم في البورصات حتى يسمحوا لزبائنهم عبر المضاربة بالكسب المجزي.
ومن زبائن هذا المحامي الذي استعان بمرابط كان يقيم في منزله رجل أعمال تركي ورع ولكنه كان راغبا في الإثراء بسرعة على غرار كثير من الناس حتى وإن كانوا أتقياء في الظاهر.
وما يميز هذا المحامي اللص في مجال اصطياد زبائنه الحالمين بالثراء أنه قادر على إقناعهم من خلال معسول الكلام بأنه أثرى بدوره من خلال الاستثمار في 'الأوراق المالية المدفونة في الرز' وأن لديه رغبة صادقة في مساعدة زبائنه على الإثراء. ولم يجد المحامي أي عناء في إقناع رجل الأعمال التركي بحمل أوراق مالية وضعت فعلا في الرز وذهبت إلى جيبه وجيب المرابط الذي كان يستعين به للإشراف على طقوس الشعوذة التي يتقنها المرابطون الأفارقة.
وكان المحامي يصر بين الفينة والأخرى على تسليم زبائنه جزءا من المبالغ المالية التي 'يستثمرونها' موهما إياهم بأنها أرباح في انتظار الإثراء. ولكنه كان يذكرهم منذ البداية بأن الجن قادرة أحيانا على السطو على'استثماراتهم' وأن الطريقة الوحيدة لتحرير الأوراق النقدية من قمقم الجن هي إغراق الرز بأوراق جديدة.
وبعد أن خسر رجل الأعمال التركي قرابة مئة وتسعين ألف يورو في هذه البورصة اضطر إلى رفع شكوى أمام القضاء. والغريب أن المحامي الذي حكم عليه بالسجن لمدة سنة ونصف منها ستة أشهر نافذة وأرغم على إعادة المبلغ الذي اختلسه من زبونه التركي سعى جاهدا إلى إقناع المحكمة بأنه ضحية الجن هو الآخر. ولكن القاضي ذكره بأن هذه ليست حجة لأن أموال التركي التي دفنت في الرز لم تذهب إلى جيوب الجن إن كانت للجن جيوب بل إلى جيوب المحامي.