ربما أراد المخرج السوري بسام الملا ألا يبعد نظرية أن الصحافي يظل جاسوسا أو مخبرا. ويبدو أن المخرج يرى أن تلك الشخصية لا يستطيع تجسيدها إلا صحافي. والطريف في الأمر، أن الملا اختار صحافيا يجسد شخصية الجاسوس في المسلسل الشهير «باب الحارة» وهو المسلسل الأشهر في تاريخ الدراما السورية طيلة الأعوام الخمسة الماضية. وجسد الصحافي دور جاسوس يبيع الدبس في «باب الحارة»، وبالطبع ذلك الجاسوس تابع للفرنسيين يتسبب في إثارة المشاكل داخل الحارة.
والمشاركة جاءت للإعلامي نعيم تميم الحكيم في الجزء الخامس من مسلسل «باب الحارة» الذي سيعرض على شاشة «إم بي سي» في رمضان المقبل في أول تجربة له في مجال الدراما التلفزيونية. وجرى التصوير في القرية الشامية في غوطة دمشق وبيت نظام في دمشق القديمة تحت إدارة المخرج مؤمن الملا. ويرى نعيم تجربته الأولى في التمثيل مكملة لعمله في مجال الإعلام المكتوب، كون الصحافة والتمثيل يفتحان الضوء على بعض ملامح من إشكالات وتعقيدات المجتمع ويحملان الرسالة السامية ذاتها.
وأشار الحكيم إلى أن تجربته في مجال التمثيل ليست الأولى، إذ سبق وشارك في أكثر من 20 مسرحية عبر المراحل الدراسية المختلفة؛ الابتدائية والمتوسطة والثانوية والجامعية، مستدركا «لكن تجربتي في مجال التمثيل التلفزيوني مختلفة تماما، كونها جاءت من طاقم فني محترف وعمل بضخامة وشهرة (باب الحارة)». وأبدى نعيم سعادته بهذه التجربة، مشددا على أنها تجربة ثرية خرج منها بفوائد عديدة ودروس مختلفة في مجال التمثيل التلفزيوني وكانت ممتعة وسلسة وجميلة. ولفت الحكيم إلى أنه وجد تعاونا كبيرا من المخرجين بسام الملا ومؤمن الملا في تدريبه على اللهجة الشامية وإتقانه للدور بشكل جيد، موضحا أن دوره في العمل يعتبر دورا مركبا، حيث يلعب في العمل دور بائع الدبس في الحارة وهو في حقيقة الأمر جاسوس عند الفرنسيين.
وثمن نعيم للمخرجين بسام ومؤمن إعطاءه الفرصة للمشاركة في هذا العمل الضخم، مضيفا «أعتز بعملي مع هذه النخبة من المحترفين وأشكر لهم منحي هذه الفرصة وهي دليل على اهتمامهم بالمواهب الشابة التي يرونها تملك الموهبة وتستحق أن تعطى الفرصة في إظهار ما لديها». وقدم الحكيم شكره للمخرجين وباقي طاقم العمل، خصوصا الممثلين وفيق الزعيم وزهير رمضان وميلاد يوسف ووائل شرف ومصطفى الخاني الذين كانوا أحد أسباب أداء الدور بشكل جيد ولائق.
من جانبه أشار المخرج مؤمن الملا إلى أن إعطاء الفرصة للحكيم للمشاركة في العمل جاءت بعد اجتيازه لاختبار تجريبي في التمثيل، مشيدا بسرعة انسجامه وإتقانه للدور، خصوصا أن العمل الشامي ليس بالسهل وهو من بيئة مختلفة، مؤكدا أنه أداءه قد تطور من مشهد لآخر وهو دليل امتلاكه للموهبة. يذكر أن الحكيم يعمل صحافيا في جريدة عكاظ وله مساهمات إعلامية في مجال الإعلام المكتوب والمرئي والمسموع.