((أنقل هنا القصة كاملة كما وصلتني، ويعرفها سكان منطقتها ؛ لأضعها أمانة بين أيديكم ))
فلا يتسع السجل الممتد بين السماء والأرض لتسطير حكايات مأساة شعبنا ... فهذه امرأة تسكن وسط شارع الجلاء من مدينة غزة، وهي في الخامسة والثلاثين من العمر تقريبا، طرقت أبواب جميع المؤسسات الرسمية والشعبية من أجل أن تعيش حياة كريمة، ولكنها لم تنجح حتى اللحظة، وأهلها ضعفاء فقراء عاجزون عن عمل شيء لها، ولا يملكون حيلة ولا سبيلا
تزوجت وهي في السابعة عشر من عمرها من شاب مدمن على المخدرات .. هكذا فنحن نؤمن بالقضاء والقدر؛ لنبرر الكثير من أخطائنا، ولنعبر عن عدم فهمنا لمفهوم القضاء والقدر الذي يجب تصحيح مفهومه عند العاجزين؛ لكي لا نعلق عجزنا وضعفنا وفشلنا على شماعته ..
عاشت مع زوجها على أمل إصلاحه كل السنين الماضية عيشة صعبة جداً، وضحت من أجل طفلها الأول الذي رفضت أن تتركه إذا وافقت على الطلاق، واستمرت في التضحية والثبات حتى أنجبت منه عددا من الأطفال، كان أكبرهم ابنها أحمد في الثامنة عشر من عمره الآن، ثم ابنتها الثانية في السادسة عشر من عمرها اليوم .. إنها الأم .
ثمانية عشر عاما من الظلم والقسوة والإهانة والعذاب، كانت ترفض الطلاق رحمة بأطفالها، خاصة أن أطفالها يعيشون في بيت منهار يتعاطى معظم أهله المخدرات، ولا يهتم الأخ بأخيه ولا الأم بأبنائها ؛ فأشفقت على أبنائها من الذل والضياع ورفضت الطلاق، على الرغم من أنه كان يرفض طلاقها بدون ثمن، فلا بد من أن يدفع أهلها ثمناً لنزواته وأنَّى لهم الدفع .
ربما لا تصدق فالأمر غريب ولكنه حقيقة، ثمانية عشر عاماً وهي تحتضن أطفالها صابرة على أكل فتات الخبز الجاف (اليابس) مبللا بالشاي، وكان معظم طعامها مع أطفالها الطماطم والزعتر، باستثناء ما يتصدق عليها القليل من الناس الذين عرفوا بأمرها، فهي امرأة مستورة شريفة صابرة تتحمل الأذى ومرارة الحياة وشظف العيش ؛ لعلها تحظى في الغد بابن بار رحيم بها تسكن في ظلاله وتأكل من ثماره، أو يأتي الله بأمر كان مفعولا فيهدي زوجها... إنها الأم .
كان الزوج يتلذذ على ضرب زوجته وحرمانها من كل حقوقها، بل أكثر من ذلك فقد كان يحرم أطفاله كما يحرم أمهم، وكانت تهرب منه إلى بيت أهلها وهي في حالة من الإعياء الشديد من شدة الضرب المبرح الظاهر معالمه على جسدها، وكأنها حرقت في النار أو نهشتها أنياب الذئاب .. كل ذلك لأنها تطلب منه العمل والكد ليحصل على ما يسد رمق هذه الأسرة، فأسعار كل شيء مرتفعة جداً، والأطفال في مدارسهم يحتاجون إلى مصروفات يومية، وزوجته امرأة عفيفة حرة طاهرة تأبى الأكل بثدييها، أو لعله يبتعد عن طريق المخدرات الذي دمره، ولكن لا حياة لمن تنادي. إنها الأم .
كان يلتجئ في كثير من الأوقات إلى أمه أو نساء إخوته لعله يحظى بوجبة شهية من الطعام، ويترك المسكينة لوحدها من دون طعام، كانت المسكينة تشتري من البقال أرغفة قليلة من الخبز؛ لعلها تسد رمق جوعها وجوع أطفالها ( هذه هي الحقيقة كاملة ) .. وكانت تسكن الزوجة المظلومة في الطابق الأخير من بناية سكنية جمعت كل إخوته بداخلها وهم كُثر، ولم تكن البناية التي يملكونها الآن من عرق جباههم، فقد سيطروا من قبل على بيت مقام على مساحة واسعة من الأرض، تقع قريبة من معسكر الشاطيء في غزة، ورفضوا أن يغادروا المكان الذي كثيرا ما طالب به صاحبه إلا بدفع الثمن ... فاضطر صاحب المكان أن يشتري لهم بيتا آخرا يؤويهم جميعهم ليستعيد أرضه التي سيطروا عليها ...وكان لكل واحد منهم طابقه كما كان له حكايته القذرة، فبعضهم يتعاطى المخدرات وبعضهم يجيد حرفة النصب والاحتيال، وبعضهم لا كرامة ولا ضمير ولا مبالاة، وهكذا ... ولم تهتم أمهم العجوز إلا بمصلحتها في المال والطعام والشراب، وعاشت الزوجة المظلومة داخل هذا المستنقع الآسن حياة ترفضها الكلاب ... إنها الأم .
لم يهتم الزوج بأمر ابنته الفتاة اليانعة وهي في الخامسة عشر من عمرها، فكان يحضر إلى بيته من يشاركه سيجارة المخدرات، وكانت الأم تثور غضبا من أفعاله حرصا منها على عرضها وكرامتها وابنتها، وكان يفتش البيت شبرا بشبر لعله يحظى بقليل من المال لكي يشتري به السجائر، وكان كلما طلب منها المال وشكت سوء وضعها إليه أشبعها ضربا بغير رحمة وهددها بالقتل، حتى أنها كثيرا ما كانت تلتجئ برفقة أهلها إلى الطبيب من شدة ضربه المبرح لها . إنها الأم .
لم تشفع لها المؤسسات المدنية التي يمكن أن تحل نزاعها مع زوجها، ولم يشفع لها لجوؤها للوجهاء والمخاتير، ولم يشفع لها استغاثتها بمسئولين من أصحاب القرار، ولم يشفع لها القضاء، حتى أن رجلا حدثني قائلا : إن الشرطة تعلم بأنه يسير في طريق المخدرات ولكنها عاجزة عن القاء القبض عليه متلبساً، ولم يتمكن إخوتها ووالدتها من مساعدتها في شيء.. حتى عجز الجميع عن حل مشكلتها .
لقد طفح الكيل ولم تطق العيش بعد صبر طويل، حتى أن ابنها الذي هو في بداية شبابه كان يرسله والده ليشتري له المخدرات، ونجح الأب في تأليب ابنه ضد أمه ثم مقاطعتها بتأثير قوي منه ( أي من الأب ) ومن أعمام الابن وجدته، فلا يجوز للأم في عرفهم وأخلاقهم أن تمنع ابنها فلذة كبدها من شراء المخدرات لزوجها وأعمامه فهي مجرد خادمة أو جارية، ولا يجوز لابنها أن يذهب للعمل من أجل أمه وإخوته الصغار فلا سلطان لها عليه، ولا يحق له أن يقف بجانب أمه الفقيرة التي لا تملك من حطام الدنيا شيئا، في الوقت الذي هم يملكون ( أي أعمامه ) المال والطعام والشراب والكساء، كما لا يحق لأمه أن تحثه على التعليم من قبل أن يترك دراسته وتتلقفه أيدي الفاسدين ... إنها الأم .
لم تُطق الأم العيش بعد تضحية امتدت لثمانية عشر عاما .. فاضطرت إلى ترك بيت زوجها وعادت إلى أهلها مضروبة ضربا مبرحا ...
وأثناء غياب الأم عن بيتها وأطفالها، باع زوجها أثاث البيت، كما باع أبواب البيت ونوافذه مثلما باع من قبل بالقوة ثلاث أساور ذهبية كانت تملكها الزوجة مهراً لها منذ يوم زفافها المشئوم، والتجأت من جديد إلى القضاء، وكان طلبها الوحيد هو أن تعيش معه بكرامة ولكن هيهات، ولا زالت مشاكلها عالقة، كما لازال البيت مشردا ومدمرا منهارا، من بعد أن فشل كل الوسطاء في علاج مشكلتها التي حدثتني عنها بنفسها، فالأسرة مشتتة وممزقة، أطفالها في مكان، وزوجها في مكان آخر، وهي في مكان ثالث، وتتمنى النظر إلى أطفالها الذين صبرت وضحت من أجلهم طويلا ولكنها لا تقدر، فقد منعوا أطفالها عنها كما منعوا ابنها الشاب وابنتها الصبية اليافعة من زيارتها، ولا زالت تعيش تلك الأم المسكينة أجواء الكآبة والحسرة والمرارة، تبكي بألم وتتمنى احتضان أطفالها... إنها الأم .
فهل جزاء الإحسان هنا هو احتمال تلك المرأة لمسئولية صبرها على أطفالها وزوجها ! ؟
هل جزاء صبر المرأة وعيشها على الأمل برحمة الله في إصلاح زوجها وهدايته أصبحت جريمة ؟ . إنها الأم .
كل ما تتمناه تلك المرأة هو مرتبا شهريا بسيطاً يمكنها من حضن أطفالها في حياة بسيطة مستورة كريمة، فهل هذا صعب المنال ؟ صحيح أنها مشكلة معقدة ولكنها ليست مستحيلة الحلول، فأين أهل النخوة والشهامة الذين يعملون على جمع الأم بأطفالها ؟.. إنها الأم فما أجملها من كلمة
فلا يتسع السجل الممتد بين السماء والأرض لتسطير حكايات مأساة شعبنا ... فهذه امرأة تسكن وسط شارع الجلاء من مدينة غزة، وهي في الخامسة والثلاثين من العمر تقريبا، طرقت أبواب جميع المؤسسات الرسمية والشعبية من أجل أن تعيش حياة كريمة، ولكنها لم تنجح حتى اللحظة، وأهلها ضعفاء فقراء عاجزون عن عمل شيء لها، ولا يملكون حيلة ولا سبيلا
تزوجت وهي في السابعة عشر من عمرها من شاب مدمن على المخدرات .. هكذا فنحن نؤمن بالقضاء والقدر؛ لنبرر الكثير من أخطائنا، ولنعبر عن عدم فهمنا لمفهوم القضاء والقدر الذي يجب تصحيح مفهومه عند العاجزين؛ لكي لا نعلق عجزنا وضعفنا وفشلنا على شماعته ..
عاشت مع زوجها على أمل إصلاحه كل السنين الماضية عيشة صعبة جداً، وضحت من أجل طفلها الأول الذي رفضت أن تتركه إذا وافقت على الطلاق، واستمرت في التضحية والثبات حتى أنجبت منه عددا من الأطفال، كان أكبرهم ابنها أحمد في الثامنة عشر من عمره الآن، ثم ابنتها الثانية في السادسة عشر من عمرها اليوم .. إنها الأم .
ثمانية عشر عاما من الظلم والقسوة والإهانة والعذاب، كانت ترفض الطلاق رحمة بأطفالها، خاصة أن أطفالها يعيشون في بيت منهار يتعاطى معظم أهله المخدرات، ولا يهتم الأخ بأخيه ولا الأم بأبنائها ؛ فأشفقت على أبنائها من الذل والضياع ورفضت الطلاق، على الرغم من أنه كان يرفض طلاقها بدون ثمن، فلا بد من أن يدفع أهلها ثمناً لنزواته وأنَّى لهم الدفع .
ربما لا تصدق فالأمر غريب ولكنه حقيقة، ثمانية عشر عاماً وهي تحتضن أطفالها صابرة على أكل فتات الخبز الجاف (اليابس) مبللا بالشاي، وكان معظم طعامها مع أطفالها الطماطم والزعتر، باستثناء ما يتصدق عليها القليل من الناس الذين عرفوا بأمرها، فهي امرأة مستورة شريفة صابرة تتحمل الأذى ومرارة الحياة وشظف العيش ؛ لعلها تحظى في الغد بابن بار رحيم بها تسكن في ظلاله وتأكل من ثماره، أو يأتي الله بأمر كان مفعولا فيهدي زوجها... إنها الأم .
كان الزوج يتلذذ على ضرب زوجته وحرمانها من كل حقوقها، بل أكثر من ذلك فقد كان يحرم أطفاله كما يحرم أمهم، وكانت تهرب منه إلى بيت أهلها وهي في حالة من الإعياء الشديد من شدة الضرب المبرح الظاهر معالمه على جسدها، وكأنها حرقت في النار أو نهشتها أنياب الذئاب .. كل ذلك لأنها تطلب منه العمل والكد ليحصل على ما يسد رمق هذه الأسرة، فأسعار كل شيء مرتفعة جداً، والأطفال في مدارسهم يحتاجون إلى مصروفات يومية، وزوجته امرأة عفيفة حرة طاهرة تأبى الأكل بثدييها، أو لعله يبتعد عن طريق المخدرات الذي دمره، ولكن لا حياة لمن تنادي. إنها الأم .
كان يلتجئ في كثير من الأوقات إلى أمه أو نساء إخوته لعله يحظى بوجبة شهية من الطعام، ويترك المسكينة لوحدها من دون طعام، كانت المسكينة تشتري من البقال أرغفة قليلة من الخبز؛ لعلها تسد رمق جوعها وجوع أطفالها ( هذه هي الحقيقة كاملة ) .. وكانت تسكن الزوجة المظلومة في الطابق الأخير من بناية سكنية جمعت كل إخوته بداخلها وهم كُثر، ولم تكن البناية التي يملكونها الآن من عرق جباههم، فقد سيطروا من قبل على بيت مقام على مساحة واسعة من الأرض، تقع قريبة من معسكر الشاطيء في غزة، ورفضوا أن يغادروا المكان الذي كثيرا ما طالب به صاحبه إلا بدفع الثمن ... فاضطر صاحب المكان أن يشتري لهم بيتا آخرا يؤويهم جميعهم ليستعيد أرضه التي سيطروا عليها ...وكان لكل واحد منهم طابقه كما كان له حكايته القذرة، فبعضهم يتعاطى المخدرات وبعضهم يجيد حرفة النصب والاحتيال، وبعضهم لا كرامة ولا ضمير ولا مبالاة، وهكذا ... ولم تهتم أمهم العجوز إلا بمصلحتها في المال والطعام والشراب، وعاشت الزوجة المظلومة داخل هذا المستنقع الآسن حياة ترفضها الكلاب ... إنها الأم .
لم يهتم الزوج بأمر ابنته الفتاة اليانعة وهي في الخامسة عشر من عمرها، فكان يحضر إلى بيته من يشاركه سيجارة المخدرات، وكانت الأم تثور غضبا من أفعاله حرصا منها على عرضها وكرامتها وابنتها، وكان يفتش البيت شبرا بشبر لعله يحظى بقليل من المال لكي يشتري به السجائر، وكان كلما طلب منها المال وشكت سوء وضعها إليه أشبعها ضربا بغير رحمة وهددها بالقتل، حتى أنها كثيرا ما كانت تلتجئ برفقة أهلها إلى الطبيب من شدة ضربه المبرح لها . إنها الأم .
لم تشفع لها المؤسسات المدنية التي يمكن أن تحل نزاعها مع زوجها، ولم يشفع لها لجوؤها للوجهاء والمخاتير، ولم يشفع لها استغاثتها بمسئولين من أصحاب القرار، ولم يشفع لها القضاء، حتى أن رجلا حدثني قائلا : إن الشرطة تعلم بأنه يسير في طريق المخدرات ولكنها عاجزة عن القاء القبض عليه متلبساً، ولم يتمكن إخوتها ووالدتها من مساعدتها في شيء.. حتى عجز الجميع عن حل مشكلتها .
لقد طفح الكيل ولم تطق العيش بعد صبر طويل، حتى أن ابنها الذي هو في بداية شبابه كان يرسله والده ليشتري له المخدرات، ونجح الأب في تأليب ابنه ضد أمه ثم مقاطعتها بتأثير قوي منه ( أي من الأب ) ومن أعمام الابن وجدته، فلا يجوز للأم في عرفهم وأخلاقهم أن تمنع ابنها فلذة كبدها من شراء المخدرات لزوجها وأعمامه فهي مجرد خادمة أو جارية، ولا يجوز لابنها أن يذهب للعمل من أجل أمه وإخوته الصغار فلا سلطان لها عليه، ولا يحق له أن يقف بجانب أمه الفقيرة التي لا تملك من حطام الدنيا شيئا، في الوقت الذي هم يملكون ( أي أعمامه ) المال والطعام والشراب والكساء، كما لا يحق لأمه أن تحثه على التعليم من قبل أن يترك دراسته وتتلقفه أيدي الفاسدين ... إنها الأم .
لم تُطق الأم العيش بعد تضحية امتدت لثمانية عشر عاما .. فاضطرت إلى ترك بيت زوجها وعادت إلى أهلها مضروبة ضربا مبرحا ...
وأثناء غياب الأم عن بيتها وأطفالها، باع زوجها أثاث البيت، كما باع أبواب البيت ونوافذه مثلما باع من قبل بالقوة ثلاث أساور ذهبية كانت تملكها الزوجة مهراً لها منذ يوم زفافها المشئوم، والتجأت من جديد إلى القضاء، وكان طلبها الوحيد هو أن تعيش معه بكرامة ولكن هيهات، ولا زالت مشاكلها عالقة، كما لازال البيت مشردا ومدمرا منهارا، من بعد أن فشل كل الوسطاء في علاج مشكلتها التي حدثتني عنها بنفسها، فالأسرة مشتتة وممزقة، أطفالها في مكان، وزوجها في مكان آخر، وهي في مكان ثالث، وتتمنى النظر إلى أطفالها الذين صبرت وضحت من أجلهم طويلا ولكنها لا تقدر، فقد منعوا أطفالها عنها كما منعوا ابنها الشاب وابنتها الصبية اليافعة من زيارتها، ولا زالت تعيش تلك الأم المسكينة أجواء الكآبة والحسرة والمرارة، تبكي بألم وتتمنى احتضان أطفالها... إنها الأم .
فهل جزاء الإحسان هنا هو احتمال تلك المرأة لمسئولية صبرها على أطفالها وزوجها ! ؟
هل جزاء صبر المرأة وعيشها على الأمل برحمة الله في إصلاح زوجها وهدايته أصبحت جريمة ؟ . إنها الأم .
كل ما تتمناه تلك المرأة هو مرتبا شهريا بسيطاً يمكنها من حضن أطفالها في حياة بسيطة مستورة كريمة، فهل هذا صعب المنال ؟ صحيح أنها مشكلة معقدة ولكنها ليست مستحيلة الحلول، فأين أهل النخوة والشهامة الذين يعملون على جمع الأم بأطفالها ؟.. إنها الأم فما أجملها من كلمة