هل النرجيلة أقل خطرًا من السجائر العادية؟
يتبين من استطلاع للرأي، أجرته "خدمات الصحة العامة" التابعة لصندوق المرضى العام في إسرائيل بمناسبة "يوم بدون تدخين"، الذي يصادف غدًا (الاثنين)، أن غالبية الجمهور لا تعي المضارّ الكامنة في تدخين النرجيلة. ويعتقد كثيرون أن الضرر الذي يسببه تدخين النرجيلة يقل عن ذلك الذي يسببه تدخين السجائر العادية، أو أنه غير مضرّ البتة، كما أن الغالبية العظمى لا تعلم أن التدخين عبر نفس الأنبوبة قد يعرضهم لأمراض معدية تنتقل عن طريق الفم.
النرجيلة أخطر من السجائر
يتضح من معطيات وزارة الصحة الإسرائيلية لعام 2003، أن نحو ثلث التلاميذ اليهود الذين يدرسون في الصف السادس الابتدائي قد جربوا تدخين النرجيلة، وأنه حتى الصف العاشر الثانوي، هناك ما يزيد عن 60% منهم جربوا تدخين النرجيلة. وفي الصف العاشر، هناك 20% من الذكور و9% من الإناث يدخنون النرجيلة مرة في الأسبوع، على الأقلّ. وتزيد نسبة مدخني النرجيلة بين البالغين اليهود في إسرائيل عنها بين البالغين العرب.
وأشار الاستطلاع، الذي أجرته شركة "TNS" للاستطلاعات الهاتفية لصالح صندوق المرضى العام، إلى أن نصف أولئك المدخنين تقريبًا لا يعون البتة المخاطر التي ينطوي عليها هذا النوع من التدخين. وكانت نتائج الاستطلاع على النحو التالي: حوالي 50% من المستطلعة آراؤهم لا يعون إطلاقـًا مدى الضرر الذي يسببه تدخين النرجيلة؛ نحو 13% من المشاركين في الاستطلاع يعتقدون أن النرجيلة لا تنطوي على أي ضرر صحي بالنسبة لمدخنيها؛ 20% يظنون خطأ أن تدخين النرجيلة أقلّ خطرًا من تدخين السجائر؛ 16% لا يعون بتاتـًا الأضرار الكامنة في تدخين النرجيلة؛ نحو 3% من المشاركين في الاستطلاع قالوا إنهم يعلمون بأن نقل أنبوبة النرجيلة من فم إلى آخر يؤدي إلى انتقال الأمراض المعدية.
إن التبغ المستخدم في النرجيلة كبقية أنواع التبغ الأخرى، إذ يحتوي على النيكوتين والقار (القطران)، كما يكون مخلوطـًا بعسل السكر، إضافة إلى موادّ حافظة ذات نكهة طيبة ورائحة ذكية. ويحتوي التبغ على معادن ثقيلة وموادّ سامة أخرى تسبب السرطان، مثل الزرنيخ والكروم والرصاص. ومن بين المواد الأخرى التي يحتويها التبغ غاز أول أكسيد الكربون السام. ويشار إلى أن تدخين النرجيلة ذات الفلتر لا تقلل من تركيز هذه المواد، كما أن النراجيل الصغيرة أكبر خطرًا من الكبيرة، لأن دخانها أكثر تركيزًا. ولا يساعد الماء الذي يمرّ الدخان عبره على تصفيته، بل يساعد على تلطيف الإحساس الذي يشعر به المدخنون في حلوقهم، مقارنة بالجفاف الذي يحسّون به جراء تدخين السجائر.
ويعادل تدخين نرجيلة واحدة تدخين علبة كاملة من السجائر، لكن في حين يستغرق تدخين السيجارة الواحدة عدة دقائق، فإن تدخين النرجيلة يمكن أن يستغرق حوالي 45 دقيقة. وأظهرت بعض الدراسات أن تدخين النرجيلة يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسرطان المختلفة، وأمراض الرئتين المزمنة، وحتى إن هناك نوعًا معينـًا من الإكزيما يصيب مدخني النراجيل بشكل خاص. ويسهم مبسم النرجيلة الذي ينتقل من فم إلى آخر في نقل الأمراض عن طريق اللعاب، ابتداءً بالنزلة الصدرية وحتى الهِربِس والسلّ. ومن شأن تدخين النرجيلة كذلك الإضرار بالجنين في رحم أمه.
*يديعوت