تقاسموا مهام الحراسة وأداء مناسك العبادة
"المرابطون" .. قيام ليل رمضان لم يمنعهم من مواصلة حراسة حدود قطاع غزة
فلسطين اليوم- غزة
حرص رجال المقاومة الفلسطينية "المرابطون" على عدم تفويت لذة العبادة في شهر رمضان، كما يقولون، وكانوا يتسابقون على التناوب في أداء العبادة حتى وهم ينفذون مهمة مراقبة وحراسة حدود قطاع غزة لصد أي عدوان إسرائيلي محتمل.
ويطلق الفلسطينيون على المقاومين الذين يحرسون المناطق الحدودية لقب "المرابطون" وهم مجموعات مختلفة من معظم التشكيلات العسكرية التابعة لفصائل المقاومة الفلسطينية المنتشرة على طول حدود قطاع غزة.
مراسل "قدس برس" قام بزيارة لتلك الحدود والتقى بعض المقاومين الفلسطينيين الذين اتخذوا مواقع قريبة من خطوط التماس مع الاحتلال الإسرائيلي، واطلع عن كثب على الأجواء الرمضانية لهؤلاء الرجال.
ففي إحدى الليالي العشر الأواخر من شهر رمضان، كانت مجموعة من "سرايا القدس" الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي ترابط على الحدود الشرقية من محافظة خان يونس جنوب قطاع غزة، وليس بعيداً عنهم مجموعات من فصائل مقاومة أخرى، حيث تقاسم مرابطوا "سرايا القدس" المهام في نقطة الرباط المتقدمة، فبينما انشغل اثنان منهم في متابعة المنطقة الحدودية بحذر شديد، كان أحدهم يصلي قيام الليل.
يقول "أبو ليث" أحد القيادات الميدانية للسرايا لـ "قدس برس": "رغم أننا نعلم عظم أجر الرابط في سبيل الله، إلا أننا نحرص على قيام الليل في شهر رمضان حتى في نقاط الرباط".ويبين أن المرابطين يتناوبون على أداء سنة القيام (قيام الليل) وقراءة القرآن فيما بينهم، دون أن يؤثر ذلك على يقظتهم وجاهزيتهم للتصدي لأي تسلل للقوات الإسرائيلية الخاصة أو رصد تحركات آليات الاحتلال.
ويضيف القائد الميداني: "نحن نستمد القوة من كتاب الله، ونشعر بالأمان أكثر كلما كان اتصالنا بالله أقوى وأوثق، فأرواحنا بين يديه، وما توفيقنا إلا به"، كما قال.
قريباً من مجموعة السرايا كان اثنان من عناصر "كتائب القسام"، الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، بكامل عتادهما العسكري، ويضعون شارة تدل على انتمائهم للقسام، أحدهم كان يقرأ القرآن من مصحف صغير بحوزته، والآخر يضع إصبعه على الزناد ويصوب نظره باتجاه الحدود ويقوم بعملية الرصد.
القسامي "أبو قيس" كما طلب أن نناديه " قال لـ "قدس برس": "إن لذة الرباط في رمضان مختلفة عن غيرها من الشهور، فهنا إحساس عظيم بالهيبة واستشعار عظم الأجر من الله".
ويضيف :"نقضي معظم الوقت المخصص لنا في الرباط، في الذكر وقراءة القرآن، وأحيانا بالقيام، بعد اتخاذ إجراءات الحيطة والحذر، ولا نخفيك سراً أننا نشعر بالأمان بممارسة العبادة في هذه الأماكن".
ويتابع المرابطون مع غرفة العمليات المركزية التابعة لفصائلهم كافة التحركات لآليات الاحتلال الإسرائيلي على طول الشريط الحدودي، كذلك حركة الطيران في الأجواء، ويتم التعميم عن ذلك بواسطة أجهزة اللاسلكي التي يحملها كل مقاوم، من خلال نداء خاص على موجة خاصة بكل فصيل.
وشهدت المناطق الحدودية خلال شهر رمضان عدة عمليات توغل محدودة واستطاعت المقاومة الفلسطينية كشف محاولات تسلل لقوات خاصة إسرائيلية، وكانت تشتبك معهم في الغالب وتحبط محاولتهم للتقدم.
وكشف مقاومون فلسطينيون أن قيادات بارزة من الجناح السياسي لفصائل المقاومة زارتهم في أماكن الرباط خلال شهر رمضان، وشاركوا في الرباط، وكانوا يشحذون الهمم والعزائم، ويرفعون من معنويات "المرابطين".
وقال "أبو ليث" إن قيادات كبيرة من الجهاد الإسلامي وحركة "حماس" خاطرت بأنفسها للوصول إلى أماكن متقدمة قريبة جداً من الشريط الحدودي، واصفا ذلك بـ "الجرأة والتحدي".
وأوضح أن القيادات السياسية كانت خلال الزيارات للمرابطين تربت على أكتاف المقاومين، وتقدم لهم أحياناً وجبة السحور، وتشرح فضل "الرباط في سبيل الله".
ويخصص الدعاة والأئمة في قطاع غزة جزءاً من دعائهم خلال صلاة التراويح وقيام الليل لنصرة المجاهدين والمقاومين الفلسطينيين، سائلين الله أن يحفظهم ويحميهم من بطش الاحتلال، ويقيهم من متابعة الجواسيس لتحركاتهم.
الشيخ "أبو سليمان" إمام أحد المساجد شرق خان يونس، لا يكف عن الدعاء بحرارة للمقاومين في صلاة التراويح. ويرى أن هؤلاء المرابطين "يقفون على ثغور الوطن، ووضعوا على عاتقهم مهمة حماية أهلهم من بطش اليهود وصد عمليات التوغل المستمرة وما يرافقها من أعمال تجريف وهدم للمزارع والمساكن".
ويقول: "لا نملك إلا الدعاء لهم باستمرار، وهذا أقل الواجب تجاههم، فهم يحملون أرواحهم على أكفهم، ويدافعون عنا بصدورهم، أفنعجز عن نصرتهم بما نستطيع وهو الدعاء".
أما المرابطون قريباً من المناطق السكنية، فكان نصيبهم من كرم المواطنين الفلسطينيين كبيراً، خاصة مع قرب موعد السحور.
واعتاد المواطن (م.خ) من سكان شرق خان يونس طوال شهر رمضان أن يأخذ ما يستطيع من الطعام والشاي ويقدمها لمجموعة مقاومة مرابطة قريبة من منزله، وهو يمني نفسه بالحصول على الثواب والأجر من الله.
ويعتبر المواطن في حديثه لـ "قدس برس" أن ما يقوم به "واجب عليه تجاه هؤلاء الذين يسهرون طوال الليل ليحرسونا ويحافظوا على حياتنا، فيما نحن نغط في نوم عميق".
ويستمد المقاومون الفلسطينيون من دعم الناس قوة دافعة لهم، تنسيهم الأخطار والصعاب، وتزيد من يقظتهم لحماية أهلهم، وجاهزيتهم للتصدي لأي عدوان، حسب تأكيدهم.
"المرابطون" .. قيام ليل رمضان لم يمنعهم من مواصلة حراسة حدود قطاع غزة
فلسطين اليوم- غزة
حرص رجال المقاومة الفلسطينية "المرابطون" على عدم تفويت لذة العبادة في شهر رمضان، كما يقولون، وكانوا يتسابقون على التناوب في أداء العبادة حتى وهم ينفذون مهمة مراقبة وحراسة حدود قطاع غزة لصد أي عدوان إسرائيلي محتمل.
ويطلق الفلسطينيون على المقاومين الذين يحرسون المناطق الحدودية لقب "المرابطون" وهم مجموعات مختلفة من معظم التشكيلات العسكرية التابعة لفصائل المقاومة الفلسطينية المنتشرة على طول حدود قطاع غزة.
مراسل "قدس برس" قام بزيارة لتلك الحدود والتقى بعض المقاومين الفلسطينيين الذين اتخذوا مواقع قريبة من خطوط التماس مع الاحتلال الإسرائيلي، واطلع عن كثب على الأجواء الرمضانية لهؤلاء الرجال.
ففي إحدى الليالي العشر الأواخر من شهر رمضان، كانت مجموعة من "سرايا القدس" الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي ترابط على الحدود الشرقية من محافظة خان يونس جنوب قطاع غزة، وليس بعيداً عنهم مجموعات من فصائل مقاومة أخرى، حيث تقاسم مرابطوا "سرايا القدس" المهام في نقطة الرباط المتقدمة، فبينما انشغل اثنان منهم في متابعة المنطقة الحدودية بحذر شديد، كان أحدهم يصلي قيام الليل.
يقول "أبو ليث" أحد القيادات الميدانية للسرايا لـ "قدس برس": "رغم أننا نعلم عظم أجر الرابط في سبيل الله، إلا أننا نحرص على قيام الليل في شهر رمضان حتى في نقاط الرباط".ويبين أن المرابطين يتناوبون على أداء سنة القيام (قيام الليل) وقراءة القرآن فيما بينهم، دون أن يؤثر ذلك على يقظتهم وجاهزيتهم للتصدي لأي تسلل للقوات الإسرائيلية الخاصة أو رصد تحركات آليات الاحتلال.
ويضيف القائد الميداني: "نحن نستمد القوة من كتاب الله، ونشعر بالأمان أكثر كلما كان اتصالنا بالله أقوى وأوثق، فأرواحنا بين يديه، وما توفيقنا إلا به"، كما قال.
قريباً من مجموعة السرايا كان اثنان من عناصر "كتائب القسام"، الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، بكامل عتادهما العسكري، ويضعون شارة تدل على انتمائهم للقسام، أحدهم كان يقرأ القرآن من مصحف صغير بحوزته، والآخر يضع إصبعه على الزناد ويصوب نظره باتجاه الحدود ويقوم بعملية الرصد.
القسامي "أبو قيس" كما طلب أن نناديه " قال لـ "قدس برس": "إن لذة الرباط في رمضان مختلفة عن غيرها من الشهور، فهنا إحساس عظيم بالهيبة واستشعار عظم الأجر من الله".
ويضيف :"نقضي معظم الوقت المخصص لنا في الرباط، في الذكر وقراءة القرآن، وأحيانا بالقيام، بعد اتخاذ إجراءات الحيطة والحذر، ولا نخفيك سراً أننا نشعر بالأمان بممارسة العبادة في هذه الأماكن".
ويتابع المرابطون مع غرفة العمليات المركزية التابعة لفصائلهم كافة التحركات لآليات الاحتلال الإسرائيلي على طول الشريط الحدودي، كذلك حركة الطيران في الأجواء، ويتم التعميم عن ذلك بواسطة أجهزة اللاسلكي التي يحملها كل مقاوم، من خلال نداء خاص على موجة خاصة بكل فصيل.
وشهدت المناطق الحدودية خلال شهر رمضان عدة عمليات توغل محدودة واستطاعت المقاومة الفلسطينية كشف محاولات تسلل لقوات خاصة إسرائيلية، وكانت تشتبك معهم في الغالب وتحبط محاولتهم للتقدم.
وكشف مقاومون فلسطينيون أن قيادات بارزة من الجناح السياسي لفصائل المقاومة زارتهم في أماكن الرباط خلال شهر رمضان، وشاركوا في الرباط، وكانوا يشحذون الهمم والعزائم، ويرفعون من معنويات "المرابطين".
وقال "أبو ليث" إن قيادات كبيرة من الجهاد الإسلامي وحركة "حماس" خاطرت بأنفسها للوصول إلى أماكن متقدمة قريبة جداً من الشريط الحدودي، واصفا ذلك بـ "الجرأة والتحدي".
وأوضح أن القيادات السياسية كانت خلال الزيارات للمرابطين تربت على أكتاف المقاومين، وتقدم لهم أحياناً وجبة السحور، وتشرح فضل "الرباط في سبيل الله".
ويخصص الدعاة والأئمة في قطاع غزة جزءاً من دعائهم خلال صلاة التراويح وقيام الليل لنصرة المجاهدين والمقاومين الفلسطينيين، سائلين الله أن يحفظهم ويحميهم من بطش الاحتلال، ويقيهم من متابعة الجواسيس لتحركاتهم.
الشيخ "أبو سليمان" إمام أحد المساجد شرق خان يونس، لا يكف عن الدعاء بحرارة للمقاومين في صلاة التراويح. ويرى أن هؤلاء المرابطين "يقفون على ثغور الوطن، ووضعوا على عاتقهم مهمة حماية أهلهم من بطش اليهود وصد عمليات التوغل المستمرة وما يرافقها من أعمال تجريف وهدم للمزارع والمساكن".
ويقول: "لا نملك إلا الدعاء لهم باستمرار، وهذا أقل الواجب تجاههم، فهم يحملون أرواحهم على أكفهم، ويدافعون عنا بصدورهم، أفنعجز عن نصرتهم بما نستطيع وهو الدعاء".
أما المرابطون قريباً من المناطق السكنية، فكان نصيبهم من كرم المواطنين الفلسطينيين كبيراً، خاصة مع قرب موعد السحور.
واعتاد المواطن (م.خ) من سكان شرق خان يونس طوال شهر رمضان أن يأخذ ما يستطيع من الطعام والشاي ويقدمها لمجموعة مقاومة مرابطة قريبة من منزله، وهو يمني نفسه بالحصول على الثواب والأجر من الله.
ويعتبر المواطن في حديثه لـ "قدس برس" أن ما يقوم به "واجب عليه تجاه هؤلاء الذين يسهرون طوال الليل ليحرسونا ويحافظوا على حياتنا، فيما نحن نغط في نوم عميق".
ويستمد المقاومون الفلسطينيون من دعم الناس قوة دافعة لهم، تنسيهم الأخطار والصعاب، وتزيد من يقظتهم لحماية أهلهم، وجاهزيتهم للتصدي لأي عدوان، حسب تأكيدهم.