-- عندما أغرقته.. في الحب
للأديبة : دينا سعيد عاصم
عندما تحدثت معها تعجبت كثيرا ..وتردد في داخلي ذلك التساؤل الذي بات يلح عليَّ ربما لخوفي أكون كمثالها ..؟! أو ربما لتحذيرمن هم على شاكلتها في الحياة ..؟! ذلك التساؤل ملخصه :
لماذا تقبل هي أن تذوب فى كيانه فلا يتبقى منها شيىء .. وتكون النتيجة ..شروق هذا ..وغروب تلك .. ثم ما يترتب على ذلك من حقائق ..إن حلا بعضها .. فكم اكتنفت المرارة والأسى والوحدة والوحشة والصمت والحزن معظمها ..
كم أوضحت لها أن المرأة تستطيع أن تكون هى هى ويكون هو هو ويستمر الحب...ربما أكثر..كم أردت أن اقول لها أن الثقة يجب ألا تكون عمياء بل شديدة التبصر..
لماذا يجب أن تتنازل وتخضع؟ ..هناك فرق بين التسامح والتنازل وبين سعة الصدر والخنوع..المرأة ياصديقى يجب ا تكون فى منتهى الذكاء والحساسية لتستشعر الخيط الرفيع بين ان يذوبا سويا فيصبحا شخصا واحدا وان تذوب هى وحدها فتفنى فيه ويبقى هو..هو فقط وتنمحى هى...يجب على المرأة ان تدلل الرجل ولكن عليه ايضا ان يدللها..انه الاخذ والعطاء..يجب عليها ان تعطيه الفرصة ليبحث عنها..ليفتقدها..يجب ان تنشغل بنفسها ايضا لينشغل هو بها...لا تحاصره..بل تتركه يعود لها بكامل ارادته حرا..يهفو قلبه لها وعقله لا "معدته"!!
لماذا لا يعد لها الافطار كما تعد له الغذاء والعشاء!!
لماذا تكون الام والطاهية والمعلمة والخادمة والزوجة وتنسى الحبيبة والصديقة والعاشقة؟...كيف احبته هذا الحب وجفاها هذا الجفاء!!كيف تنتقى له ملابسه وترتق جواربه وتلمع حذائه ولا يطبع قبلة على يديها بل وقدميها ويرفعها بجانبه لينظر لهذا المخلوق المحب الرقيق؟كيف يعطيها ظهره ويغادر وقد اصبح ماتفعله حبا وتفضلا هو حق مكتسب وواجب عليها..الم يسمع بالخليفة المسلم الذى تعجب منه خادمه لتدليله لزوجته فقال بل انى لأقبل قدمها احيانا لترضى فأرى فيها نفسى..ان الرجل يرى نفسه فى رضاء زوجته طالما هى لا تستعمل هذه الميزة خطأ ولا تستغلها "لتستأسد" عليه...ساهمت صديقتى فى نفخ البالون وتضخيم الانا لديه...اهتمت بأناقته ونسيت انوثتها..جعلته يتطاوس وافرغته من اعباء المشاركة فى حياة الابناء والبيت فنسيا معنى المشاركة...اهملت هواياتها واستقالت من عملها..حاولت كثيرا أن انبهها وادق جرس الانذار فالرجل مخلوق ذو طبيعةخاصة..تغرس فيه المرأة ماتريده فيثمرفلو عودته المشاركة والحوار والاهداف والمشاكل وكل شيىءلشعر انها نصفه الذى لا يستغنى عنه فهو يحتاج لقلبها وعقلها وصداقتها وانوثتها فلا يعيش الا لها وبها.
اما لو اصبحت فقط مربية وطاهية ومعلمة وهذا كله يستطيع ان يجده خارج البيت اما الحب والصداقة والمشاركة والندية فلو وجدها خارج البيت لكانت الكارثة..
يجب ان يشعر ان المرأة ليست حصارا..يجب ان تعطيه الحب رشفة رشفة لا ان تغرقه فى دلو من الحب..فيضطر للبحث عن طوق نجاة..خارج البيت..
عاد اليها باكيا يرجوها ان تتفهم انه "يحب"..نصحتها ان تتركه لنفسه قليلا وان تصادقه..ان تشعره انها ترفضه كزوج وتقبله كصديق..لتتغير نظرته لها وتختلف عن صورتها المعهودة له...يعودا كأصدقاء لتعطيه الفرصة ليقرر بنفسه دون ضغط ويواجه نفسه فى ذات الوقت الذى تبحث هى فيه عن شخصيتها المفقودة ..فيعود كمعجب بصلابتها وتحضرها..ومن يدرى ربما يستأنفا حياتهما بل قل يبدآها بشكل آخر...فإن استمر فى طريقه .. باحثا عن غيرها .. تكون قدخسرته بالفعل ولكن تعلمت كيف...تكسب..نفسها... وساعتها لايلبث أن يكتشف نفسه وذاته ..ويستفيق على الحقيقة الكبيرة ... حقيقة أنه ذلك الرجل البالون الذي تتلاعب به تيارات الأهواء ..فلم يعد قادرا على المنح لأنه تعود على الأخذ فقط .. وإن أعطى فليس لديه الا ذلك الهواء الفاسد الذي الذي لا خير فيه .. وعندها تثق بأنها هي هي .. تلك الذات التي على قدر ما تؤلمها وضوح حقيقته .. إلا أنها يسعدها ثباتها على أرض الواقع ذاتا ووجودا وكيانا .. يعطي الحياة المعنى الحقيقي للمحبة ..
دينا سعيد عاصم
كاتبة وشاعرة مصرية
للأديبة : دينا سعيد عاصم
عندما تحدثت معها تعجبت كثيرا ..وتردد في داخلي ذلك التساؤل الذي بات يلح عليَّ ربما لخوفي أكون كمثالها ..؟! أو ربما لتحذيرمن هم على شاكلتها في الحياة ..؟! ذلك التساؤل ملخصه :
لماذا تقبل هي أن تذوب فى كيانه فلا يتبقى منها شيىء .. وتكون النتيجة ..شروق هذا ..وغروب تلك .. ثم ما يترتب على ذلك من حقائق ..إن حلا بعضها .. فكم اكتنفت المرارة والأسى والوحدة والوحشة والصمت والحزن معظمها ..
كم أوضحت لها أن المرأة تستطيع أن تكون هى هى ويكون هو هو ويستمر الحب...ربما أكثر..كم أردت أن اقول لها أن الثقة يجب ألا تكون عمياء بل شديدة التبصر..
لماذا يجب أن تتنازل وتخضع؟ ..هناك فرق بين التسامح والتنازل وبين سعة الصدر والخنوع..المرأة ياصديقى يجب ا تكون فى منتهى الذكاء والحساسية لتستشعر الخيط الرفيع بين ان يذوبا سويا فيصبحا شخصا واحدا وان تذوب هى وحدها فتفنى فيه ويبقى هو..هو فقط وتنمحى هى...يجب على المرأة ان تدلل الرجل ولكن عليه ايضا ان يدللها..انه الاخذ والعطاء..يجب عليها ان تعطيه الفرصة ليبحث عنها..ليفتقدها..يجب ان تنشغل بنفسها ايضا لينشغل هو بها...لا تحاصره..بل تتركه يعود لها بكامل ارادته حرا..يهفو قلبه لها وعقله لا "معدته"!!
لماذا لا يعد لها الافطار كما تعد له الغذاء والعشاء!!
لماذا تكون الام والطاهية والمعلمة والخادمة والزوجة وتنسى الحبيبة والصديقة والعاشقة؟...كيف احبته هذا الحب وجفاها هذا الجفاء!!كيف تنتقى له ملابسه وترتق جواربه وتلمع حذائه ولا يطبع قبلة على يديها بل وقدميها ويرفعها بجانبه لينظر لهذا المخلوق المحب الرقيق؟كيف يعطيها ظهره ويغادر وقد اصبح ماتفعله حبا وتفضلا هو حق مكتسب وواجب عليها..الم يسمع بالخليفة المسلم الذى تعجب منه خادمه لتدليله لزوجته فقال بل انى لأقبل قدمها احيانا لترضى فأرى فيها نفسى..ان الرجل يرى نفسه فى رضاء زوجته طالما هى لا تستعمل هذه الميزة خطأ ولا تستغلها "لتستأسد" عليه...ساهمت صديقتى فى نفخ البالون وتضخيم الانا لديه...اهتمت بأناقته ونسيت انوثتها..جعلته يتطاوس وافرغته من اعباء المشاركة فى حياة الابناء والبيت فنسيا معنى المشاركة...اهملت هواياتها واستقالت من عملها..حاولت كثيرا أن انبهها وادق جرس الانذار فالرجل مخلوق ذو طبيعةخاصة..تغرس فيه المرأة ماتريده فيثمرفلو عودته المشاركة والحوار والاهداف والمشاكل وكل شيىءلشعر انها نصفه الذى لا يستغنى عنه فهو يحتاج لقلبها وعقلها وصداقتها وانوثتها فلا يعيش الا لها وبها.
اما لو اصبحت فقط مربية وطاهية ومعلمة وهذا كله يستطيع ان يجده خارج البيت اما الحب والصداقة والمشاركة والندية فلو وجدها خارج البيت لكانت الكارثة..
يجب ان يشعر ان المرأة ليست حصارا..يجب ان تعطيه الحب رشفة رشفة لا ان تغرقه فى دلو من الحب..فيضطر للبحث عن طوق نجاة..خارج البيت..
عاد اليها باكيا يرجوها ان تتفهم انه "يحب"..نصحتها ان تتركه لنفسه قليلا وان تصادقه..ان تشعره انها ترفضه كزوج وتقبله كصديق..لتتغير نظرته لها وتختلف عن صورتها المعهودة له...يعودا كأصدقاء لتعطيه الفرصة ليقرر بنفسه دون ضغط ويواجه نفسه فى ذات الوقت الذى تبحث هى فيه عن شخصيتها المفقودة ..فيعود كمعجب بصلابتها وتحضرها..ومن يدرى ربما يستأنفا حياتهما بل قل يبدآها بشكل آخر...فإن استمر فى طريقه .. باحثا عن غيرها .. تكون قدخسرته بالفعل ولكن تعلمت كيف...تكسب..نفسها... وساعتها لايلبث أن يكتشف نفسه وذاته ..ويستفيق على الحقيقة الكبيرة ... حقيقة أنه ذلك الرجل البالون الذي تتلاعب به تيارات الأهواء ..فلم يعد قادرا على المنح لأنه تعود على الأخذ فقط .. وإن أعطى فليس لديه الا ذلك الهواء الفاسد الذي الذي لا خير فيه .. وعندها تثق بأنها هي هي .. تلك الذات التي على قدر ما تؤلمها وضوح حقيقته .. إلا أنها يسعدها ثباتها على أرض الواقع ذاتا ووجودا وكيانا .. يعطي الحياة المعنى الحقيقي للمحبة ..
دينا سعيد عاصم
كاتبة وشاعرة مصرية