فتوى شرعية العمل في الأنفاق حرام جملة واحدة
الحمد لله على كل حال والصلاة والسلام على النبي الرسول محمد والآل والصحب الجلال :
من عبد الله الشيخ الأستاذ الدكتور/محمد بن سلمان بن حسين أبو جامع إلى من يطلع عليه من المسلمين :
أيها الإخوة المسلمون : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ؛ لمّا كان أهل هذا البلد – فلسطين- قد كتب الله عليهم الرباط واختارهم له ، والمرابطون هم أعظم الناس أجرا ، بل ويحشرون في زمرة الشهداء إن شاء الله حيث ينامون ويستيقظون وهم في ثغورهم للإسلام وأمته ووطنه حارسون ، فكان عليهم أن يرضوا بما قدر لهم في إطار طاعته سبحانه ، فلا قدرهم يسخطون ولا حظهم يندبون ولا عيشهم يستقلون ولا عن العيش الحرام يبحثون في إطار معصيته تعالى حيث
قال جل وعلا :" وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ " (الذاريات:22)
وقال :" وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ :" نفخ روح القدس في روعيe..." (البقرة: 195) ،
وقال أن نفسا لن تخرج من الدنيا حتى تستكمل أجلها وتستوعب رزقها فأجملوا في الطلب ولا يحملنكم استبطاء الرزق أن تطلبوه بمعصية الله فإن الله لا ينال ما عنده إلا بطاعته " أخرجه/الطبراني واللفظ له وبلفظ مقارب عند ابن حبان والشافعي والبيهقي والزبيدي ، :" لو فر أحدكم من رزقه أدركه كما يدركه الموت " أخرجه/ الطبراني ، فيجب علىeوقال كل مسلم مؤمن أن لا يدفعه كدر الحياة وظلفها من قلة رزق أو علة جسم أو مصيبة مال عنه ، بل إنه سبحانه يعزيناeوأهل إلى إيقاع نفسه فيما نهاه الله تعالى ورسوله بقوله :"
أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا
حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ " (البقرة:214) ،
وقوله :"وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ " (البقرة:155) ،
ومن هنا طالبنا بحراسة الدين والأمة والوطن فيقول سبحانه :"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (آل عمران:200) ، ولكن الذي يحزننا اليوم أن أهل الرباط – إلا من رُحم- أصبحوا وأمسوا أكثر إقبالا على الدنيا ومتاعها والأخذ بأسباب ترفها ومنافستها من كثير من الأمم التي لا مصائب عندها ، بل وأصبح الكثير من أهل الرباط في المنافسة تلك يتبع الأمم حذو القذة بالقذة شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو في حديث :" لتتبعن سنن الذين من قبلكمeدخلوا جحر ضب لدخلوه كما أخبر بذلك الرسول شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو دخلوا في جحر ضب لاتبعتموهم قلنا يا رسول الله اليهود والنصارى ؟ قال فمن ؟ " أخرجه/ أحمد ومسلم وابن حبان، ولمّا سئل كما في رواية أخرى :" ... قال : ومن غير الروم والفرس " أو كما قال ، ونحن بدورنا نؤصل حرمة العمل في الأنفاق بالأدلة والقواعد الشرعيّة الآتية :
1-الأدلة "من الكتاب والسنة".
2- قاعدة "بذل الجهد واستفراغ الوسع".
3- قاعدة "درء المفاسد أولى من جلب المصالح".
4- قاعدة "الضرر الأكبر يدرء بالضرر الأقل".
5- قاعدة "الضرورة تقدر بقدرها".
6- قاعدة "الحرام لا يتوسع فيه".
7- قاعدة "ما أدى إلى الحرام فهو حرام".
8- قاعدة "صحة الأبدان مقدمة على صحة الأديان".
9- قاعدة "ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب".
10- قاعدة " سد الذرائع".
11- قاعدة "فاعل السبب بمنزلة فاعل المسبب".
: "...Uقال الله وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً" (النساء:29) ، بل وهناك نهيه تعالى عن قتل نفس الغير إلا بالحق , في أحاديث حرمة قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق .eوكذا نهي رسوله
ومن تلك المنافسة والمجاراة والإتباع (حفر الأنفاق) التي أدت بدورها إلى مفاسد شتى في سائر مناحي الحياة وجلبت كثيرا من المصائب ومنها :
أولا: مصيبة قتل العاملين في حفر الأنفاق لأنفسهم بحجة البحث عن الرزق .
ثانيا: مسئولية قتل أصحاب الأنفاق لمن يحفرون الأنفاق (الأجراء) وغيرهم وفي ذلكم قضايا خمس :
القضية الأولى : مصيبة قتل الغير ممن يحفرون الأنفاق والمتاجرة بدمائهم وعرقهم .
القضية الثانية : مصيبة قتل الغير بجلب السلاح القتالي بأنواعه والمتاجرة به .
القضية الثالثة : مصيبة قتل الغير بجلب المخدرات بأنواعها والمتاجرة بها .
القضية الرابعة : مصيبة قتل الغير بإغلاء السلع بأنواعها من أكسية وأغطية وأطعمة والمتاجرة بها .
القضية الخامسة : مصيبة قتل الأمة بالوقود والمولدات الكهربائية والدراجات النارية .
فأما بالنسبة لأولا: مصيبة قتل العاملين في حفر الأنفاق لأنفسهم بحجة البحث عن الرزق:
يقول تعالى : "... وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً" (النساء:29) :" إن رجلا ممن كان قبلكم خرجت به قرحة فلما آذته انتزع سهما من كنانتهe، وقال فنكأها فلم يرقأ الدم حتى مات قال ربكم:قد حرمت عليه الجنة " أخرجه / مسلم وابن حبان ، سخطا مما أصابه من المرض ، وقال :" من تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيه خالدا مخلدا فيها أبدا ومن تحسى سما فقتل نفسه فسمه في يده يتحساه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا ومن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يجأ بها في بطنه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا " أخرجه / الدارمي وأحمد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن حبان والطيالسي والطبراني والبيهقي ، سخطا من كدر الحياة وما أصابه فيها ، وقال :" لا يتمنين أحدكم الموت من ضر أصابه فإن كان لا بد فاعلا فليقل:اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي " أخرجه/ أحمد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن حبان والحاكم والطبراني وأبو يعلى وابن أبي شيبة والبيهقي ، سخطا مما أصابه في كل شيء ، فإذا كان مجرد تمني الموت لما أصاب الإنسان في نفسه أو أهله أو ماله لا يصح شرعا فإن قتل الإنسان لنفسه لما تقدم لا يحل شرعا وذلك كما يقول العلماء من باب الأولى .
فكم من النفوس قتلت في هذا السبيل ، سبيل حفر الأنفاق ، فانظر يرحمني الله وإياك والمسلمين ؛ رحمة الإسلام بأتباعه في الطهارة – الغسل والوضوء – إذا عدم الماء فأباح لهم التيمم ، ولو وجد الماء وحال بينه وبين طالبه عدوٌ أو حيوانٌ مفترس أو أي إيذاء آخر أو مسافة شاسعة أو كان الماء يحتاج إليه في شرب أو طبخ أو عجن أو سقي حيوان محترم – مستأنس- أو طير كل ذلك يبيح لطالب الماء التيمم وكأنه فاقده ، وكذا شأن الصلاة فيمن غلبه النعاس وهو يصلي فقد أمره الشرع بأن يرقد ، والمريض يبيح له الشرع أن لا يأتي صلاة الجمعة أو الجماعة وكذا لو حضرت صلاة العِشاء والعَشاء فأمر الشرع أن يبدأ بالعَشاء ،وكذا لو كان الجو حاراً فقد أمر الشرع بأن يبرد بصلاة الظهر وكذا الإفطار رخصة للمريض والمسافر والحامل والمرضع وكل من يطيق الصوم ، وأما الحج فكان على من تيسر له الاستطاعة بالبدن والمال وأمن الطريق والركوبة وكذا الجهاد وما أدراك ما الجهاد فالأعمى والأعرج والمريض رفع الشرع عنهما الحرج في عدم إتيانه ...إلخ ذلك أن الإسلام العظيم قرر في قواعده أن:" صحة الأبدان مقدمة على صحة الأديان "وذلك لأن الأديان لا تصح ولا تقوم إلا بصحة الأبدان وقيامها؛ومعلوم أن:" ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب " فإذا كان الأمر بالنسبة للدين كما تقدم فمن باب الأولى طلب الحياة ومتعها وخاصة إذا كان مؤديا إلى إهلاك النفس أو مجرد تعريض الجسد كله أو جزئه لذلك الإهلاك ، فإذا كانت حجج العاملين بحفر الأنفاق أنهم دفعوا إلى ذالك دفعا فعليهم أن يعلموا ما يلي :
1- فإن كانت حجّتهم أنهم يطلبون تيسير الحياة الدنيوية فهل العمل في حفر الأنفاق لشراء سيارة أو دراجة نارية أو تلفزيون ملون أو تجميل البيت من ذلك التيسير الذي يبيحه الشرع الحنيف بولوج المخاطر المحققة ؟! أم أن المحتاج فعلا فقط ، وفقط يبحث عن لقمة عيش تسد الرمق وليس عن رغده وخاصة لمّا حوصر في شعب بني هاشمeفي الحصار ، ألم يعلم أهل غزة المحاصرون أن رسول الله ولا من معه أن يقوموا بأيeثلاث سنين أكل ومن معه ورق الشجر وأغصانها فلم يدفعه مخاطرة تغضب الله تعالى في أنفسهم حتى أتاهم فرجه سبحانه .
2- وإن كانت حجّتهم الحاجة الماسة للعمل في حفر الأنفاق وأنهم مضطرون ، ألا فليعلموا :"أن الضرورة تقدر بقدرها" كما قررت قواعد الشرع الحنيف في إطار" أحرازها " , " لأن الحرام لا يتوسع فيه " كيف لا ؟! و "ما أدى إلى الحرام فهو حرام " ، فهل عمل من يقوم بحفر الأنفاق في هذا الإطار ، حيث يأكل الإنسان من الميتة – الحرام- عند فقد القوت ما يسد جوعته فقط !! ويحفظ حياته فقط !! ولا يواصل ذلك الأكل لأنه وجد لحم تلك الميتة لذيذا إذا طبخه أو شواه .
3- وإن كانت حجّتهم أيضا أنهم لم يجدوا عملا فإن القواعد الشرعية لا تبيح الدخول إلى المحظور إلا إذا " بذل الجهد واستفرغ الوسع " في طلب بديل المحظور بالعمل بعيدا عن المخاطرة وإن كان بأجر زهيد لأنه المطلوب شرعا بداية لكون الحكمة تقول:"المخاطر ليس بمحمود وإن سلم".
وأما بالنسبة لثانيا : مسئولية أصحاب الأنفاق والميسرين لهم سبل حفرها في قتل العاملين في حفر الأنفاق "الأجراء" وغيرهم وما في ذلك من القضايا المختلفة :
وبين يدي تلكم القضايا بمصائبها لابد من الإشارة بالقول إلى أنها بأركانها الثلاثة الحافر والمحفور له والميسر لهم سبل الحفر كلهم في الإثم سواء لقاعدة :" فاعل السبب بمنزلة فاعل المسبب" فالجميع قد أقدم على عمل لا يحل لهم إتيانه من قتل النفس بكافة الوسائل من المخاطرة وجلب السلاح وجلب المخدرات والميسرات لوقوع تلك المصائب كالوقود والمولدات الكهربائية والدراجات النارية وإغلاء السلع إلى غير ذلك , وهنا لابد من طرح ذلك السؤال البسيط : ما الذي دعا إلى كل هذه المشقة" الحصار" على المسلمين المرابطين في هذا البلد ؟ سيقولون : الاحتلال ! ولا يزال السؤال قائما : ومن الذي يسر للاحتلال فرض ذلكم الحصار ؟ فتراهم يسكتون ولا ينطقون لأن الإجابة تكشف جزءا من الحقيقة بل الحقيقة كلها ألا وهي : "الانتصار للحزبية" ولو على حساب الأمة الذي توّجه الانقسام والانشقاق فمزقت به ، ولنحاول أن نصدق أنفسنا ولو مرة ، بل ولنحاول أن نغلب أهواءنا ولو مرة ، ولنحاول أن نقول : إن الاحتلال والحزبية هما اللذان أوجداه ، بل هما اللذان أوصلانا إلى كل ما نحن فيه من مصائب ، حتى فرّطت بعض الحرائر "نساء المسلمين" من أهل هذا البلد بأعراضهن مقابل عشرين شيقلا "5 دولار" لتأتي لبيتها ببعض ما يسد الرمق فإن كنتم لا تعلمون ألا فاعلموا أيها المحافظون على الانقسام بل أفيقوا من نشوة ما يسمى انتصارا !! ذلكم الانتصار الذي أودى بحياة "ثلاثة آلاف من أهلنا بالإضافة إلى آلاف من المعاقين وهدم آلاف البيوت وتشريد أهلها بل وتدمير جوانب الحياة كلها من بنية تحتية وسياسية واقتصادية وصحية واجتماعية...وكأن القوم لا يعلمون شيئا من أمر دينهم ، ألم يأن لكم أن تفيقوا ؟! إي وربّي لقد آن !!! , فأعراض المسلمين يتاجر بها من شدة الفاقة والعوز لما أوقعت فيه الأمة من انقسام قفز على صدر كافر في إحدىtوانتصار للنفس والذّات وحصار, تروي كتب السيرة أن عليا المعارك فاستل سيفه ليجز رأس ذلك الكافر فجمع الكافر بزاقه في فيه ومجه في وجه عليّ فانتصب عليّ قائما وتركه ولم يقتله فاستغرب الكافر وقال له : كنت تريد أن تقتلني : كنت أريد أن أقتلك لله فلما مججت بزاقكtفما الذي منعك من ذلك ؟! فقال له عليّ في وجهي خشيت إن قتلتك أن أكون قد ثأرت لنفسي .." ويمكن لنا أن نقول :إن الذي يحرص على إطالة أمد الفرقة والفتنة والانقسام و بقاء الأمة نازفة الجراح مقطعة الأوصال مهدمة البنيان إنما يريد أن ينتصر لنفسه لا لله ولا لدينه ولا لأمة الإسلام ولا لوطن الإسلام ، ألا فليكن انتصارنا لله ثم للإسلام وأمته ووطنه,بل لتكن الهجرة من قبل ومن بعد لله ورسوله لنيل رضاه,ومن يفعل خلاف ذلك فهو الذي يريد أن يعيش وإن ماتت الأمة بجراحها وجوعها ومرضها وفقرها وجهلها،كما هو حالنا اليوم في قطاع غزة .
وبعد فإليك تفصيل ما تقدم من تلك القضايا بمصائبها وهي كما يلي :
القضية الأولى : مصيبة قتل العاملين في حفر الأنفاق "الأجراء" - وقد بلغوا أل 300 - والمتاجرة بعرقهم ودمائهم : حيث يقوم أصحاب الأنفاق باستغلال حاجة الأجراء فيشغّلونهم كالعبيد في أسوأ الظروف فإذا ما قتل أحدهم بسبب من أسباب العمل سيء الظروف بكل المقاييس التي يربأ من ليس بمسلمين أن يشغلوا الأجراء بمثلها هذا من وجه ومن آخر تعاون صاحب العمل "صاحب النفق" بعد ذلك مع من لا يتق الله في الفتوى إذا ما قتل ذلك الأجير فكان أن أصدر أصحاب الفتى الحزبيّون فتواهم فيمن قتل بأن ديته (9000) دولار للأعزب ، و(11000) دولار للمتزوج ، وزيادة البيّاع تكلفة العزاء !!! ولا يعلم ذلك المفتي بالتخفيف والترخيص في دماء المسلمين أنهم يساعدون ويوفرون على أصحاب الأنفاق " تجار الحروب وأمراؤها "
أموالهم ليزدادوا ملينة وجمعا للأموال وليركبوا أحدث الجيبات و الماغنومات و الفارهه من السيارات التي لم يركب مثلها بعض أهل الخليج ولا بلاد الحجاز ، ومن وجه ثالث ألا يعلم المفتون أن من قتل إنسانا خطأ فذلك القتل يستوجب دية شرعية كاملة أقل ما قدرت به في بلدنا(45000) دينار وليس دولار يا أصحاب الفتى ، ولا أتورع أن القائل في محكمUأقول : يا أصحاب الفت ، فأعظم بها من فتى ما أجرأها على الله تنزيله :" ... وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ " (هود: 85) إي وربي لقد رتب سبحانه على ذلك البخس "الإنقاص من الحقوق" ، أن فاعله عائث في الأرض فسادا ،بل وأيّ فساد أكبر من إنكار الآخر وتزكية الذّات وقد أفتيتم بما أفتيتم لترضوا أصحاب يقول:"...Uالأنفاق والمسئولين عنهم من تجار الحروب وأمرائها ،والله وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ إِنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ" (التوبة:62) ، بل نسيتم أو تناسيتم خراب البيوت بموت عوائلها فكم من الأمهات ثكّلت ومن الزوجات رمّلت ومن الأطفال أيتمت ، نسيتم كل ذا وذاك واتبعتم من لم يزده ماله وولده إلا خسارا وكنتم مع من مكر بهذه الأمة مكرا كبارا وأضللتم كثيرا بفتاكم فما لكم - ولا نتألى على الله تعالى – إلا ما قال لأمثالكم :" ... وَلا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَاراً " (نوح:28) ، فإذا تراجعتم عن فتواكم تلك التي ضيعتم بها دماء المسلمين وأرخصتموها فوق ما أصاب العباد من خراب بيوتهم بتلك المصائب فسيسأل الله تعالى لكم المغفرة .
القضية الثانية : مصيبة قتل الغير بجلب السلاح القتالي بأنواعه للمتاجرة به :
ألا يعلم المتاجرون بالسلاح أن المتاجرة به زمن الفتن حرام بإجماع أهل العلم ، خاصة أن تلك المتاجرة تشجع البغاة والمتمردين على الاستمرار في بغيهم وتمردهم وتمكن لهم فتزاد الفتن والفرقة ، بل تكون تلك المتاجرة سببا في الاستعلاء وقهر الأمة وإثبات الذات وخدمة مصالح الحزبيين بدل المصلحة العامة ، وأصل إيجاد الأنفاق لأجل هذا الغرض ليس إلا !! , لأن كل مستلزمات الحياة للأمة المرابطة كانت متوفرة عبر المعابر قبل حدوث الانقسام وتكريسه في قطاع غزة وتلكم حقيقة لا يمكن إنكارها .
القضية الثالثة : مصيبة قتل الغير بجلب المخدرات بأنواعها والمتاجرة بها :
وذلك أن أصحاب الأنفاق ومن يسر لهم حفرها من مساعدة وممارسة للحفر يسّروا جميعا السبل لاستقدام أنواع المخدرات التي يعمل أعداء الأمة على ترويجها بينهم وذلك حرام حيث لعن في الخمر عشرة ، إذ هي ملعونة في نفسها وملعون حاملها والمحمولة إليه وبائعها ومبتاعها وساقيها وشاربها وعاصرها ومعتصرها وآكل ثمنها كما جاء ذلك على لسان الهادي فيما أخرجه / عبد الرزاق وأحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجة وابن حبانeالبشير والحاكم والطيالسي والطبراني واللفظ له وأبو يعلى والبزار وابن أبي شيبة والبيهقي والملعون مطرود من رحمته تعالى ، وقد سئل بعض أهل العلم عن الكانس "المنظف" للبنك الربوي ما حكمه ؟ فقال : إنه لا يقل إثما عن ذلك الذي يدير البنك "المدير" وكذا من يعمل في مطعم يباع فيه طعام حرام أو شراب حرام فيقوم بغسل الأطباق أو كؤوس الشراب الحرام لأنه يعده لمن جاء إلى ذلك المطعم بعد من أكل أو شرب ذلك الحرام ، فكل العاملين في الأنفاق صاحبه وحافره ومساعده آثمون لقدوم تلك المخدرات .
القضية الرابعة : مصيبة قتل الغير بجلب السلع والمتاجرة بها وما يصحب ذلك من احتكار واغلاء :
معلوم شرعا أنه لا يحل لأحد أن يدخل في أقوات المسلمين ليغليها عليهم باحتكارها وحبسها عنهم خاصة أهل أرض الرباط حيث يحتاج أهلها :" منeللتيسر عليهم في رزقهم ليتمكنوا من مواصلة الرباط حيث جاء عنه دخل في شيء من أقوات المسلمين ليغليها عليهم كان حقا على الله تبارك وتعالى أن يقعده بعظم من النار يوم القيامة " أخرجه/ أحمد والطبراني والحاكم مختصرا ، وكذا ما جاء في أحاديث أخرى من وعيد وسخط على أولئك المحتكرين من كون المحتكر خاطئا كما عند / مسلم ، وكونه بريء من الله والله بريء منه كما عند / أحمد وأبي يعلى والبزار والحاكم ، وكونه ملعونا كما عند / ابن ماجة والحاكم ، وكونه معرضا لأنواع الأمراض كما عند / الأصبهاني ، وكونه يحشر مع القتلة في درجة كما عند / رزين بروايات عدّة ، كما أن هناك أحاديث تعظم أمور الاحتكار كشأن أصحاب المدائن ومكة ... إلخ.
القضية الخامسة : مصيبة قتل الغير بالوقود والمولدات الكهربائية والدرجات النارية : حيث يستعمل أكثر ما يكون استعمال ما سبق ذكره للتمكين للإنقساميّن بتيسر حركتهم واستمرارهم في إصرارهم عليه وكما نعلم أن الكهرباء ما تعس حالها وقننت بهذا الشكل إلا بعد الانقسام وما جلبه من حصار وكذا الغاز وغيره فماذا يفعل من لا يستطيع شراء الوقود أو المولدات الكهربائية حيث تقطع عنهم ولا تقطع عمن ملك تلك الأنفاق أو ساعد ويسر سبل حفرها،وأن من ذلك الوقود ما اشتري بأموال الأمة للمؤسسات العامة ثم يستخدم للأغراض الخاصة في الاحتفالات والمهرجانات ورفع اليافطات والرايات...إلخ,بل وماذا عليهم لو نامت الأمة كلها على العتمة وهم يضيئون، أو لم يدرس أبناؤها للامتحانات وأبناؤهم يدرسون إلخ إذ عند حفر الخندق يشكوا أحد المسلمين إليه جوعهeلا حول لهم ولا قوة، فهذا رسول الله بطنه الشريف ليراه ذلك المسلم وقد ربط حجرين عليه من الجوع وهذا عمر بنeفيكشف له الذي لم يجتمع بين يديه طعامان قط، بل هو القائل لبطنه عام الرّمادة لمّاtالخطاب اضطربت قرقري أولا تقرقري وهو يغمّس لقمة بالزيت ليأكلها لن تذوقي اللحم حتى يشبعه لمّا أمر أن يطفأ مصباح الأمة لمّا أنهىtفقراء المسلمين, وهذا عمر بن عبد العزيز النظر في شأنها إذ علم أنه لم يبق له حق الانتفاع بنوره بعد فأمر بإيقاد وكذا شأن من جاء بعده وسار على دربه ممن قاد هذهeمصباحه,فهذا شأن القائد الأول الأمة إلى سبيل الرشاد الذين قال الله تعالى فيهم :" مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً" (الأحزاب:23) .
ختاما يقول الله تعالى :"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ* إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ " (الصف:2-4) ،هذا من ناحية ومن أخرى أوصي نفسي وإياكم بتقوى الله العظيم وطاعته ولزوم أمره وأحذر نفسي وإياكم مغبة مخالفته وعصيان أمره ، وعلينا انتظار :"eالفرج من عنده تعالى فهو آت لا محالة إن شاء الله؛ولكن لمن يستحقه حيث قال الراحمون يرحمهم الرحمن،ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء " أخرجه / الحميدي وأحمد وأبو داود واللفظ له والترمذي وابن أبي شيبة والبيهقي ، وقال :" من لا يرحم لا يرحم " أخرجه / عبد الرزاق وأحمد والبخاري وأبو داود والنسائي وابن حبان والحاكم والطبراني وأبو يعلى وابن أبي شيبة والبيهقى ، بل وأوصي نفسي وإياكم أن تستحضروا نية الرباط في سبيل الله على هذه الأرض المباركة قال :"...e المرابطين واعلموا أن رسول الله eلتفوزوا بما وعد الله تعالى ونبيه إنه لا يدخل الجنة لحم نبت من سحت النار أولى به ..." أخرجه/ الدارمي وعبد الرزاق وأحمد واللفظ له والترمذي وابن حبان والطبراني والبيهقي والحاكم.
وأخيرا فقد قوله :" ما من امرئtجاء عن الخليفة الراشد الشهيد المبشر بالجنة عمر بن الخطاب إلا و له أثر هو واطئه , ورزق هو آكله , وأجل هو بالغه , وحنق هو قاتله , حتى لو أن رجلا فر من رزقه لاتبعه حتى يدركه ؛ كما أن الموت يدرك من هرب منه , ألا فاتقوا الله ؛ وأجملوا في الطلب ." أخرجه/ البيهقي .
اللهم أحيننا وأهلنا وإخواننا المسلمين ما أحييتنا غير خزايا ولا عرايا ولا مفتونين ، وتوفنا وأهلنا وإخواننا المسلمين إذا توفيتنا غير خزايا ولا عرايا ولا مفتونين ، واكفنا اللهم بحلالك عن حرامك , واغننا بفضلك عمن سواك , واجمع شملنا , وسل سخائم صدورنا , وحل بيننا وبين أعدائنا بما شئت اللهم. والحمد لله على كل حال.
بني سهيلا – قطاع غزة
من أرض الرباط - فلسطين مندوب إدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة
والإرشاد/ المملكة العربية السعودية في فلسطين ورئيس هيئـة علمـاء السلـف في فلسطيـن الشيخ الأستاذ الدكتور الفقيـر إلى عفو ربـه / محمـد بن سلمـان بن حسيـن أبو جامـع
الحمد لله على كل حال والصلاة والسلام على النبي الرسول محمد والآل والصحب الجلال :
من عبد الله الشيخ الأستاذ الدكتور/محمد بن سلمان بن حسين أبو جامع إلى من يطلع عليه من المسلمين :
أيها الإخوة المسلمون : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ؛ لمّا كان أهل هذا البلد – فلسطين- قد كتب الله عليهم الرباط واختارهم له ، والمرابطون هم أعظم الناس أجرا ، بل ويحشرون في زمرة الشهداء إن شاء الله حيث ينامون ويستيقظون وهم في ثغورهم للإسلام وأمته ووطنه حارسون ، فكان عليهم أن يرضوا بما قدر لهم في إطار طاعته سبحانه ، فلا قدرهم يسخطون ولا حظهم يندبون ولا عيشهم يستقلون ولا عن العيش الحرام يبحثون في إطار معصيته تعالى حيث
قال جل وعلا :" وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ " (الذاريات:22)
وقال :" وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ :" نفخ روح القدس في روعيe..." (البقرة: 195) ،
وقال أن نفسا لن تخرج من الدنيا حتى تستكمل أجلها وتستوعب رزقها فأجملوا في الطلب ولا يحملنكم استبطاء الرزق أن تطلبوه بمعصية الله فإن الله لا ينال ما عنده إلا بطاعته " أخرجه/الطبراني واللفظ له وبلفظ مقارب عند ابن حبان والشافعي والبيهقي والزبيدي ، :" لو فر أحدكم من رزقه أدركه كما يدركه الموت " أخرجه/ الطبراني ، فيجب علىeوقال كل مسلم مؤمن أن لا يدفعه كدر الحياة وظلفها من قلة رزق أو علة جسم أو مصيبة مال عنه ، بل إنه سبحانه يعزيناeوأهل إلى إيقاع نفسه فيما نهاه الله تعالى ورسوله بقوله :"
أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا
حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ " (البقرة:214) ،
وقوله :"وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ " (البقرة:155) ،
ومن هنا طالبنا بحراسة الدين والأمة والوطن فيقول سبحانه :"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (آل عمران:200) ، ولكن الذي يحزننا اليوم أن أهل الرباط – إلا من رُحم- أصبحوا وأمسوا أكثر إقبالا على الدنيا ومتاعها والأخذ بأسباب ترفها ومنافستها من كثير من الأمم التي لا مصائب عندها ، بل وأصبح الكثير من أهل الرباط في المنافسة تلك يتبع الأمم حذو القذة بالقذة شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو في حديث :" لتتبعن سنن الذين من قبلكمeدخلوا جحر ضب لدخلوه كما أخبر بذلك الرسول شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو دخلوا في جحر ضب لاتبعتموهم قلنا يا رسول الله اليهود والنصارى ؟ قال فمن ؟ " أخرجه/ أحمد ومسلم وابن حبان، ولمّا سئل كما في رواية أخرى :" ... قال : ومن غير الروم والفرس " أو كما قال ، ونحن بدورنا نؤصل حرمة العمل في الأنفاق بالأدلة والقواعد الشرعيّة الآتية :
1-الأدلة "من الكتاب والسنة".
2- قاعدة "بذل الجهد واستفراغ الوسع".
3- قاعدة "درء المفاسد أولى من جلب المصالح".
4- قاعدة "الضرر الأكبر يدرء بالضرر الأقل".
5- قاعدة "الضرورة تقدر بقدرها".
6- قاعدة "الحرام لا يتوسع فيه".
7- قاعدة "ما أدى إلى الحرام فهو حرام".
8- قاعدة "صحة الأبدان مقدمة على صحة الأديان".
9- قاعدة "ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب".
10- قاعدة " سد الذرائع".
11- قاعدة "فاعل السبب بمنزلة فاعل المسبب".
: "...Uقال الله وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً" (النساء:29) ، بل وهناك نهيه تعالى عن قتل نفس الغير إلا بالحق , في أحاديث حرمة قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق .eوكذا نهي رسوله
ومن تلك المنافسة والمجاراة والإتباع (حفر الأنفاق) التي أدت بدورها إلى مفاسد شتى في سائر مناحي الحياة وجلبت كثيرا من المصائب ومنها :
أولا: مصيبة قتل العاملين في حفر الأنفاق لأنفسهم بحجة البحث عن الرزق .
ثانيا: مسئولية قتل أصحاب الأنفاق لمن يحفرون الأنفاق (الأجراء) وغيرهم وفي ذلكم قضايا خمس :
القضية الأولى : مصيبة قتل الغير ممن يحفرون الأنفاق والمتاجرة بدمائهم وعرقهم .
القضية الثانية : مصيبة قتل الغير بجلب السلاح القتالي بأنواعه والمتاجرة به .
القضية الثالثة : مصيبة قتل الغير بجلب المخدرات بأنواعها والمتاجرة بها .
القضية الرابعة : مصيبة قتل الغير بإغلاء السلع بأنواعها من أكسية وأغطية وأطعمة والمتاجرة بها .
القضية الخامسة : مصيبة قتل الأمة بالوقود والمولدات الكهربائية والدراجات النارية .
فأما بالنسبة لأولا: مصيبة قتل العاملين في حفر الأنفاق لأنفسهم بحجة البحث عن الرزق:
يقول تعالى : "... وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً" (النساء:29) :" إن رجلا ممن كان قبلكم خرجت به قرحة فلما آذته انتزع سهما من كنانتهe، وقال فنكأها فلم يرقأ الدم حتى مات قال ربكم:قد حرمت عليه الجنة " أخرجه / مسلم وابن حبان ، سخطا مما أصابه من المرض ، وقال :" من تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيه خالدا مخلدا فيها أبدا ومن تحسى سما فقتل نفسه فسمه في يده يتحساه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا ومن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يجأ بها في بطنه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا " أخرجه / الدارمي وأحمد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن حبان والطيالسي والطبراني والبيهقي ، سخطا من كدر الحياة وما أصابه فيها ، وقال :" لا يتمنين أحدكم الموت من ضر أصابه فإن كان لا بد فاعلا فليقل:اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي " أخرجه/ أحمد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن حبان والحاكم والطبراني وأبو يعلى وابن أبي شيبة والبيهقي ، سخطا مما أصابه في كل شيء ، فإذا كان مجرد تمني الموت لما أصاب الإنسان في نفسه أو أهله أو ماله لا يصح شرعا فإن قتل الإنسان لنفسه لما تقدم لا يحل شرعا وذلك كما يقول العلماء من باب الأولى .
فكم من النفوس قتلت في هذا السبيل ، سبيل حفر الأنفاق ، فانظر يرحمني الله وإياك والمسلمين ؛ رحمة الإسلام بأتباعه في الطهارة – الغسل والوضوء – إذا عدم الماء فأباح لهم التيمم ، ولو وجد الماء وحال بينه وبين طالبه عدوٌ أو حيوانٌ مفترس أو أي إيذاء آخر أو مسافة شاسعة أو كان الماء يحتاج إليه في شرب أو طبخ أو عجن أو سقي حيوان محترم – مستأنس- أو طير كل ذلك يبيح لطالب الماء التيمم وكأنه فاقده ، وكذا شأن الصلاة فيمن غلبه النعاس وهو يصلي فقد أمره الشرع بأن يرقد ، والمريض يبيح له الشرع أن لا يأتي صلاة الجمعة أو الجماعة وكذا لو حضرت صلاة العِشاء والعَشاء فأمر الشرع أن يبدأ بالعَشاء ،وكذا لو كان الجو حاراً فقد أمر الشرع بأن يبرد بصلاة الظهر وكذا الإفطار رخصة للمريض والمسافر والحامل والمرضع وكل من يطيق الصوم ، وأما الحج فكان على من تيسر له الاستطاعة بالبدن والمال وأمن الطريق والركوبة وكذا الجهاد وما أدراك ما الجهاد فالأعمى والأعرج والمريض رفع الشرع عنهما الحرج في عدم إتيانه ...إلخ ذلك أن الإسلام العظيم قرر في قواعده أن:" صحة الأبدان مقدمة على صحة الأديان "وذلك لأن الأديان لا تصح ولا تقوم إلا بصحة الأبدان وقيامها؛ومعلوم أن:" ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب " فإذا كان الأمر بالنسبة للدين كما تقدم فمن باب الأولى طلب الحياة ومتعها وخاصة إذا كان مؤديا إلى إهلاك النفس أو مجرد تعريض الجسد كله أو جزئه لذلك الإهلاك ، فإذا كانت حجج العاملين بحفر الأنفاق أنهم دفعوا إلى ذالك دفعا فعليهم أن يعلموا ما يلي :
1- فإن كانت حجّتهم أنهم يطلبون تيسير الحياة الدنيوية فهل العمل في حفر الأنفاق لشراء سيارة أو دراجة نارية أو تلفزيون ملون أو تجميل البيت من ذلك التيسير الذي يبيحه الشرع الحنيف بولوج المخاطر المحققة ؟! أم أن المحتاج فعلا فقط ، وفقط يبحث عن لقمة عيش تسد الرمق وليس عن رغده وخاصة لمّا حوصر في شعب بني هاشمeفي الحصار ، ألم يعلم أهل غزة المحاصرون أن رسول الله ولا من معه أن يقوموا بأيeثلاث سنين أكل ومن معه ورق الشجر وأغصانها فلم يدفعه مخاطرة تغضب الله تعالى في أنفسهم حتى أتاهم فرجه سبحانه .
2- وإن كانت حجّتهم الحاجة الماسة للعمل في حفر الأنفاق وأنهم مضطرون ، ألا فليعلموا :"أن الضرورة تقدر بقدرها" كما قررت قواعد الشرع الحنيف في إطار" أحرازها " , " لأن الحرام لا يتوسع فيه " كيف لا ؟! و "ما أدى إلى الحرام فهو حرام " ، فهل عمل من يقوم بحفر الأنفاق في هذا الإطار ، حيث يأكل الإنسان من الميتة – الحرام- عند فقد القوت ما يسد جوعته فقط !! ويحفظ حياته فقط !! ولا يواصل ذلك الأكل لأنه وجد لحم تلك الميتة لذيذا إذا طبخه أو شواه .
3- وإن كانت حجّتهم أيضا أنهم لم يجدوا عملا فإن القواعد الشرعية لا تبيح الدخول إلى المحظور إلا إذا " بذل الجهد واستفرغ الوسع " في طلب بديل المحظور بالعمل بعيدا عن المخاطرة وإن كان بأجر زهيد لأنه المطلوب شرعا بداية لكون الحكمة تقول:"المخاطر ليس بمحمود وإن سلم".
وأما بالنسبة لثانيا : مسئولية أصحاب الأنفاق والميسرين لهم سبل حفرها في قتل العاملين في حفر الأنفاق "الأجراء" وغيرهم وما في ذلك من القضايا المختلفة :
وبين يدي تلكم القضايا بمصائبها لابد من الإشارة بالقول إلى أنها بأركانها الثلاثة الحافر والمحفور له والميسر لهم سبل الحفر كلهم في الإثم سواء لقاعدة :" فاعل السبب بمنزلة فاعل المسبب" فالجميع قد أقدم على عمل لا يحل لهم إتيانه من قتل النفس بكافة الوسائل من المخاطرة وجلب السلاح وجلب المخدرات والميسرات لوقوع تلك المصائب كالوقود والمولدات الكهربائية والدراجات النارية وإغلاء السلع إلى غير ذلك , وهنا لابد من طرح ذلك السؤال البسيط : ما الذي دعا إلى كل هذه المشقة" الحصار" على المسلمين المرابطين في هذا البلد ؟ سيقولون : الاحتلال ! ولا يزال السؤال قائما : ومن الذي يسر للاحتلال فرض ذلكم الحصار ؟ فتراهم يسكتون ولا ينطقون لأن الإجابة تكشف جزءا من الحقيقة بل الحقيقة كلها ألا وهي : "الانتصار للحزبية" ولو على حساب الأمة الذي توّجه الانقسام والانشقاق فمزقت به ، ولنحاول أن نصدق أنفسنا ولو مرة ، بل ولنحاول أن نغلب أهواءنا ولو مرة ، ولنحاول أن نقول : إن الاحتلال والحزبية هما اللذان أوجداه ، بل هما اللذان أوصلانا إلى كل ما نحن فيه من مصائب ، حتى فرّطت بعض الحرائر "نساء المسلمين" من أهل هذا البلد بأعراضهن مقابل عشرين شيقلا "5 دولار" لتأتي لبيتها ببعض ما يسد الرمق فإن كنتم لا تعلمون ألا فاعلموا أيها المحافظون على الانقسام بل أفيقوا من نشوة ما يسمى انتصارا !! ذلكم الانتصار الذي أودى بحياة "ثلاثة آلاف من أهلنا بالإضافة إلى آلاف من المعاقين وهدم آلاف البيوت وتشريد أهلها بل وتدمير جوانب الحياة كلها من بنية تحتية وسياسية واقتصادية وصحية واجتماعية...وكأن القوم لا يعلمون شيئا من أمر دينهم ، ألم يأن لكم أن تفيقوا ؟! إي وربّي لقد آن !!! , فأعراض المسلمين يتاجر بها من شدة الفاقة والعوز لما أوقعت فيه الأمة من انقسام قفز على صدر كافر في إحدىtوانتصار للنفس والذّات وحصار, تروي كتب السيرة أن عليا المعارك فاستل سيفه ليجز رأس ذلك الكافر فجمع الكافر بزاقه في فيه ومجه في وجه عليّ فانتصب عليّ قائما وتركه ولم يقتله فاستغرب الكافر وقال له : كنت تريد أن تقتلني : كنت أريد أن أقتلك لله فلما مججت بزاقكtفما الذي منعك من ذلك ؟! فقال له عليّ في وجهي خشيت إن قتلتك أن أكون قد ثأرت لنفسي .." ويمكن لنا أن نقول :إن الذي يحرص على إطالة أمد الفرقة والفتنة والانقسام و بقاء الأمة نازفة الجراح مقطعة الأوصال مهدمة البنيان إنما يريد أن ينتصر لنفسه لا لله ولا لدينه ولا لأمة الإسلام ولا لوطن الإسلام ، ألا فليكن انتصارنا لله ثم للإسلام وأمته ووطنه,بل لتكن الهجرة من قبل ومن بعد لله ورسوله لنيل رضاه,ومن يفعل خلاف ذلك فهو الذي يريد أن يعيش وإن ماتت الأمة بجراحها وجوعها ومرضها وفقرها وجهلها،كما هو حالنا اليوم في قطاع غزة .
وبعد فإليك تفصيل ما تقدم من تلك القضايا بمصائبها وهي كما يلي :
القضية الأولى : مصيبة قتل العاملين في حفر الأنفاق "الأجراء" - وقد بلغوا أل 300 - والمتاجرة بعرقهم ودمائهم : حيث يقوم أصحاب الأنفاق باستغلال حاجة الأجراء فيشغّلونهم كالعبيد في أسوأ الظروف فإذا ما قتل أحدهم بسبب من أسباب العمل سيء الظروف بكل المقاييس التي يربأ من ليس بمسلمين أن يشغلوا الأجراء بمثلها هذا من وجه ومن آخر تعاون صاحب العمل "صاحب النفق" بعد ذلك مع من لا يتق الله في الفتوى إذا ما قتل ذلك الأجير فكان أن أصدر أصحاب الفتى الحزبيّون فتواهم فيمن قتل بأن ديته (9000) دولار للأعزب ، و(11000) دولار للمتزوج ، وزيادة البيّاع تكلفة العزاء !!! ولا يعلم ذلك المفتي بالتخفيف والترخيص في دماء المسلمين أنهم يساعدون ويوفرون على أصحاب الأنفاق " تجار الحروب وأمراؤها "
أموالهم ليزدادوا ملينة وجمعا للأموال وليركبوا أحدث الجيبات و الماغنومات و الفارهه من السيارات التي لم يركب مثلها بعض أهل الخليج ولا بلاد الحجاز ، ومن وجه ثالث ألا يعلم المفتون أن من قتل إنسانا خطأ فذلك القتل يستوجب دية شرعية كاملة أقل ما قدرت به في بلدنا(45000) دينار وليس دولار يا أصحاب الفتى ، ولا أتورع أن القائل في محكمUأقول : يا أصحاب الفت ، فأعظم بها من فتى ما أجرأها على الله تنزيله :" ... وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ " (هود: 85) إي وربي لقد رتب سبحانه على ذلك البخس "الإنقاص من الحقوق" ، أن فاعله عائث في الأرض فسادا ،بل وأيّ فساد أكبر من إنكار الآخر وتزكية الذّات وقد أفتيتم بما أفتيتم لترضوا أصحاب يقول:"...Uالأنفاق والمسئولين عنهم من تجار الحروب وأمرائها ،والله وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ إِنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ" (التوبة:62) ، بل نسيتم أو تناسيتم خراب البيوت بموت عوائلها فكم من الأمهات ثكّلت ومن الزوجات رمّلت ومن الأطفال أيتمت ، نسيتم كل ذا وذاك واتبعتم من لم يزده ماله وولده إلا خسارا وكنتم مع من مكر بهذه الأمة مكرا كبارا وأضللتم كثيرا بفتاكم فما لكم - ولا نتألى على الله تعالى – إلا ما قال لأمثالكم :" ... وَلا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَاراً " (نوح:28) ، فإذا تراجعتم عن فتواكم تلك التي ضيعتم بها دماء المسلمين وأرخصتموها فوق ما أصاب العباد من خراب بيوتهم بتلك المصائب فسيسأل الله تعالى لكم المغفرة .
القضية الثانية : مصيبة قتل الغير بجلب السلاح القتالي بأنواعه للمتاجرة به :
ألا يعلم المتاجرون بالسلاح أن المتاجرة به زمن الفتن حرام بإجماع أهل العلم ، خاصة أن تلك المتاجرة تشجع البغاة والمتمردين على الاستمرار في بغيهم وتمردهم وتمكن لهم فتزاد الفتن والفرقة ، بل تكون تلك المتاجرة سببا في الاستعلاء وقهر الأمة وإثبات الذات وخدمة مصالح الحزبيين بدل المصلحة العامة ، وأصل إيجاد الأنفاق لأجل هذا الغرض ليس إلا !! , لأن كل مستلزمات الحياة للأمة المرابطة كانت متوفرة عبر المعابر قبل حدوث الانقسام وتكريسه في قطاع غزة وتلكم حقيقة لا يمكن إنكارها .
القضية الثالثة : مصيبة قتل الغير بجلب المخدرات بأنواعها والمتاجرة بها :
وذلك أن أصحاب الأنفاق ومن يسر لهم حفرها من مساعدة وممارسة للحفر يسّروا جميعا السبل لاستقدام أنواع المخدرات التي يعمل أعداء الأمة على ترويجها بينهم وذلك حرام حيث لعن في الخمر عشرة ، إذ هي ملعونة في نفسها وملعون حاملها والمحمولة إليه وبائعها ومبتاعها وساقيها وشاربها وعاصرها ومعتصرها وآكل ثمنها كما جاء ذلك على لسان الهادي فيما أخرجه / عبد الرزاق وأحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجة وابن حبانeالبشير والحاكم والطيالسي والطبراني واللفظ له وأبو يعلى والبزار وابن أبي شيبة والبيهقي والملعون مطرود من رحمته تعالى ، وقد سئل بعض أهل العلم عن الكانس "المنظف" للبنك الربوي ما حكمه ؟ فقال : إنه لا يقل إثما عن ذلك الذي يدير البنك "المدير" وكذا من يعمل في مطعم يباع فيه طعام حرام أو شراب حرام فيقوم بغسل الأطباق أو كؤوس الشراب الحرام لأنه يعده لمن جاء إلى ذلك المطعم بعد من أكل أو شرب ذلك الحرام ، فكل العاملين في الأنفاق صاحبه وحافره ومساعده آثمون لقدوم تلك المخدرات .
القضية الرابعة : مصيبة قتل الغير بجلب السلع والمتاجرة بها وما يصحب ذلك من احتكار واغلاء :
معلوم شرعا أنه لا يحل لأحد أن يدخل في أقوات المسلمين ليغليها عليهم باحتكارها وحبسها عنهم خاصة أهل أرض الرباط حيث يحتاج أهلها :" منeللتيسر عليهم في رزقهم ليتمكنوا من مواصلة الرباط حيث جاء عنه دخل في شيء من أقوات المسلمين ليغليها عليهم كان حقا على الله تبارك وتعالى أن يقعده بعظم من النار يوم القيامة " أخرجه/ أحمد والطبراني والحاكم مختصرا ، وكذا ما جاء في أحاديث أخرى من وعيد وسخط على أولئك المحتكرين من كون المحتكر خاطئا كما عند / مسلم ، وكونه بريء من الله والله بريء منه كما عند / أحمد وأبي يعلى والبزار والحاكم ، وكونه ملعونا كما عند / ابن ماجة والحاكم ، وكونه معرضا لأنواع الأمراض كما عند / الأصبهاني ، وكونه يحشر مع القتلة في درجة كما عند / رزين بروايات عدّة ، كما أن هناك أحاديث تعظم أمور الاحتكار كشأن أصحاب المدائن ومكة ... إلخ.
القضية الخامسة : مصيبة قتل الغير بالوقود والمولدات الكهربائية والدرجات النارية : حيث يستعمل أكثر ما يكون استعمال ما سبق ذكره للتمكين للإنقساميّن بتيسر حركتهم واستمرارهم في إصرارهم عليه وكما نعلم أن الكهرباء ما تعس حالها وقننت بهذا الشكل إلا بعد الانقسام وما جلبه من حصار وكذا الغاز وغيره فماذا يفعل من لا يستطيع شراء الوقود أو المولدات الكهربائية حيث تقطع عنهم ولا تقطع عمن ملك تلك الأنفاق أو ساعد ويسر سبل حفرها،وأن من ذلك الوقود ما اشتري بأموال الأمة للمؤسسات العامة ثم يستخدم للأغراض الخاصة في الاحتفالات والمهرجانات ورفع اليافطات والرايات...إلخ,بل وماذا عليهم لو نامت الأمة كلها على العتمة وهم يضيئون، أو لم يدرس أبناؤها للامتحانات وأبناؤهم يدرسون إلخ إذ عند حفر الخندق يشكوا أحد المسلمين إليه جوعهeلا حول لهم ولا قوة، فهذا رسول الله بطنه الشريف ليراه ذلك المسلم وقد ربط حجرين عليه من الجوع وهذا عمر بنeفيكشف له الذي لم يجتمع بين يديه طعامان قط، بل هو القائل لبطنه عام الرّمادة لمّاtالخطاب اضطربت قرقري أولا تقرقري وهو يغمّس لقمة بالزيت ليأكلها لن تذوقي اللحم حتى يشبعه لمّا أمر أن يطفأ مصباح الأمة لمّا أنهىtفقراء المسلمين, وهذا عمر بن عبد العزيز النظر في شأنها إذ علم أنه لم يبق له حق الانتفاع بنوره بعد فأمر بإيقاد وكذا شأن من جاء بعده وسار على دربه ممن قاد هذهeمصباحه,فهذا شأن القائد الأول الأمة إلى سبيل الرشاد الذين قال الله تعالى فيهم :" مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً" (الأحزاب:23) .
ختاما يقول الله تعالى :"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ* إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ " (الصف:2-4) ،هذا من ناحية ومن أخرى أوصي نفسي وإياكم بتقوى الله العظيم وطاعته ولزوم أمره وأحذر نفسي وإياكم مغبة مخالفته وعصيان أمره ، وعلينا انتظار :"eالفرج من عنده تعالى فهو آت لا محالة إن شاء الله؛ولكن لمن يستحقه حيث قال الراحمون يرحمهم الرحمن،ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء " أخرجه / الحميدي وأحمد وأبو داود واللفظ له والترمذي وابن أبي شيبة والبيهقي ، وقال :" من لا يرحم لا يرحم " أخرجه / عبد الرزاق وأحمد والبخاري وأبو داود والنسائي وابن حبان والحاكم والطبراني وأبو يعلى وابن أبي شيبة والبيهقى ، بل وأوصي نفسي وإياكم أن تستحضروا نية الرباط في سبيل الله على هذه الأرض المباركة قال :"...e المرابطين واعلموا أن رسول الله eلتفوزوا بما وعد الله تعالى ونبيه إنه لا يدخل الجنة لحم نبت من سحت النار أولى به ..." أخرجه/ الدارمي وعبد الرزاق وأحمد واللفظ له والترمذي وابن حبان والطبراني والبيهقي والحاكم.
وأخيرا فقد قوله :" ما من امرئtجاء عن الخليفة الراشد الشهيد المبشر بالجنة عمر بن الخطاب إلا و له أثر هو واطئه , ورزق هو آكله , وأجل هو بالغه , وحنق هو قاتله , حتى لو أن رجلا فر من رزقه لاتبعه حتى يدركه ؛ كما أن الموت يدرك من هرب منه , ألا فاتقوا الله ؛ وأجملوا في الطلب ." أخرجه/ البيهقي .
اللهم أحيننا وأهلنا وإخواننا المسلمين ما أحييتنا غير خزايا ولا عرايا ولا مفتونين ، وتوفنا وأهلنا وإخواننا المسلمين إذا توفيتنا غير خزايا ولا عرايا ولا مفتونين ، واكفنا اللهم بحلالك عن حرامك , واغننا بفضلك عمن سواك , واجمع شملنا , وسل سخائم صدورنا , وحل بيننا وبين أعدائنا بما شئت اللهم. والحمد لله على كل حال.
بني سهيلا – قطاع غزة
من أرض الرباط - فلسطين مندوب إدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة
والإرشاد/ المملكة العربية السعودية في فلسطين ورئيس هيئـة علمـاء السلـف في فلسطيـن الشيخ الأستاذ الدكتور الفقيـر إلى عفو ربـه / محمـد بن سلمـان بن حسيـن أبو جامـع