لا تتركيني وحيدا
فأنتِ ليَ الملاذُ الأخير
يا نافذتي الوحيدة التي تؤنسني في سجنيَ المُظْلِم
لا تتركيني وحيدا
فأنا من خلالك كلَّ يومٍ أرى نورَ الشمس
وأعانق الصباح
وأسْتَمِدُّ مِنْكِ طاقتي
لأواصل الكفاحَ
ضِدَّ المُسْتَحيل
لا تتركيني وحيدا
فأنت لي الملاذ الأخير
*************
يا آنستي اعذريني
فأنا أعشق الصمتَ دوما
و حينما أراكِ أتحوَّلُ إلى ثرثارٍ كبير
واعذريني في ذلك
فأنا معك نحو الحياة أطير و أطير
وأهزم في نفسي كل يَأْسٍ مُسْتَطير
وأحلق معك إلى النور لأُغادرَ الظلمات
وأنسى أزماناً من الحزن
حينما أعيشُ معكِ أجملَ اللحظات
وحينما تجعلني الهمومُ أمقت الحياة
أهرب إليك كي أحب الحياة
وأنسى واقعيَ المرير
لا تتركيني وحيدا فأنت لي الملاذ الأخير
***************
يا آنستي لا تتركيني وحيدا
فحنانك يمحو من ذاكرتي خلال وقت يسير
كل أمرٍ عسير
و تَجْبُرُ ابتسامتك قلبي الكسير
يا آنستي لا تتركيني حزينا
فأنا بكلماتك أغسل قلبي من هموم الحياة
و أعانق معها العطر و العبير
******************
لا تتركيني وحيدا
فأنا أعشق قلبك الطيب يا أميرتي
كما تعشق دودة القَزِّ نسج الحرير
وروحي تتركني شاردا لتلازِمَ روحك
كما يلازم جريانُ الماءِ صوتَ الخرير
وطيفك يرافقني في حلِّي وترحالي
وحينما أخلدُ للنومِ على السرير
كيف لا أعشق قلبك الطيب؟
وأنا حينما أسير في صحراء الألم
تحت لهيب العذاب
أجدك لي الظل الظليل ...
كيف لا أعشق قلبك الطيب؟
وأنا حينما أسقط من عُلُوٍ شاهق
واقترب من لحظة النهاية
يحملني إلى برِّ الأمانِ نسيمك العليل
فلا تتركيني وحيدا
أنت لي الملاذ الأخير
*************
لا تتركيني وحيدا ...
أنا من دونك رجلٌ حزين
لا تزيدي بغيابك حياتي احتراقا
لا تَصُبِّي على ناريَ البنزين
منذ الميلادِ
أحلامي تعاني من سطوةِ الجلادِ
وتحاول الهربَ مني كالشمسِ وقتَ الغروب
وقبل أن يقتلها اليأسُ يُنْعِشُها الأملُ القليل
يولد الأمل في قلبي من رحم الألم ...
ويسقط شهيدا لواقع الحياة ..
ثم يعود ليسكُنَهُ كالجنين
قدري أن أرضع الحزن والفرح معاً
قدري أن أعشق الحياةَ والموت
وأن أزرعَ الورودَ لمن أحبُّ ،
وأمنحَ من يعاديني الشَّوْك
فأنا لست مصاباً بالفصام ...
ولكنَّه قدري الغريب
*************
هل تعلمي يا آنستي أن عالمكم قد قسا علينا
وسقانا الظلمَ
وأذاقنا الجوعَ المرير ؟
ورقص على صرخاتنا ونحن نعاني الآلام الحروب
وتركنا تائهين في ظلام الدروب
والأقسى من ذلك ، منعوا عنا الطعامَ والحبوب!!
يا آنستي ..عالمكم قد قسا علينا ...
مع أننا لا نطلبُ المستحيل ...
فلا نطلب سوى وطنٍ صغيرٍ
نزرعُ في أرضِه الزيتون
ونربي الحمامَ
وفي بحره نبحثُ عن اللؤلؤ ...
وعلى شطئانهِ نستنشقُ الهواءَ العليل
لا أريد العيشَ تحتَ سطوةِ محتلٍ يريدُني عبداً ذليل
لا أريد أن يمنعني حاجزٌ عسكري من رؤيةِ جبالِ الجليل
لا أريد أن يحرموني من تذوقِِ عنبِ الخليل
*************
أنا يا آنستي إنسانٌ أعيشُ بلا كيانٍ ولا وطن
فامنحيني قلبك ليكون لي وطناً بديل
أغلقت كل أبواب الدنيا في وجهي
إلا بابُ قلبك المفتوح
فما أجملَ يا أميرتي قلبكِ الكبير
يا آنستي وأنا أتحدث إليك ...
أطيرُ فوقَ الحدود
وأتجاوزُ الأسلاكَ الشائكة
وأمشي بلا خوفٍ من الألغام
وأعيش بلا سياجٍ كهربائي
وحينما تتركيني لحظة !!
أشعر بأني محاصرٌ بهذا المصير
أنتِ لي الحُرِّيَةُ التي أفْقِدُها
والأمن الذي لمْ أشعر به من قبل
والوجه الطيب من هذا العالمِ اللئيم
أنت الحب
أنت الجمال
والحنان والحنين
فلا تغلقي نافذةَ السجنِ في وجهي ،
فانا لا أطيقُ الظلام ،
لا تغلقيها
فأنت بالنسبةِ لي الملاذُ الأخير...
الملاذُ الأخير