نالت دولة الإمارات شهرة كبيرة في مجال صناعة حفلات الزواج، وتؤكد التقارير المتخصصة في هذا المجال إلى أنها سجلت خلال العام 2009 وحده 6300 حفلة حظيت إمارة أبوظبي بنصيب الأسد منها باحتضانها 3700 حفلة منها. وأشارت الإحصائيات إلى أن العدد الإجمالي لشركات تنظيم الأعراس وصل خلال العام نفسه إلى 600 شركة.
ويعتبر العاملون في قسم تنظيم حفلات الزفاف أن أشهر الصيف تتميز بأعلى مستوى من النشاط بالنسبة لهم إذ تشهد أكبر عدد من الحفلات، حيث تبلغ نسب إشغال حجوزات صالات الأفراح ذروتها ما نسبته 80% باستثناء شهر رمضان المبارك.
يقيم العديد من الشباب حفلات لزفافهم في صالات الأفراح المنتشرة في كافة أرجاء الإمارات بمختلف مستوياتها ،ومن المألوف جداً أن يحضر حفلات الزفاف عدد من المدعوين يصل إلى 1000 شخص.
ويعتبر مركز دبي الدولي للمعارض والمؤتمرات واحداً من أكثر الأماكن ملاءمة لإقامة حفلات الزفاف .
وتقول نجاح الملا مديرة قسم حفلات الزفاف والحفلات الخارجية بمركز دبي التجاري أن أرقام حفلات الزفاف بلغت خلال الستة أشهر الأولى من العام 2010 (179) حفل زفاف، ويصل عددها خلال 45 يوما فقط وتحديداً في الفترة من 9 يونيو(حزيران) وحتى 25 يوليو( تموز) إلى (117) حفلا، كما تؤكد الأرقام وصول عدد المدعوين بأكبر حفل زفاف شهدته قاعات مركز دبي التجاري العالمي إلى حوالي 8000 شخص.
وأضافت "ورغم ما يبدو من ارتفاع هذه الأرقام إلا أن إمكانيات المركز تمكنه من إقامة أكثر من حفل زفاف في وقت واحد وتقديم 15.000 وجبة طعام يومياً، وتتميز حفلات الزفاف لدى المركز بتقديمها لأرقى مستوى من الخدمة التي تفوق توقعات الضيوف وتنقل إليهم نيابة عن صاحب الحفل مشاعر الحفاوة وكرم الضيافة العربية الأصيلة التي تشتهر بها الأسر الإماراتية.
وقالت الملا: على مدى السنوات العشر الماضية أصبح قسم حفلات الزفاف من أبرز الجهات في المنطقة في هذا القطاع من خلال قيامه بترتيب المناسبات الخاصة بالعائلات الحاكمة ومشاهير الأسر الإماراتية وأعيان الدولة، وتعود أسباب نجاح المركز في تنظيم وإقامة حفلات الزفاف إلى عدة عوامل منها تعدد قاعاته الفخمة المختلفة الأحجام ومناسبتها لمختلف احتياجات الضيوف.
80 حالة زواج شهرياً في رأس الخيمة
وقال عادل يس أحد مصممي ديكورات الأعراس بأحد الفنادق الكبرى في دبي إن هذه الأيام تشهد ضغطاً كبيرا بالنسبة لمصممي ديكورات الحفلات في إشارة إلي تزايد الطلبات على تصميم الديكورات، وخصوصاً كوش الأفراح. وأشار إلى أن موسم الأفراح ينشط خلال موسم الصيف حيث من المتوقع أن ترتفع نسب إشغال حجوزات قاعات الأفراح خلال الفترة المقبلة بعد عيد الفطر المبارك إلى نسبة 80%.
من جانبه أشار حمد الشيراوي المدير التنفيذي لعدد من صالات للأفراح في رأس الخيمة إلى أن نسبة إشغال الصالات تجاوز خلال الصيف الحالي أكثر من 96%، من الأعراس حيث يقام في كل صالة يومياً عرس واحد على الأقل، وأشار إلى أن الصالات الموزعة إلى صالات رجال وصالات نساء التي تتراوح سعة كل منها بين 800 - 1200 شخص، تواجه ضغطاً "كبيرا"مقارنة بالسنوات الماضية، وعزا ذلك إلى اقتراب شهر رمضان الكريم في النصف الأول من أغسطس المقبل، حيث ترغب كل أسرة بإنهاء حفل زفاف أبنائها وبناتها قبل الشهر الكريم.
وبحسب الشيراوي، فإن الإحصائيات أكدت أن مناطق إمارة رأس الخيمة تشهد ما معدله 80 حالة زواج شهرياً تقام في أكثر من 20 صالة أفراح موزعة على مناطق إمارة رأس الخيمة وفي صالات 3 فنادق كبرى في الإمارة، فضلاً عن الأعراس التي تقام في الأحياء والمناطق السكنية، خصوصاً البدوية التي تشارك فيها فرق الفنون الشعبية لتقديم فقراتها وأهازيجها التراثية ويشاركهم خلالها المواطنون وأهالي وأصدقاء العروسين.
المهندس وسام معروف صاحب شركة "كي ميديا" لتنظيم حفلات الزواج قال إن صيف هذا العام بدأت فيه الحجوزات منخفضة حتى نهاية يوليو الجاري إلى حد ما مقارنة بالأعوام الماضية، وعزا السبب إلى حرص الشباب لإقامة حفلات زواجهم عقب شهر رمضان المبارك، وأشار إلى أن هاجس حجز صالات الأفراح لتنظيم حفلات الزواج لم يعد قاصراً على الأسر الكبيرة المقتدرة، بل انتقلت الحمى إلى جميع العائلات. وأشار إلى أن العديد من الأسر الكبيرة باتت تلجأ إلى منظم أجنبي لحفلات عرسهم والذي يقوم بوضع السيناريو للحفل.
روزنامة تتحكم في مواعيد الأعراس
على صعيد آخر أبدى عدد من الشباب المقبلين على الزواج أراءهم عن حجوزات صالات الأفراح خلال الصيف، مؤكدين أنها تشكل هاجسا بالنسبة لهم، لأن روزنامة حجز القاعات أصبحت هي التي تتحكم في مواعيد الأعراس على حساب رغبة عائلتي العريسين وارتباطات باقي الأهل.
وأبدى عبيد النعيمي استغرابه من ظاهرة جديدة وهي بيع حجوزات صالات الأفراح في فصل الصيف، وهي حسب قوله "آخر تقليعة في الإمارات ". وأشار إلى أن بعض صالات الأفراح تلجأ إلى بيع الحجوزات بهدف الربح من الزبائن،على سبيل المثال إذا كنت ترغب في حجز الصالة بتاريخ 30 أغسطس المقبل يؤكدون لك بأن هذا اليوم محجوز ويمكنك التفاوض مع الشخص الذي حجزه لشرائه .
وأضاف " بالتأكيد هذا اليوم أصلا ليس به حجوزات، وبعد مفاوضات يأتيك الرد من قبلهم بأن الشخص الذي حجز الصالة وافق على بيع الحجز بمبلغ 10 ألف درهم ".
وأوضح علي الطنيجي أنه قرر إقامة حفل زواجه في يوم يصادف "الثلاثاء " من شهر أغسطس(آب) المقبل نسبة لعدم وجود حجز للصالات.
وقال "بعد أن كانت الأعراس والولائم تقام أيام الخميس نهاية الأسبوع والعطل، فإنها أصبحت تتم على مدار سائر أيام الأسبوع، ويعود السبب إلى كثرة الأعراس".
فيما أشار جمال المهيري إلى أنه اضطر إلى تأجيل حفل زواجه لسفره في مهمة رسمية خارج الدولة، وقال:" إن تأخر البعض في البحث عن قاعة حفلات هو العائق الأكبر في تأجيل البعض لحفلاتهم، وهناك أناس تلغي أعراسها في آخر لحظة ما يجعل آخرين يظفرون بالقاعة لحسن حظهم".