.. مجرد تقاطع أم ماذا ؟
هذه دردشات سيكون بعضها قديم وبعضها جديد .. وبعضها عليه تعليق ما / واّن أوان نشرها .
هذه الدردشة تكملة للدردشة رقم ( 4 )
إن الحركة ذاهبة للسيطرة
على الضفة في القريب العاجل .
مولانا (!) / يونس الاسطل
مفتي ' حماس '
24/5/2009
( 1 )
أرادت ' حماس ' وعلى مدار سنين طوال / الحوار عبر الحوار .. واستمرار الحوار .. وديمومة الحوار .. وعدم الملل من الحوار ، والإصرار على الحوار ، وحتمية التئام الحوار ، أرادت أن تصل إلى هدفها ومبتغاها .. عبر وضع كل العراقيل والعثرات واختلاق الأزمات والافتراء على الحقائق ..، وهدفها هو السلطة ( سلطة أوسلو ) ــ ( سلطة ' إسرائيل ' ) ــ ( سلطة الشيطان ) ـــ ليس مهماً ما هي هذه السلطة .. أو مسمياتها أو ماهيتها .
، ولم يَصْدُق حمساوي ( ولو واحد منهم ) أنه لا يريد السلطة ولا يسعى لها ولا يركع أمام صولجانها .. جميعهم كانوا ولا زالوا يمارسون الكذب حتى النخاع في رفضهم السلطة ، يريدونها ( باستقتال واستكلاب ) من تحت حذاء ، وليس صحيحاً أنهم يرفضون السلطة ولو جاءَت لهم على طبق من ذهب أو طبق من فضة .. بل يريدونها ويُصرون عليها ولو من تحت ( بوسطار ) أمريكي .. ولا يمانعون أن يأخذوا السلطة من تحت ( بوسطار ــ ' إسرائيلي ' ) ..، لا يهم نوع ( البوسطار ) .. المهم الوصول إلى السلطة .
، وهذا المخطط تم تنفيذه والعد التنازلي له منذ نجحت حماس في القيام ببعض التفجيرات داخل ' إسرائيل ' أودت بحياة قلة قليلة جداً من مدنييهم .. ( مارس ـ آذار / 2002 ) فأودت بمخططات السلطة بقيادة ' الختيار ' إلى مهالك الردى .. فتم حصاره في ( المقاطعة ـ رام الله ) .. وعاودت ' حماس ' التفجيرات المُخَطَطَة .. فزاد العدو الصهيوني وقوات احتلاله من حصار ' الختيار ' وقصف مقره ومنعه من أية مغادرة تعقبها عودة .. ولقد أصر العدو المحتل على تذكرة ذهاب بلا إياب ' للختيار ' وتحقق ما أراده العدو الصهيوني .. على أرضية مخطط ' حماس ' استمرار التفجيرات ضد المدنيين ـ هنا وهناك ـ داخل ' الخط الأخضر ' .. والمشروع الاستعماري الصهيوني يزيد من ضغطه وحصاره على ' الختيار ' ، حيث أعاد احتلال الضفة الغربية في ( 30 و 31 / مارس ــ آذار / 2002 ) .
( 2 )
ونجحت ' حماس ' في حبس ' الختيار ' وتقييده في المقاطعة وطعن مصداقيته وقدراته التأثيرية على الشعب الفلسطيني .. وهكذا تبرز ' حماس ' فصيل ' ثورجي ' ضد الاحتلال !! ، وأما الهدف الثاني الذي رأت ' حماس ' أنها أنجزته .. فكمن في التقاط زعامة المشروع الاستعماري الصهيوني .. لتلك التفجيرات .. متسلحة بها ذريعة لأجل فرض الحصار وتشديده على ' الختيار ' ولكن الحصار الأهم كان ضد شعبنا الفلسطيني .. ألا وهو إغلاق المعابر .. ولقد تأثر ' الختيار ' بهذا الإغلاق الذي رفع من وتيرة الحصار أيما تأثر ..، حيث قذفت ' حماس ' و' إسرائيل كل له هدفه وان تقاطعوا مراراً وتكراراً قذفوا بعشرات آلاف العمال الفلسطينيين العاملين داخل ' الخط الأخضر ' في وجه ' الختيار ' في ظل ظرف سياسي صعب ( متعوب على صناعته وإدارته وتنفيذه ) .
هكذا كانت حلقات مسلسل مؤامرة الإطاحة بالقيادة الوطنية للسلطة .. والعمل الجاد المخطط بخطة وتخطيط مدروس ، وهنا حققت ' حماس ' بحجر واحد عدة أهداف .. حزمة أهداف .. حيث زعزعت آخر سطر في مصداقية الحركة الوطنية الفلسطينية مع الجانب الأخر ، وتجرأ الصهاينة على نبذ ( الختيار ) ' عرفات ــ الإخطبوط ' الذي يريد استعادة الأرض بما تمثله الأرض في الصراع العربي ــ الصهيوني ، حيث أنها مركز ولولب هذا الصراع برمته .. من ألفه إلى يائه .
( 3 )
ظهرت ' حماس ' بمظهر الحريص على تفعيل الإدارة الثورية الرئيسية ' الكفاح المسلح ' ضد الاحتلال ، وهو ما أسمته ' المقاومة ' .. ، وهذا الأمر له سحره المنقطع النظير في الساحة الفلسطينية ، مهما كان فَـعَـلَـتُـه مُغرقين في النصب والكذب والاحتيال على الشارع الفلسطيني ــ والعربي ..، لا يهم المواطن الفلسطيني الحشوة الفكرية أو العقائدية لهذه ' المقاومة ' ولا يهمه تأثيرها في وعلى الجانب الصهيوني ..، المهم أنها موجودة ولو مجرد فعل شفاهي ..، وإن كانت لا تضير كفاءَة الأداء الصهيوني من قريب أو بعيد ..، المهم أن صوت الطبل يُسمع من على بُعد مسافي ليس بالقليل ، ولم تكن مقاومة ' حماس ' أكثر من صوت طبل .. ضجت الغابة به طولاً وعرضاً وأطرب الغابة جميعاً ! .
( 4 )
منذ ذلك التاريخ نهاية شهر [ مارس ـ آذار / 2002 ] كما أسلفت زادت حدة الحصار بنتائجه وتداعياته السيئة أكثر وأكثر على ' الختيار ' .. فلا تحركات داخلية أو خارجية مطلقاً .. وضيَّق جيش الاحتلال حلقات الحصار لدرجة لا يُطاق معها العيش ، وبانت عربدة جيش الاحتلال جلية وواضحة في العبث تهديماً في بنايات المقاطعة ( مقر الرئاسة ــ رام الله ) .. بل والتدخلات الوقحة في التشويش على الاتصالات الهاتفية ..، ولعل قمة ( ....، .... ، .... ) أن الزعماء العرب لم يتصلوا بِـ' الختيار ' على الأقل للاطمئنان على أوضاعه الصعبة .. ولا يقصد أحداً اطمئنانهم على أوضاع القضية !! وما آلت إليه الظروف السياسية المحيطة بجغرافيا البلد .. أو الشعب الذي أُعيد احتلال كامل أراضيه ( الضفة الغربية ) .. بما عُـرف عن جيش الاحتلال الصهيوني بالإعلام الغربي ــ الإفراط في استعمال القوة ــ ، هكذا تعامل النظام العربي الرسمي .. مع ' الختيار ' .. فكيف سيكون تعامل هذا النظام مع أي فلسطيني آخر ..؟. والسؤال الأشد خطورة كيف سيكون تعامل النظام السياسي الاستعماري الصهيوني مع الشعب الفلسطيني أولاً .. ومع ( ياسر عرفات ) ثانياً ؟!. هنا لا بد وقفة .
( 5 )
كم يكون معاشرة الوهم خير من التعامل مع الحقيقة ..، ولكن الحقيقة .. هي الحقيقة مهما كانت مُـرَّة ..، ولهذا كم تمنينا موقفاً عربياً رسمياً موحداً لردع الغطرسة الصهيونية فيما فعله جيش احتلالها الفاشي في إعادة احتلاله للضفة الغربية وحصار الختيار عام 2002 . ( إثر تفجيرات حماس ' المدروسة ' ضد المدنيين ــ داخل الخط الأخضر ) ــ وحقيقتها أنها موجهة لإسقاط السلطة يوماً وذلك على خلفية إستغلالهم لتداعيات [ 11/سبتمبر ــ أيلول / 2001 ] . ضد ( ياسر عرفات ) والمنظمة والسلطة وحركة فتح والفصائل .
( 6 )
ولكن هيهات .. فليس كل ما يتمنى المرء يدركه ..، وعلى ما يبدو .. لم تنفع تمنياتنا ولم تشفع دعواتنا لتدخل عربي رسمي لوقف عدوان الشوفينيين الصهاينة ( عام 2002 ) ، وتأكد القوم ــ أن الدعوات من زاوية والتمنيات من زاوية أخرى .. لم تعد تجدي نفعاً ..، وغاب عن الجميع تجربتنا الفلسطينية مع النظام العربي الرسمي ( عام 1982 ) .. حيث لم ينجدوا الثورة الفلسطينية وقيادتها وقواتها ولم يتقدموا ولو خطوة رمزية تظاهرية واحدة لنجدة شعبينا اللبناني والفلسطيني ..وغفلوا ولم ينفعلوا ولو للحظة لمنع سقوط ( أول ) عاصمة عربية ببراثن الاحتلال الصهيوني ..، ولم يندَى جبين أحد منهم على ما دار من مجازر في مخيمي اللاجئين ( صبرا وشاتيلا ) ــ ،.
( 7 )
ربما تكون ' الحقيقة ' المستترة أنهم ( كل من موقعه ) قد تستّر على نسبية شماتته في الثورة الفلسطينية ..، وشكراً للإمام الخميني وهو في قمة وذروة انتصاراته .. أنه أرسل كلمته المؤثرة الشهيرة ..، ' كان الله في عونكم .. إنكم تقاتلون لوحدكم .. ' .. لا ادري هل يضحك الفلسطيني أم يبكي على هذه المواقف ..، اُصدق القول لو أرادوا المجيء .. ( على النجدة هيا يا رجال ، ) ' والفزعة ' لنا / سيراً على الأقدام وليسوا ممتطين ظهور الحمير .. من أقصى الوطن العربي لأقصاه ، ومن أي دولة إسلامية في العالم ..، نعم لو أرادوا ــ وتحركوا وساروا سيراً على الأقدام لوَصَلوا وشاركوا في المعركة .. ، فالحصار طال والنخوة المضرية ( الموديل الحديث ) إنعدمت .
( 8 )
إن هذا يفرض علينا ديمومة القناعة والإيمان ــ بلا حدود ــ بدور الأمة العربية في حتمية المشاركة بحرب الاسترداد للأرض الفلسطينية .. ، ديار الوصل والاتصال ما بين مشرق الوطن العربي ومغربه ..، وبأن دور الشعب الفلسطيني .. هو سنان الرمح ورأس الحربة المسمومة والأمة العربية هي كل الحربة . هذه قضايا ومسائل وطنية فلسطينية عامة ..، ولقد حسمت مجلة ' فلســطيننا ــ نداء الحياة ' هذه الأمور منذ خمسينيات القرن الماضي ..، فالشعب الفلسطيني له دور وللأمة العربية دور ، وثمة تداخل وتكامل في أداء الدورين معاً . ولم يُدخل عليها تعديل أو تبديل لأنها من أساسيات ' الشرعية التاريخية ' .
كل هذا صحيح .. لم يفطن أغلبنا ، شعباً وقيادة ، أن الوضع العربي الرسمي .. الذي يعيش زمنه الردئ بامتياز ، ربما يستخدمه ويُسخره ويستثمره البعض من شعب فلسطين .. لأغراض حزبية ــ الذي مهما غَلا سعرها فهي رخيصة .. وإذا ما وُظَّفت على حساب القضية الوطنية .. فهي الدناءة بعينها .. وهذا هو دور ' جماعة الإخوان المسلمين ــ فلسطين ' الذي أورثته لزعامة جمعية المجمع الإسلامي ونقلت هذه المفاهيم التآمرية إلى ' حماس ' منذ ما قبل تأسيسها .
( 9 )
هنا تقاطعت أهداف ( جماعة الإخوان المسلمين ــ فلسطين ) أي حماس ــ مع أهداف عدوان جيش الاحتلال الصهيوني في الضفة الغربية ( عام 2002 ) ، هنا تم اللقاء ما بين تقاطع ' الجماعة ' و'الاحتلال ' من جانب .. وبين تقاعس وصمت ولا مبالاة النظام العربي الرسمي من جانب آخر .. تجاه ما يدور من عدوان متواصل زمنياً ومتصل مكانياً في الديار الفلسطينية ..، وبالفعل نجح خبث زعماء حماس التآمري السياسي .. فبقي ' الختيار ' ينشد النشيد الفلسطيني الشائع في الزمن العربي الرسمي الردئ .. ' يا وحدنا ' ..، وعندما ضاقت ' بالختيار ' السبل ..، صاح صيحته الشهيرة ــ .
يريدونني إما أسيرا .. وإما طريدا .. وإما قتيلا ..،
لكن أنا بقول لهم
شهيداً .. شهيداً .. شهيداً ،
هذه دردشات سيكون بعضها قديم وبعضها جديد .. وبعضها عليه تعليق ما / واّن أوان نشرها .
هذه الدردشة تكملة للدردشة رقم ( 4 )
إن الحركة ذاهبة للسيطرة
على الضفة في القريب العاجل .
مولانا (!) / يونس الاسطل
مفتي ' حماس '
24/5/2009
( 1 )
أرادت ' حماس ' وعلى مدار سنين طوال / الحوار عبر الحوار .. واستمرار الحوار .. وديمومة الحوار .. وعدم الملل من الحوار ، والإصرار على الحوار ، وحتمية التئام الحوار ، أرادت أن تصل إلى هدفها ومبتغاها .. عبر وضع كل العراقيل والعثرات واختلاق الأزمات والافتراء على الحقائق ..، وهدفها هو السلطة ( سلطة أوسلو ) ــ ( سلطة ' إسرائيل ' ) ــ ( سلطة الشيطان ) ـــ ليس مهماً ما هي هذه السلطة .. أو مسمياتها أو ماهيتها .
، ولم يَصْدُق حمساوي ( ولو واحد منهم ) أنه لا يريد السلطة ولا يسعى لها ولا يركع أمام صولجانها .. جميعهم كانوا ولا زالوا يمارسون الكذب حتى النخاع في رفضهم السلطة ، يريدونها ( باستقتال واستكلاب ) من تحت حذاء ، وليس صحيحاً أنهم يرفضون السلطة ولو جاءَت لهم على طبق من ذهب أو طبق من فضة .. بل يريدونها ويُصرون عليها ولو من تحت ( بوسطار ) أمريكي .. ولا يمانعون أن يأخذوا السلطة من تحت ( بوسطار ــ ' إسرائيلي ' ) ..، لا يهم نوع ( البوسطار ) .. المهم الوصول إلى السلطة .
، وهذا المخطط تم تنفيذه والعد التنازلي له منذ نجحت حماس في القيام ببعض التفجيرات داخل ' إسرائيل ' أودت بحياة قلة قليلة جداً من مدنييهم .. ( مارس ـ آذار / 2002 ) فأودت بمخططات السلطة بقيادة ' الختيار ' إلى مهالك الردى .. فتم حصاره في ( المقاطعة ـ رام الله ) .. وعاودت ' حماس ' التفجيرات المُخَطَطَة .. فزاد العدو الصهيوني وقوات احتلاله من حصار ' الختيار ' وقصف مقره ومنعه من أية مغادرة تعقبها عودة .. ولقد أصر العدو المحتل على تذكرة ذهاب بلا إياب ' للختيار ' وتحقق ما أراده العدو الصهيوني .. على أرضية مخطط ' حماس ' استمرار التفجيرات ضد المدنيين ـ هنا وهناك ـ داخل ' الخط الأخضر ' .. والمشروع الاستعماري الصهيوني يزيد من ضغطه وحصاره على ' الختيار ' ، حيث أعاد احتلال الضفة الغربية في ( 30 و 31 / مارس ــ آذار / 2002 ) .
( 2 )
ونجحت ' حماس ' في حبس ' الختيار ' وتقييده في المقاطعة وطعن مصداقيته وقدراته التأثيرية على الشعب الفلسطيني .. وهكذا تبرز ' حماس ' فصيل ' ثورجي ' ضد الاحتلال !! ، وأما الهدف الثاني الذي رأت ' حماس ' أنها أنجزته .. فكمن في التقاط زعامة المشروع الاستعماري الصهيوني .. لتلك التفجيرات .. متسلحة بها ذريعة لأجل فرض الحصار وتشديده على ' الختيار ' ولكن الحصار الأهم كان ضد شعبنا الفلسطيني .. ألا وهو إغلاق المعابر .. ولقد تأثر ' الختيار ' بهذا الإغلاق الذي رفع من وتيرة الحصار أيما تأثر ..، حيث قذفت ' حماس ' و' إسرائيل كل له هدفه وان تقاطعوا مراراً وتكراراً قذفوا بعشرات آلاف العمال الفلسطينيين العاملين داخل ' الخط الأخضر ' في وجه ' الختيار ' في ظل ظرف سياسي صعب ( متعوب على صناعته وإدارته وتنفيذه ) .
هكذا كانت حلقات مسلسل مؤامرة الإطاحة بالقيادة الوطنية للسلطة .. والعمل الجاد المخطط بخطة وتخطيط مدروس ، وهنا حققت ' حماس ' بحجر واحد عدة أهداف .. حزمة أهداف .. حيث زعزعت آخر سطر في مصداقية الحركة الوطنية الفلسطينية مع الجانب الأخر ، وتجرأ الصهاينة على نبذ ( الختيار ) ' عرفات ــ الإخطبوط ' الذي يريد استعادة الأرض بما تمثله الأرض في الصراع العربي ــ الصهيوني ، حيث أنها مركز ولولب هذا الصراع برمته .. من ألفه إلى يائه .
( 3 )
ظهرت ' حماس ' بمظهر الحريص على تفعيل الإدارة الثورية الرئيسية ' الكفاح المسلح ' ضد الاحتلال ، وهو ما أسمته ' المقاومة ' .. ، وهذا الأمر له سحره المنقطع النظير في الساحة الفلسطينية ، مهما كان فَـعَـلَـتُـه مُغرقين في النصب والكذب والاحتيال على الشارع الفلسطيني ــ والعربي ..، لا يهم المواطن الفلسطيني الحشوة الفكرية أو العقائدية لهذه ' المقاومة ' ولا يهمه تأثيرها في وعلى الجانب الصهيوني ..، المهم أنها موجودة ولو مجرد فعل شفاهي ..، وإن كانت لا تضير كفاءَة الأداء الصهيوني من قريب أو بعيد ..، المهم أن صوت الطبل يُسمع من على بُعد مسافي ليس بالقليل ، ولم تكن مقاومة ' حماس ' أكثر من صوت طبل .. ضجت الغابة به طولاً وعرضاً وأطرب الغابة جميعاً ! .
( 4 )
منذ ذلك التاريخ نهاية شهر [ مارس ـ آذار / 2002 ] كما أسلفت زادت حدة الحصار بنتائجه وتداعياته السيئة أكثر وأكثر على ' الختيار ' .. فلا تحركات داخلية أو خارجية مطلقاً .. وضيَّق جيش الاحتلال حلقات الحصار لدرجة لا يُطاق معها العيش ، وبانت عربدة جيش الاحتلال جلية وواضحة في العبث تهديماً في بنايات المقاطعة ( مقر الرئاسة ــ رام الله ) .. بل والتدخلات الوقحة في التشويش على الاتصالات الهاتفية ..، ولعل قمة ( ....، .... ، .... ) أن الزعماء العرب لم يتصلوا بِـ' الختيار ' على الأقل للاطمئنان على أوضاعه الصعبة .. ولا يقصد أحداً اطمئنانهم على أوضاع القضية !! وما آلت إليه الظروف السياسية المحيطة بجغرافيا البلد .. أو الشعب الذي أُعيد احتلال كامل أراضيه ( الضفة الغربية ) .. بما عُـرف عن جيش الاحتلال الصهيوني بالإعلام الغربي ــ الإفراط في استعمال القوة ــ ، هكذا تعامل النظام العربي الرسمي .. مع ' الختيار ' .. فكيف سيكون تعامل هذا النظام مع أي فلسطيني آخر ..؟. والسؤال الأشد خطورة كيف سيكون تعامل النظام السياسي الاستعماري الصهيوني مع الشعب الفلسطيني أولاً .. ومع ( ياسر عرفات ) ثانياً ؟!. هنا لا بد وقفة .
( 5 )
كم يكون معاشرة الوهم خير من التعامل مع الحقيقة ..، ولكن الحقيقة .. هي الحقيقة مهما كانت مُـرَّة ..، ولهذا كم تمنينا موقفاً عربياً رسمياً موحداً لردع الغطرسة الصهيونية فيما فعله جيش احتلالها الفاشي في إعادة احتلاله للضفة الغربية وحصار الختيار عام 2002 . ( إثر تفجيرات حماس ' المدروسة ' ضد المدنيين ــ داخل الخط الأخضر ) ــ وحقيقتها أنها موجهة لإسقاط السلطة يوماً وذلك على خلفية إستغلالهم لتداعيات [ 11/سبتمبر ــ أيلول / 2001 ] . ضد ( ياسر عرفات ) والمنظمة والسلطة وحركة فتح والفصائل .
( 6 )
ولكن هيهات .. فليس كل ما يتمنى المرء يدركه ..، وعلى ما يبدو .. لم تنفع تمنياتنا ولم تشفع دعواتنا لتدخل عربي رسمي لوقف عدوان الشوفينيين الصهاينة ( عام 2002 ) ، وتأكد القوم ــ أن الدعوات من زاوية والتمنيات من زاوية أخرى .. لم تعد تجدي نفعاً ..، وغاب عن الجميع تجربتنا الفلسطينية مع النظام العربي الرسمي ( عام 1982 ) .. حيث لم ينجدوا الثورة الفلسطينية وقيادتها وقواتها ولم يتقدموا ولو خطوة رمزية تظاهرية واحدة لنجدة شعبينا اللبناني والفلسطيني ..وغفلوا ولم ينفعلوا ولو للحظة لمنع سقوط ( أول ) عاصمة عربية ببراثن الاحتلال الصهيوني ..، ولم يندَى جبين أحد منهم على ما دار من مجازر في مخيمي اللاجئين ( صبرا وشاتيلا ) ــ ،.
( 7 )
ربما تكون ' الحقيقة ' المستترة أنهم ( كل من موقعه ) قد تستّر على نسبية شماتته في الثورة الفلسطينية ..، وشكراً للإمام الخميني وهو في قمة وذروة انتصاراته .. أنه أرسل كلمته المؤثرة الشهيرة ..، ' كان الله في عونكم .. إنكم تقاتلون لوحدكم .. ' .. لا ادري هل يضحك الفلسطيني أم يبكي على هذه المواقف ..، اُصدق القول لو أرادوا المجيء .. ( على النجدة هيا يا رجال ، ) ' والفزعة ' لنا / سيراً على الأقدام وليسوا ممتطين ظهور الحمير .. من أقصى الوطن العربي لأقصاه ، ومن أي دولة إسلامية في العالم ..، نعم لو أرادوا ــ وتحركوا وساروا سيراً على الأقدام لوَصَلوا وشاركوا في المعركة .. ، فالحصار طال والنخوة المضرية ( الموديل الحديث ) إنعدمت .
( 8 )
إن هذا يفرض علينا ديمومة القناعة والإيمان ــ بلا حدود ــ بدور الأمة العربية في حتمية المشاركة بحرب الاسترداد للأرض الفلسطينية .. ، ديار الوصل والاتصال ما بين مشرق الوطن العربي ومغربه ..، وبأن دور الشعب الفلسطيني .. هو سنان الرمح ورأس الحربة المسمومة والأمة العربية هي كل الحربة . هذه قضايا ومسائل وطنية فلسطينية عامة ..، ولقد حسمت مجلة ' فلســطيننا ــ نداء الحياة ' هذه الأمور منذ خمسينيات القرن الماضي ..، فالشعب الفلسطيني له دور وللأمة العربية دور ، وثمة تداخل وتكامل في أداء الدورين معاً . ولم يُدخل عليها تعديل أو تبديل لأنها من أساسيات ' الشرعية التاريخية ' .
كل هذا صحيح .. لم يفطن أغلبنا ، شعباً وقيادة ، أن الوضع العربي الرسمي .. الذي يعيش زمنه الردئ بامتياز ، ربما يستخدمه ويُسخره ويستثمره البعض من شعب فلسطين .. لأغراض حزبية ــ الذي مهما غَلا سعرها فهي رخيصة .. وإذا ما وُظَّفت على حساب القضية الوطنية .. فهي الدناءة بعينها .. وهذا هو دور ' جماعة الإخوان المسلمين ــ فلسطين ' الذي أورثته لزعامة جمعية المجمع الإسلامي ونقلت هذه المفاهيم التآمرية إلى ' حماس ' منذ ما قبل تأسيسها .
( 9 )
هنا تقاطعت أهداف ( جماعة الإخوان المسلمين ــ فلسطين ) أي حماس ــ مع أهداف عدوان جيش الاحتلال الصهيوني في الضفة الغربية ( عام 2002 ) ، هنا تم اللقاء ما بين تقاطع ' الجماعة ' و'الاحتلال ' من جانب .. وبين تقاعس وصمت ولا مبالاة النظام العربي الرسمي من جانب آخر .. تجاه ما يدور من عدوان متواصل زمنياً ومتصل مكانياً في الديار الفلسطينية ..، وبالفعل نجح خبث زعماء حماس التآمري السياسي .. فبقي ' الختيار ' ينشد النشيد الفلسطيني الشائع في الزمن العربي الرسمي الردئ .. ' يا وحدنا ' ..، وعندما ضاقت ' بالختيار ' السبل ..، صاح صيحته الشهيرة ــ .
يريدونني إما أسيرا .. وإما طريدا .. وإما قتيلا ..،
لكن أنا بقول لهم
شهيداً .. شهيداً .. شهيداً ،