المحلل السياسي \\ كثيرة هي الأتهامات التي تكال ضد السلطة وحركة فتح بأنهما من يقف وراء تعطيل المصالحة وانهاء الأنقسام’ بالرغم من معرفتنا الأكيدة ان انهاء الأنقلاب وأعادة الوحدة لشقي الوطن هو مصلحة وطنية عليا وبدونه لا يمكن اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف ’ ....
ولعل المواطن الفلسطيني والعربي احيانا تنطلي عليه بعض الأخبار التي يسمعها في وسائل اعلامية مسخرة لبث الأضاليل والأشاعات التي تكون قد صيغت في مكاتب المخابرات الاسرائيلية أو بعض الدول الأقليمية خدمة لأهداف
وأجندات هذه الدول
لقد تنازلت السلطة وفتح عن معظم - ان لم يكن كل - الشروط التي وضعتها من اجل الحوار مع حركة حماس الأنقلابية لأنهاء انقلابها الدموي ’ ووضعت كل جراحها ومعاناة ابنائهاعلى يد حماس وانقلابها الدموي جانبا ولم تجعله عقبة في سبيل تحقيق وحدة الوطن .
الا ان حماس ظلت تمارس التضليل والكذب وتضع الشروط تلو الشروط من اجل عرقلة المصالحة حتى لم يبقى في جعبتها اي شرط تستطيع ان تقنع به احد ,وهذا ما دفع الكل الى البحث عن الأسباب الحقيقية التي تمنع حماس من انهاء انقلابها وأعادة الوحدة لشقي الوطن رغم معرفتها وأدراكها لخطورة الأنفصال الذي احدثته على المشروع الوطني ..
وهنا نشير الى اربعة اسباب كنا ندرك منذ البداية انها هي الدوافع الحقيقية التي تمنع حماس من المصالحة :
أولا- سيطرة قتلة حماس على الحكم في قطاع غزة وخوفهم من الثأر وغضبة الشعب ونحن هنا لا نتحدث عن عشرات او مئات ممن يخافون من الانتقام لما جنته ايديهم بحق ابناء شعبهم وجلدتهم فالألاف من حركة حماس واخواتها المرتزقة شاركوا وقاموا بأنقلابهم الدموي على الشعب الفلسطيني وسلطته الوطنية وعلى كل المجتمع الفلسطيني في قطاع غزة , ومارست هذه العصابات ابشع وأخس انواع التنكيل والقتل والتدمير والسلب والنهب والنصب والأتجار بالمخدرات وترويجها وتشريد الأمنين والاعتقالات بالالاف , فلقد تجاوز عدد الأبرياء الذين قضوا على يد هذه العصابات اكثر من 800 شهيد وتجاوز عدد الأعاقات اكثر من 4000مواطن برئ .
لقد سيطرت هذه العصابات الدموية الملطخة ايديها بدم ابناء شعبها على قطاع غزة بالكامل وحكمته ولا تزال بالحديد والنار وبدماء الأبرياء , وقامت بتجريد الفصائل المقاومة من اسلحتها باستثناء الذين داروا في فلكهم , وقاموا بعدها باعتقال المقاومين والمناضلين ومنعهم من المقاومة التي يتمسحون بها ويتغنون بها في اناشيدهم وخطاباتهم وهم الان يحرسون الحدود ويطلقون النار على كل من يفكر بمقاومة الة الحرب الاسرائيلية او ان يقترب من الحدود .
ان الخوف وهاحس الثأر والأنتقام الذي يلاحق هؤلاء القتلة ليل نهار لهو احد الاسباب الرئيسية التي تجعلهم يقفون في وجه اي محاولة للمصالحة الى ان وصل بهم الأمر الى تهديد بعض قياداتهم السياسية بالقتل ان استمروا او كانوا جادين في المصالحة .
ثانيا- ان نجاح حماس بالأنتخابات التشريعية وتوليها الحكومة كانت هي المرة الأولى لحركة الأخوان المسلمين في الحكم
فحركة الأخوان المسلمين ترى ان نجاح تجربة حماس في الحكم واطالة عمر ومدة حكمها قد يتيح لها الفرصة للأنقضاض على سدة الحكم في بعض الدول الموجودة فيها مثل مصر والأردن واليمن وبعض دول الخليج وبعض دول المغرب العربي .
لذلك فقد سخر الاخوان المسلمين كل طاقاتهم واموالهم واعلامهم لمساعدة حماس في الأستمرار في حكمها وانجاحها بكل السبل ,لا بل ان دعمهم لحماس تجاوز الخطوط الحمر فقد أجاز الاخوان المتأسلمين لحماس ان تتنازل عن الثوابت الفلسطينية التي يتشدد عليها الرئيس ابو مازن ومنظمة التحرير الفلسطينية من اجل اغراء اسرائيل وبالتالي القبول بها كبديل عن منظمة التحرير المتمسكة بالثوابت .
ومن المعروف عن هؤلاء المتأسلمين انهم يعيشون بالفتاوى فما كان محرما بالأمس يصبح محللا اليوم كما افتوا بتحريم الانتخابات في ال96 وحللوها في ال2006 .
عدا عن ان امريكا ترى انه يجب اشراك وتقوية الأسلام السياسي المتمثل بحركة الأخوان المسلمين التي صنعها الغرب 'بريطانيا' ليكون حليفهم في مواجهة الأسلام الأصولي المتطرف والمتمثل بالقاعدة ,لذلك عينت امريكا عدد من قيادات الاخوان المتأسلمين في اول مجلس للحكم في العراق بعد احتلالها .
وبما ان الاخوان المتأسلمين هم صنيعة بريطانيا التي انشأتها لتكون بديلا عن الانظمة القومية والوطنية ولمواجهة الخطر القادم من الاتحاد السوفياتي حينها , فلا مانع لدى امريكا واسرائيل والاخوان المتأسلمين من ممارسة نفس الدور مرة اخرى وهذا سبب يمنعهم من الاقدام على المصالحة
ثالثا- نشأة حماس على يد الموساد وارتهانها لدول ومحاور مما جعلها ورقة بأيديهم ان ممارسات حماس منذ نشأتها وحتى اليوم لتؤكد وبشكل قاطع انها تشكل خطرا على المشروع الوطني وقضيتنا الفلسطينية , فلقد كان الهدف من تأسيسها على يد ضابط الادارة المدنية الأسرائيلي في قطاع غزة المدعو'ابوصبري' حينها ان تقوم حماس بضرب ومهاجمة فصائل منظمة التحرير الفلسطينية المقاومة خاصة وانها كانت على ابواب الانتفاضة الاولى , فقام جهاز الموساد الأسرائيلي بترخيص المجمع الأسلامي وما يزيد عن 73 مكتب لحركة حماس في قطاع غزة ومن يرجع الى الاعترافات الموثقة لمؤسس حماس 'احمد ياسين' عندما تم اعتقاله لدى اسرائيل بتهمة حيازة اسلحة سيسمعه وهو يقول ان هذه الاسلحة لقتال فصائل منظمة التحرير وليست لمهاجمةاسرائيل
لقد استطاعت حماس واكثر من مرة ان تجهض المفاوضات وتعطي اسرائيل المبررات للتهرب من دفع الاستحقاقات المترتبة عليها مثل تسليم الاراضي المحتلة والاسرى والاستيطان والمياه والحدود والقدس من خلال تنفيذ حماس لعمليات مشبوهة في داخل اسرائيل في الوقت الذي لم يكن هناك اي لزوم لعمل عسكري وفي توقيت واضح ومكشوف ليس له هدف سوى ايجاد المبررات لأسرائيل للتهرب من التزاماتها وحصل هذا في احدى المرات في عام 96 .
لو امعنا النظر جيدا فيما يجري من حولنا لوجدنا ان ايران تسعى الى سرقة الدور المحوري الهام الذي تقوم به مصر في حل القضايا العربية وخاصة القضية الفلسطينية ولا تأل ايران او سوريا في بذل كل جهد هدام من اجل افشال مصر وسرقة دورها لصالح المحور الشيعي الذي تسعى ورائه ايران من خلال اوراقها في المنطقة المتمثلة في حزب الله وحماس والحوثيين وبعض المرتزقة في سوريا وبعض الدول التي تلعب دورا حقيرا في تأجيج الخلافات العربية وخاصة على الساحة الفلسطينية...
لقد تعود هذا المحور على عدم المواجهة في حل قضاياه واكتفى بشراء الاوراق المحيطة به لاستخدامها في تحسين مواقفه التفاوضية مع الغرب واسرائيل وعلى حساب قضايانا العربية والفلسطينية , وما ارتهان حماس لهذا المحور الا دليل اخر على ان حماس لا تجرؤعلى الاقدام على المصالحة لان الحل والربط ليس في يدها بل في يد اسيادها الذين يغدقون عليها الاموال لابقائها اداة وورقة يستخدمونها متى شائوا وكيفما شائوا .. فتارة يعطونها التعليمات لاشعال الفتنة في الاراضي الفلسطينية وتارة بأثارة الشغب وافتعال المشاكل مع مصر العروبه واخرى بالتخطيط والدعم والاشراف على تنفيذ الانقلاب الدموي في قطاع غزة واخيرا جر قطاعنا الحبيب لحرب لا ناقة لنا فيها ولا جمل وتركهم لابناء شعبنا يواجه مصيره اعزلا وهروبهم الى سيناء واختباؤهم في اقبية حفروها مسبقا لهذا الغرض .
لقد قامر هذا المحور بقضيتنا الفلسطينية من خلال حماس ولا زال يلعب في هذه الأوراق خدمة لاجنداته ومصالحه وبعيدا عن المصالح الوطنية الفلسطينية .
ان حجم ارتهان حماس لهم لكبير مما يجعلها في موقف لا تستطيع ان تتخذ قرارها فكيف لها ان تذهب للمصالحة وهي تابعة مرتهنة لا حول لها ولا قوة سوى تنفيذ ما يملى عليها.
رابعا- الانقسام واستمراره مصلحة اسرائيلية سعت له من خلال حماس .
عندما جاء الانسحاب الاسرائيلي الاحادي عن قطاع غزة كان هناك من يلوم شارون على فعلته من داخل الجتمع الاسرائيلي فكان جوابه لهم ان انتظروا وستروا ما الذي سيحصل في غزة .
وجاء بعدها الكشف عن نوايا شارون انه يريد اقامة دولة فلسطينية ذات حدود مؤقته على مساحة 42 % من مساحة الضفة ودون القدس وحدودها الجدار.
لقد راهن شارون على الاقتتال الفلسطيني الفلسطيني في قطاع غزة بعد انسحابه منها وبدأ بأدخال السلاح والاموال لحماس عبر التهريب الذي كان يمر من خلالهم وامام اعينهم , الا ان تغيرت موازين القوى لصالح ربيبتهم حماس ,خاصة ان ابناء الاجهزة والموظفين لم يتقاضوا رواتبهم منذ اشهر ومقرات السلطة مدمرة فصدرت التعليمات المشتركة من ايران وسوريا واسرائيل لتنفيذ انقلابهم الاسود الذي سيسجله التاريخ وصمة عار في جبينهم.
مباشرة بدأت اسرائيل بتعزيز الانقلاب لادامته وكذلك فعلت ايران وسوريا وبعض الذين يدورون في فلكهم وبدأ كل يوم يتكشف للجميع ان اسرائيل معنية بهذا الانفصال للتخلص من عملية السلام وتنفيذ خطتها بالدولة ذات الحدود المؤقتة , التي لن يكتب لها النجاح مادام فينا دم يجري .
المهم ان اسرائيل الان تتذرع بأنه ليس هناك شريكا فلسطينيا لان السلطة منقسمة ولا تعرف مع من تتحدث وبدأت تعرض على حماس بخطتها الموفازية التي لاقت صدى وترحيبا من قبل حماس لم تلقاه مصر في دعوتها حماس للمصالحة ...
ان الاتفاق السري بين اسرائيل وحماس يتكشف يوما بعد يوم فالحرب الاخيرة على قطاع غزة لم يكن الهدف منها سوى تدمير الترسانة العسكرية التي تضر بأمن اسرائيل وتحقيق هدوء على حدود غزة بقوة الردع وابقاء حماس مسيطرة على الحكم في قطاع غزة ولكن بصورة ضعيفة لا تقوى او تفكر في ان تطلق اي صاروخ على اسرائيل ولو ان اسرائيل ارادت القضاء على حماس لما توانت في ذلك لان المكان الذي وصلت اليه في غزة لا يبعد سوى شارع واحد عن مستشفى الشفاء الذي كانت قيادة حماس تختبئ داخله واستخبارات الاحتلال تعرف ذلك ، بل وأعلنت عنه اذاعتهم . ان احد المشاريع التي كانت تفكر فيها اسرائيل ولا زالت هي الحاق قطاع غزة بجمهورية مصرالعربية وهو ما تقف له مصر بالمرصاد وترفضه , وهي الان ترى حلمها يقترب من التحقق ولديها اداتها'حماس' التي انشأتها لتنفيذ ذلك ومن ثم مكافأتها بتسليمها زمام الامور في الدولة ذات الحدود المؤقتة التي لن يقبل بها الا كل خائن وعميل من صناعة اسرائيل .
لذلك وعطفا على ما سبق فان اسرائيل معنية بالانقسام لانه الشئ الذي خططت وعبدت له الطريق لحدوثه فكيف ستسعى لتدميره وهذا سبب اخر يمنع حماس من الاقدام على المصالحة .
كان الله في عونك ياوطني ويا شعبي على هذه الكارثة التي المت بك والتي لا تقل عن النكبة والنكسة في خطورتها .
ولكننا لن نفقد الامل وسنقف سدا منيعا لافشال كل المخططات والمؤامرات التي تحاك لنا ولقضيتنا
ولعل المواطن الفلسطيني والعربي احيانا تنطلي عليه بعض الأخبار التي يسمعها في وسائل اعلامية مسخرة لبث الأضاليل والأشاعات التي تكون قد صيغت في مكاتب المخابرات الاسرائيلية أو بعض الدول الأقليمية خدمة لأهداف
وأجندات هذه الدول
لقد تنازلت السلطة وفتح عن معظم - ان لم يكن كل - الشروط التي وضعتها من اجل الحوار مع حركة حماس الأنقلابية لأنهاء انقلابها الدموي ’ ووضعت كل جراحها ومعاناة ابنائهاعلى يد حماس وانقلابها الدموي جانبا ولم تجعله عقبة في سبيل تحقيق وحدة الوطن .
الا ان حماس ظلت تمارس التضليل والكذب وتضع الشروط تلو الشروط من اجل عرقلة المصالحة حتى لم يبقى في جعبتها اي شرط تستطيع ان تقنع به احد ,وهذا ما دفع الكل الى البحث عن الأسباب الحقيقية التي تمنع حماس من انهاء انقلابها وأعادة الوحدة لشقي الوطن رغم معرفتها وأدراكها لخطورة الأنفصال الذي احدثته على المشروع الوطني ..
وهنا نشير الى اربعة اسباب كنا ندرك منذ البداية انها هي الدوافع الحقيقية التي تمنع حماس من المصالحة :
أولا- سيطرة قتلة حماس على الحكم في قطاع غزة وخوفهم من الثأر وغضبة الشعب ونحن هنا لا نتحدث عن عشرات او مئات ممن يخافون من الانتقام لما جنته ايديهم بحق ابناء شعبهم وجلدتهم فالألاف من حركة حماس واخواتها المرتزقة شاركوا وقاموا بأنقلابهم الدموي على الشعب الفلسطيني وسلطته الوطنية وعلى كل المجتمع الفلسطيني في قطاع غزة , ومارست هذه العصابات ابشع وأخس انواع التنكيل والقتل والتدمير والسلب والنهب والنصب والأتجار بالمخدرات وترويجها وتشريد الأمنين والاعتقالات بالالاف , فلقد تجاوز عدد الأبرياء الذين قضوا على يد هذه العصابات اكثر من 800 شهيد وتجاوز عدد الأعاقات اكثر من 4000مواطن برئ .
لقد سيطرت هذه العصابات الدموية الملطخة ايديها بدم ابناء شعبها على قطاع غزة بالكامل وحكمته ولا تزال بالحديد والنار وبدماء الأبرياء , وقامت بتجريد الفصائل المقاومة من اسلحتها باستثناء الذين داروا في فلكهم , وقاموا بعدها باعتقال المقاومين والمناضلين ومنعهم من المقاومة التي يتمسحون بها ويتغنون بها في اناشيدهم وخطاباتهم وهم الان يحرسون الحدود ويطلقون النار على كل من يفكر بمقاومة الة الحرب الاسرائيلية او ان يقترب من الحدود .
ان الخوف وهاحس الثأر والأنتقام الذي يلاحق هؤلاء القتلة ليل نهار لهو احد الاسباب الرئيسية التي تجعلهم يقفون في وجه اي محاولة للمصالحة الى ان وصل بهم الأمر الى تهديد بعض قياداتهم السياسية بالقتل ان استمروا او كانوا جادين في المصالحة .
ثانيا- ان نجاح حماس بالأنتخابات التشريعية وتوليها الحكومة كانت هي المرة الأولى لحركة الأخوان المسلمين في الحكم
فحركة الأخوان المسلمين ترى ان نجاح تجربة حماس في الحكم واطالة عمر ومدة حكمها قد يتيح لها الفرصة للأنقضاض على سدة الحكم في بعض الدول الموجودة فيها مثل مصر والأردن واليمن وبعض دول الخليج وبعض دول المغرب العربي .
لذلك فقد سخر الاخوان المسلمين كل طاقاتهم واموالهم واعلامهم لمساعدة حماس في الأستمرار في حكمها وانجاحها بكل السبل ,لا بل ان دعمهم لحماس تجاوز الخطوط الحمر فقد أجاز الاخوان المتأسلمين لحماس ان تتنازل عن الثوابت الفلسطينية التي يتشدد عليها الرئيس ابو مازن ومنظمة التحرير الفلسطينية من اجل اغراء اسرائيل وبالتالي القبول بها كبديل عن منظمة التحرير المتمسكة بالثوابت .
ومن المعروف عن هؤلاء المتأسلمين انهم يعيشون بالفتاوى فما كان محرما بالأمس يصبح محللا اليوم كما افتوا بتحريم الانتخابات في ال96 وحللوها في ال2006 .
عدا عن ان امريكا ترى انه يجب اشراك وتقوية الأسلام السياسي المتمثل بحركة الأخوان المسلمين التي صنعها الغرب 'بريطانيا' ليكون حليفهم في مواجهة الأسلام الأصولي المتطرف والمتمثل بالقاعدة ,لذلك عينت امريكا عدد من قيادات الاخوان المتأسلمين في اول مجلس للحكم في العراق بعد احتلالها .
وبما ان الاخوان المتأسلمين هم صنيعة بريطانيا التي انشأتها لتكون بديلا عن الانظمة القومية والوطنية ولمواجهة الخطر القادم من الاتحاد السوفياتي حينها , فلا مانع لدى امريكا واسرائيل والاخوان المتأسلمين من ممارسة نفس الدور مرة اخرى وهذا سبب يمنعهم من الاقدام على المصالحة
ثالثا- نشأة حماس على يد الموساد وارتهانها لدول ومحاور مما جعلها ورقة بأيديهم ان ممارسات حماس منذ نشأتها وحتى اليوم لتؤكد وبشكل قاطع انها تشكل خطرا على المشروع الوطني وقضيتنا الفلسطينية , فلقد كان الهدف من تأسيسها على يد ضابط الادارة المدنية الأسرائيلي في قطاع غزة المدعو'ابوصبري' حينها ان تقوم حماس بضرب ومهاجمة فصائل منظمة التحرير الفلسطينية المقاومة خاصة وانها كانت على ابواب الانتفاضة الاولى , فقام جهاز الموساد الأسرائيلي بترخيص المجمع الأسلامي وما يزيد عن 73 مكتب لحركة حماس في قطاع غزة ومن يرجع الى الاعترافات الموثقة لمؤسس حماس 'احمد ياسين' عندما تم اعتقاله لدى اسرائيل بتهمة حيازة اسلحة سيسمعه وهو يقول ان هذه الاسلحة لقتال فصائل منظمة التحرير وليست لمهاجمةاسرائيل
لقد استطاعت حماس واكثر من مرة ان تجهض المفاوضات وتعطي اسرائيل المبررات للتهرب من دفع الاستحقاقات المترتبة عليها مثل تسليم الاراضي المحتلة والاسرى والاستيطان والمياه والحدود والقدس من خلال تنفيذ حماس لعمليات مشبوهة في داخل اسرائيل في الوقت الذي لم يكن هناك اي لزوم لعمل عسكري وفي توقيت واضح ومكشوف ليس له هدف سوى ايجاد المبررات لأسرائيل للتهرب من التزاماتها وحصل هذا في احدى المرات في عام 96 .
لو امعنا النظر جيدا فيما يجري من حولنا لوجدنا ان ايران تسعى الى سرقة الدور المحوري الهام الذي تقوم به مصر في حل القضايا العربية وخاصة القضية الفلسطينية ولا تأل ايران او سوريا في بذل كل جهد هدام من اجل افشال مصر وسرقة دورها لصالح المحور الشيعي الذي تسعى ورائه ايران من خلال اوراقها في المنطقة المتمثلة في حزب الله وحماس والحوثيين وبعض المرتزقة في سوريا وبعض الدول التي تلعب دورا حقيرا في تأجيج الخلافات العربية وخاصة على الساحة الفلسطينية...
لقد تعود هذا المحور على عدم المواجهة في حل قضاياه واكتفى بشراء الاوراق المحيطة به لاستخدامها في تحسين مواقفه التفاوضية مع الغرب واسرائيل وعلى حساب قضايانا العربية والفلسطينية , وما ارتهان حماس لهذا المحور الا دليل اخر على ان حماس لا تجرؤعلى الاقدام على المصالحة لان الحل والربط ليس في يدها بل في يد اسيادها الذين يغدقون عليها الاموال لابقائها اداة وورقة يستخدمونها متى شائوا وكيفما شائوا .. فتارة يعطونها التعليمات لاشعال الفتنة في الاراضي الفلسطينية وتارة بأثارة الشغب وافتعال المشاكل مع مصر العروبه واخرى بالتخطيط والدعم والاشراف على تنفيذ الانقلاب الدموي في قطاع غزة واخيرا جر قطاعنا الحبيب لحرب لا ناقة لنا فيها ولا جمل وتركهم لابناء شعبنا يواجه مصيره اعزلا وهروبهم الى سيناء واختباؤهم في اقبية حفروها مسبقا لهذا الغرض .
لقد قامر هذا المحور بقضيتنا الفلسطينية من خلال حماس ولا زال يلعب في هذه الأوراق خدمة لاجنداته ومصالحه وبعيدا عن المصالح الوطنية الفلسطينية .
ان حجم ارتهان حماس لهم لكبير مما يجعلها في موقف لا تستطيع ان تتخذ قرارها فكيف لها ان تذهب للمصالحة وهي تابعة مرتهنة لا حول لها ولا قوة سوى تنفيذ ما يملى عليها.
رابعا- الانقسام واستمراره مصلحة اسرائيلية سعت له من خلال حماس .
عندما جاء الانسحاب الاسرائيلي الاحادي عن قطاع غزة كان هناك من يلوم شارون على فعلته من داخل الجتمع الاسرائيلي فكان جوابه لهم ان انتظروا وستروا ما الذي سيحصل في غزة .
وجاء بعدها الكشف عن نوايا شارون انه يريد اقامة دولة فلسطينية ذات حدود مؤقته على مساحة 42 % من مساحة الضفة ودون القدس وحدودها الجدار.
لقد راهن شارون على الاقتتال الفلسطيني الفلسطيني في قطاع غزة بعد انسحابه منها وبدأ بأدخال السلاح والاموال لحماس عبر التهريب الذي كان يمر من خلالهم وامام اعينهم , الا ان تغيرت موازين القوى لصالح ربيبتهم حماس ,خاصة ان ابناء الاجهزة والموظفين لم يتقاضوا رواتبهم منذ اشهر ومقرات السلطة مدمرة فصدرت التعليمات المشتركة من ايران وسوريا واسرائيل لتنفيذ انقلابهم الاسود الذي سيسجله التاريخ وصمة عار في جبينهم.
مباشرة بدأت اسرائيل بتعزيز الانقلاب لادامته وكذلك فعلت ايران وسوريا وبعض الذين يدورون في فلكهم وبدأ كل يوم يتكشف للجميع ان اسرائيل معنية بهذا الانفصال للتخلص من عملية السلام وتنفيذ خطتها بالدولة ذات الحدود المؤقتة , التي لن يكتب لها النجاح مادام فينا دم يجري .
المهم ان اسرائيل الان تتذرع بأنه ليس هناك شريكا فلسطينيا لان السلطة منقسمة ولا تعرف مع من تتحدث وبدأت تعرض على حماس بخطتها الموفازية التي لاقت صدى وترحيبا من قبل حماس لم تلقاه مصر في دعوتها حماس للمصالحة ...
ان الاتفاق السري بين اسرائيل وحماس يتكشف يوما بعد يوم فالحرب الاخيرة على قطاع غزة لم يكن الهدف منها سوى تدمير الترسانة العسكرية التي تضر بأمن اسرائيل وتحقيق هدوء على حدود غزة بقوة الردع وابقاء حماس مسيطرة على الحكم في قطاع غزة ولكن بصورة ضعيفة لا تقوى او تفكر في ان تطلق اي صاروخ على اسرائيل ولو ان اسرائيل ارادت القضاء على حماس لما توانت في ذلك لان المكان الذي وصلت اليه في غزة لا يبعد سوى شارع واحد عن مستشفى الشفاء الذي كانت قيادة حماس تختبئ داخله واستخبارات الاحتلال تعرف ذلك ، بل وأعلنت عنه اذاعتهم . ان احد المشاريع التي كانت تفكر فيها اسرائيل ولا زالت هي الحاق قطاع غزة بجمهورية مصرالعربية وهو ما تقف له مصر بالمرصاد وترفضه , وهي الان ترى حلمها يقترب من التحقق ولديها اداتها'حماس' التي انشأتها لتنفيذ ذلك ومن ثم مكافأتها بتسليمها زمام الامور في الدولة ذات الحدود المؤقتة التي لن يقبل بها الا كل خائن وعميل من صناعة اسرائيل .
لذلك وعطفا على ما سبق فان اسرائيل معنية بالانقسام لانه الشئ الذي خططت وعبدت له الطريق لحدوثه فكيف ستسعى لتدميره وهذا سبب اخر يمنع حماس من الاقدام على المصالحة .
كان الله في عونك ياوطني ويا شعبي على هذه الكارثة التي المت بك والتي لا تقل عن النكبة والنكسة في خطورتها .
ولكننا لن نفقد الامل وسنقف سدا منيعا لافشال كل المخططات والمؤامرات التي تحاك لنا ولقضيتنا