تقوم حركة حماس منذ أيام بحملة زيارات اجتماعية لمنازل المواطنين في مختلف مناطق قطاع غزة ، وتحمل معها هدايا للمواطنين عبارة عن أكياس من الحلوى أثناء زياراتها .وقد أطلقت حماس على هذه الحملة اسم حملة الوئام و قد رافق هذه الحملة حملة دعائية ضخمة سواء من قبل فضائية حماس أو مواقعها الألكترونية أو خطبائها في المساجد .حماس تروج وتدعي أنها تقوم بحملة لزيارة عشرات آلاف البيوت في قطاع غزة بغض النظر عن انتمائهم السياسي وأنها تهدف الى نشر الوئام والمحبة حسب تعبير كوادرها وعناصرها .إن ماتقوم به حماس فيما يبدو هو محاولة بائسة لترميم صورتها وإعادة علاقاتها مع الناس ، تلك العلاقة التي تفتت أواصرها تحت بساطير عسكر حماس في غزة واحترقت معالمها بنيران رصاص وقذائف حماس على المساجد والمنازل والتي طالت الأخضر واليابس في قطاع غزة المنكوب ، لقد طحنت حماس لحم المناضلين والشرفاء سواء في شوارع غزة أو مساجدها أو منازل المواطنين أو زنازين وأقبية الأمن الداخلي .هل مجرد علبة من الحلوى ستمحو من الأذهان مشهد جثة الشهيد أبو المجد غريب وقد مزقها الرصاص ؟ أم ستمحو مشهد سحل الشهيد سميح المدهون في شوارع غزة ؟ وهل ينسى الناس قتل المرحوم عبد اللطيف موسى داخل مسجده في رفح ؟ وغيرهم عشرات بل مئات من ضحايا الأيدي المتوضئة !!؟؟حسب تعبيرهم .حاشا للأيدي المتوضئة الطاهرة أن تقدم على ماأقدموا عليه .بل هي أيدي مجوسية نجسة غارقة في الدم الفلسطيني .لاأدري هل حماس واهمة أم غبيه أم الأثنتين معاً إذا ظنت حقاً أن بضع أكياس من الحلوى وبعض الكلمات المنمقة يمكنها إصلاح مافسد وإعادة المياه الى مجاريها .لقد مزقت حماس منذ انقلابها الأسود عرى النسيج الإجتماعي في قطاع غزة وأحدثت جرحا لن يندمل بسهولة في الجسد الفلسطيني ، ولم تترك بيتاً إلا وأذاقته من ويلاتها سواءا بالقتل أو الإعاقة أو الضرب والإهانة أو الإعتقال أو التشريد وتشتيت العائلات أو النصب ونهب الأموال .لم يبق سوءا أو اذى لم ترتكبه حماس بحق الشعب الفلسطيني في غزة .وتريد جماس الآن بعلب الحلوى وزيارات ُصفر الوجوه أن تشطب كل ذلك هيهات هيهات ياحماس .إن الوئام لايعود ببضع علب من الحلوى ولا بزيارات بائسة يقوم بها عناصرها ولعلهم نفس العناصر الذين قاموا بالقتل أو التعذيب وأوقعوا الأذى هم من سيزورون الضحايا .لقد ذكرنا فعل حماس هذا بما قام به جنود الإحتلال اصهيوني في سبعينيات القرن الماضي بعد إحتلال غزة وارتكاب مجازر بحق أهلها حاولوا أن يرمموا صورتهم ويجملوها عبر توزيع الحلوى على الأطفال في الشوارع ، وكانوا يعلقون أكياس الحلوى على فوهات البنادق للإيحاء بأن هذه البنادق لتوزيع الحلوى وليست للقتل والفتك بالأبرياء .نقول لحماس شعبنا ذكي وواع وكما لم ينخدع بما فعله جيش الإحتلال الصهيوني فلن ينخدع بما يفعله دهاقنة الدجل الحمساوي .مشاهد القتل والسحل والتعذيب وقصف المساجد والمنازل على من فيها ، والدماء التي سالت ومازالت تسيل في غزة لن يمحوها من الذاكرة بضع قطع من الحلوى المسمومة .
فاذهبوا أنتم وحملة اللئام هذه الى الجحيم تطاردكم لعنات دماء الشهداء والمعاقين وأنات المعذبين والمشبوحين في أقبيتكم وزنازينكم
فاذهبوا أنتم وحملة اللئام هذه الى الجحيم تطاردكم لعنات دماء الشهداء والمعاقين وأنات المعذبين والمشبوحين في أقبيتكم وزنازينكم