بقلم:عبد الرحمن الراشد
عندما أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن موعد الانتخابات النيابية المقبلة انتفضت حماس كما لو أن عقربا لدغتها. ادعت أنها غير دستورية، وتكرس تقسيم الفلسطينيين، وتفتح باب الفتنة!
الحقيقة أن إجراء الانتخابات يحقق عكس ذلك تماما، لأنه ينهي الانقسام ويعطل الفتنة القائمة وفيه تطبيق للدستور. السؤال، لماذا تخشى حماس من عقد الانتخابات رغم أنه يسمح لها بالترشح والتصويت، ويعطيها فرصة لمنح حكمها الشرعية، ويوسع دائرة نفوذها على الضفة الغربية؟ السبب أنها تخاف أن تخسر الانتخابات.
هنا المفتاح، حماس تخاف من الهزيمة، وتدرك جيدا أن عقد الانتخابات في الضفة وغزة سيتم تحت إشراف مراقبين دوليين بشكل لا يمكن الطعن فيه، وأن كل الأصوات محسوبة بما لا يدع مجالا للشك. مع هذا هناك مبرر عقلاني للتساؤل، لو دخلت حماس المنافسة الانتخابية وجربت حظها، ربما يجد فيها ناخب فلسطيني الخيار الأفضل لأنها تمثل المقاومة، وربما يختارها تعبيرا عن غضبه من الوضع القائم ضد إسرائيل، وربما يريد الشعب الفلسطيني التخلص من الرئيس الحالي الذي تتهمه حماس بالخيانة. هذه دعاوى حماس التي تقول إنها تمثل الشعب الفلسطيني ومن الأولى أن تشارك وتتنافس وتقبل النتيجة.
حماس تدرك أن هناك احتمالا كبيرا بهزيمتها، وتدري جيدا أنها في داخل قطاع غزة الذي تحكمه بشكل كامل، أصبحت شعبيتها متدنية جدا حتى في الاستطلاع الأخير الذي أجري بعد تقرير غولدستون الذي يفترض أنه هبط بشعبية حكومة أبو مازن، النتيجة مدهشة: حماس بلا شعبية في غزة.
ومع أن الكثير من المؤشرات تقول إن حماس ستخسر أغلبية أصوات الفلسطينيين فإن عليها أن تقبل خوض الانتخابات، من يدري، ربما تكسبها في لحظة إخفاق خطيرة من قبل السلطة، أو أن يقرر الناخب في لحطة التصويت قرارا استراتيجيا لنفسه ووطنه يختلف عن ما يقوله في الاستطلاعات التي تعبر عادة عن رأي تلك اللحظة. وحتى لو خسرت حماس الانتخابات ستظل تملك مقاعد في البرلمان تمثلها، خير من أن تخرج نهائيا من الحكم. وأهم من ذلك توطد حماس بمشاركتها دعائم النظام الذي جاء بها في يوم مضى، وإن كانت قد انقلبت عليه. لأنه النظام السياسي الوحيد في العالم العربي الذي يمنح المعارضة، مثل حماس، فرصة الحكم. وبالتالي حتى لو خسرته في هذه الدورة فإن فرصتها قائمة في الدورة اللاحقة. بغيابها تكرس نظام فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية الذي سيعطي خصومها فرصة لرسم خريطة الأحزاب وتغيير قوانين المشاركة. وستنتهي حماس، مثل ربيبتها جماعة الإخوان المسلمين في مصر والأردن، مجرد ديكور سياسي.
حماس لا تريد الانتخابات الآن لأنها تعلم علم اليقين أن الأغلبية الفلسطينية لن تصوت لها هذه المرة بسبب الخطايا الكبيرة التي ارتكبتها منذ الانقلاب وحتى الحرب التي تركت فيها غزة بلا دفاعات فدمرتها القوات الإسرائيلية. وبغض النظر عن التمجيد الذي تحظى به في الأوساط العربية فإن ذلك قد لا يعكسه الوضع الداخلي في الأراضي المحتلة. لهذا السبب تريد تأجيل الانتخابات حتى لا تضطر للتخلي عن غزة حتى على حساب استمرار الفتنة الفلسطينية وجعل التقسيم أمرا واقعا.
عندما أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن موعد الانتخابات النيابية المقبلة انتفضت حماس كما لو أن عقربا لدغتها. ادعت أنها غير دستورية، وتكرس تقسيم الفلسطينيين، وتفتح باب الفتنة!
الحقيقة أن إجراء الانتخابات يحقق عكس ذلك تماما، لأنه ينهي الانقسام ويعطل الفتنة القائمة وفيه تطبيق للدستور. السؤال، لماذا تخشى حماس من عقد الانتخابات رغم أنه يسمح لها بالترشح والتصويت، ويعطيها فرصة لمنح حكمها الشرعية، ويوسع دائرة نفوذها على الضفة الغربية؟ السبب أنها تخاف أن تخسر الانتخابات.
هنا المفتاح، حماس تخاف من الهزيمة، وتدرك جيدا أن عقد الانتخابات في الضفة وغزة سيتم تحت إشراف مراقبين دوليين بشكل لا يمكن الطعن فيه، وأن كل الأصوات محسوبة بما لا يدع مجالا للشك. مع هذا هناك مبرر عقلاني للتساؤل، لو دخلت حماس المنافسة الانتخابية وجربت حظها، ربما يجد فيها ناخب فلسطيني الخيار الأفضل لأنها تمثل المقاومة، وربما يختارها تعبيرا عن غضبه من الوضع القائم ضد إسرائيل، وربما يريد الشعب الفلسطيني التخلص من الرئيس الحالي الذي تتهمه حماس بالخيانة. هذه دعاوى حماس التي تقول إنها تمثل الشعب الفلسطيني ومن الأولى أن تشارك وتتنافس وتقبل النتيجة.
حماس تدرك أن هناك احتمالا كبيرا بهزيمتها، وتدري جيدا أنها في داخل قطاع غزة الذي تحكمه بشكل كامل، أصبحت شعبيتها متدنية جدا حتى في الاستطلاع الأخير الذي أجري بعد تقرير غولدستون الذي يفترض أنه هبط بشعبية حكومة أبو مازن، النتيجة مدهشة: حماس بلا شعبية في غزة.
ومع أن الكثير من المؤشرات تقول إن حماس ستخسر أغلبية أصوات الفلسطينيين فإن عليها أن تقبل خوض الانتخابات، من يدري، ربما تكسبها في لحظة إخفاق خطيرة من قبل السلطة، أو أن يقرر الناخب في لحطة التصويت قرارا استراتيجيا لنفسه ووطنه يختلف عن ما يقوله في الاستطلاعات التي تعبر عادة عن رأي تلك اللحظة. وحتى لو خسرت حماس الانتخابات ستظل تملك مقاعد في البرلمان تمثلها، خير من أن تخرج نهائيا من الحكم. وأهم من ذلك توطد حماس بمشاركتها دعائم النظام الذي جاء بها في يوم مضى، وإن كانت قد انقلبت عليه. لأنه النظام السياسي الوحيد في العالم العربي الذي يمنح المعارضة، مثل حماس، فرصة الحكم. وبالتالي حتى لو خسرته في هذه الدورة فإن فرصتها قائمة في الدورة اللاحقة. بغيابها تكرس نظام فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية الذي سيعطي خصومها فرصة لرسم خريطة الأحزاب وتغيير قوانين المشاركة. وستنتهي حماس، مثل ربيبتها جماعة الإخوان المسلمين في مصر والأردن، مجرد ديكور سياسي.
حماس لا تريد الانتخابات الآن لأنها تعلم علم اليقين أن الأغلبية الفلسطينية لن تصوت لها هذه المرة بسبب الخطايا الكبيرة التي ارتكبتها منذ الانقلاب وحتى الحرب التي تركت فيها غزة بلا دفاعات فدمرتها القوات الإسرائيلية. وبغض النظر عن التمجيد الذي تحظى به في الأوساط العربية فإن ذلك قد لا يعكسه الوضع الداخلي في الأراضي المحتلة. لهذا السبب تريد تأجيل الانتخابات حتى لا تضطر للتخلي عن غزة حتى على حساب استمرار الفتنة الفلسطينية وجعل التقسيم أمرا واقعا.